صفات القائد الفعال – التخطيط



هل تشعر بأن لديك قدرات عظيمة والتى لم يتم استغلالها فعليا من قبل؟؟

هل توقفت يوما عن التساؤل لماذا بالرغم من أنك ربما تكون شخص ذا كفاءة عالية إلا أنك لا تلقى ما تتوقعه من نجاحات؟؟

هل تساءلت من قبل لماذا أنجز هؤلاء ذوو الموارد المحدودة (ماديا وذهنيا ... إلخ) الكثير بينما لم ينجز الآخرون شيئا؟؟

هل تساءلت من قبل ماذا فعلت فى حياتك وكيف يجب أن تديرها؟؟

ما هو الشئ الأساسى المفقود الذى سيساعدك كى تفعل هذا؟؟

هل توقفت مرة لتسأل لماذا تضيع الكثير من الجهود والقدرات؟؟

هل ذقت من قبل حلاوة أن تعرف مسبقاً ما هى الخطوة التالية التى يتعين عليك أن تخطوها فى حياتك واليقين من أنك تسير فى الطريق الصحيح؟؟

هل كنت مسئولا يوما عن مجموعة من الناس والأشياء وتساءلت لماذا أنت خائف إلى هذه الدرجة من هذه المسئولية؟؟

هل شعرت من قبل بأنك تائه فى خضم الحياة اليومية وتحتاج إلى تغيير ما وتتساءل ما هو؟

ربما ستعرف فى السطور القليلة القادمة الجواب المنشود

التخطيط :
هو عملية فكرية تعتمد على المنطق والترتيب حيث يبذل فيها جهدٌ لـتحقيق التالي:

توضيح الأهداف التي تريدها.

البحث عن أفضل الوسائل لتحقيقها.

محاولة التنبؤ أو (توقع ) المعوقات التي يمكن أن تعترضها.

كيفية التغلب عليها.

قبل أن نخطط يجب أن نحدد معنى الهدف وكيف نعرف هدفنا والكثير يخلط ما بين الهدف والخطة

الهدف:
هو النتائج التي تبغي الوصول إليها خلال فترة زمنية معينة شرط أن تضع مواصفات هذه النتائج وكمياتها......

تريد أن تنجح هذا العام هدف قصير المدى.
تريد أن تنجح فتدخل كلية الطب وتتخرج بعد ست سنوات هدف متوسط المدى.
تريد أن تصبح اشهر طبيب علي مستوي العالم في القلب هدف كلي أي بعيد المدى مثل حلم النهضة.
تريد أن تدخل الجنة هدف كلي.
وكمثال لتوضيح الفرق بين الخطة والهدف.
هدفنا نشتري سيارة لنشغلها عند الله.
خطتنا نجمع النقود ثم نذهب ونأخذ من يتفاوض في تخفيض السعر ونشتريها...
موقف واقعى يعرض أهمية التخطيط:
إليك حوار دار بين صديقين يؤكد أهمية التخطيط........
أحمد وإيهاب صديقان منذ أيام الجامعة
تخرجا في كلية الهندسة ودار بينهما هذا الحديث:
إيهاب : أهلا بك يا أحمد كيف حالك ؟ وأين أنت الآن ؟ وأين تعمل ؟
أحمد : الحمد لله بخير، أعمل في إحدى الشركات.............وأنت؟
إيهاب: أعمل في أحد المصانع الخاصة ,وأتقاضى 2000جنيه. لكنك تعلم أنه ما زالت أحلامي وطموحاتي تراودني في أن يكون لي عملي الخاص وأحقق فيه هدفي في اختراع ..........
أحمد: دعك من هذه الأوهام والأحلام، أنت تعلم الإمكانيات والروتين, أى اختراع هذا، دعك من هذا الكلام واحفظ لنفسك المرتب المضمون..
إيهاب: أستأذن في الانصراف وعلى وجهه ابتسامة بلا معني وغمغم بصوت غير مفهوم وسلم على صاحبه وانصرف.
إيهاب في داخله صراع.

المعلم عبد السلام صار صاحب أكبر شركات مقاولات في مصر وفي الشرق الأوسط لشركاته فروع في الكويت وأبو ظبي والبحرين والمغرب.........وكان مجرد عامل صغير لدى نجار مسلح حين بدأ, ولم يكن لديه الإمكانيات التي قال عليها أحمد ..... أنه لابد من وجودها...

أحمد زويل أصبح عالم في الذرة لماذا؟
لأنه كتب على باب حجرته الدكتور أحمد زويل.

لم َ أصبح فلان هكذا ؟ لأنه وضع هدف لنفسه ووضع خطة وبدأ في تنفيذها حتى وصل لهدفه......
تـُري أين البداية ؟؟؟؟؟؟؟
التخطيط هو البداية.... والوصول إلى هدفك هو النهاية....
هل تريد أن تكون أحمد زويل؟...
أينشتين.......
أديسون……..
بيل جيتس…….
مجدي يعقوب.....
أم تريد أن تكون أحمد صديق إيهاب؟
أم تريد أن يكون لديك حماسة وهمة إيهاب؟؟
حدد إيهاب هدفه ووضع لنفسه خطة، وأصبح إيهاب من أكبر أصحاب المصانع وسجل براءة الاختراع الخاصة به.
هل تريد أن تعرف كيف نجح هؤلاء ووصلوا إلى ما هم فيه؟
تعال لتعرف كيف تضع الخطط، وكيف وضع الإسلام الخطط وكيف خطط الرسول صلي الله عليه وسلم ؟؟؟؟
يستخدم التخطيط في كل شئوننا سواء كان تخطيطاً يخص مجال العمل, أو كان تخطيطاً يخص حياتنا الخاصة أو مستقبلنا أو مستقبل أولادنا.

فهو أحد الوظائف الإدارية المهمة والتي تعمل على توقع ما سيكون من خلال وضع تقارير الأهداف وإجراء التنبؤات اللازمة, ورسم وصياغة السياسات وإعداد القواعد والإجراءات بالإضافة إلي وضع برامج العمل لكل نوع على أساس من المراحل التي تتكامل حتى يتم العمل مع النشاط في النهاية, وتقرير الإجراءات التي ينبغي أن يلتزم بها المنفذون وترجمة كل ما سبق في صورة موازنات تقديرية تبين الأرقام والحسابات اللازمة لتحقيق الأهداف.

التخطيط في الإسلام:
اهتم الفكر الإداري الإسلامي بوظيفة التخطيط ويمكن ملاحظة ذلك من خلال الاهتمام بالأبعاد التالية :

الاهتمام بالتخطيط الاستراتيجى
حيث يقول الله تعالى على لسان يوسف عليه السلام في سورة يوسف
" يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعلى أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46)قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ (4 ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49) "
صدق الله العظيم
سورة يوسف آيات46-49
ومن الآيات يتضح التخطيط على المدى البعيد فهذه الخطة قوامها خمس عشرة سنة مستقبلاً تبين ما يجب أن يـُتـّبع حتى تمر البلاد من أزمتها.
وكذلك حلم النهضة الذي يتبناه أ/عمرو خالد في مشروعنا صناع الحياة لنهضة بلادنا. على مدار عشرين عاما(خطة بعيدة المدى أيضاً)
تـُري ما هي خطتك بعيدة المدى ؟... هل وضعتها أم لا؟
أم مازلت تـُـفكر فيها؟
أم لا تعرف كيف تضعها؟
هنا ستري كيف تضع الخطط، ستري كيف يبني الإسلام الخطط ويجعل صروح المنى والخيال حقيقة ً واقعة؟
هيا نكمل معًا أبعاد التخطيط
  التدرج في التخطيط
بحيث تؤدي كل مرحلة تخطيطية إلى المرحلة التي تليها ويتضح ذلك من الآيات السابقة على لسان يوسف عليه السلام فالسنوات السبع الأولى مهمة جدا للوصول إلي السنوات السبع الثانية. وتلك بدورها مهمة حتى تصل الأمور إلي السنة الختامية في تلك الخطة.


  وضع الأهداف بدقة ووضوح
وذلك حتى تستقيم الأمور وتتوحد الجهود في سبيل تلك الأهداف فيقول الله تعالى
" وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) "
صدق الله العظيم
سورة الأنعام 153
  الاستفادة من الإمكانيات والموارد المتاحة بأفضل السبل
فيقول الله تعالى" وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ (60)"
صدق الله العظيم
سورة الأنفال آية 60
لا يقتصر الإعداد على الإمداد للحروب لكن الإعداد يكون في التفوق التكنولوجي والعلمي والثقافي ...والتجاري والصناعي.....الخ وفي جميع المجالات
  الاعتماد على الحقائق والمعلومات والبيانات الدقيقة والبعد عن التخمين والخيال والتقديرات العشوائية ,إذ لا يقوم التخطيط على الظن في بناء القرارات:
حيث يقول سبحانه وتعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ "
صدق الله العظيم
سورة الحجرات ،آية 12
ويقول تعالى أيضا " وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (28) "
صدق الله العظيم
 سورة النجم ، آية 28
  تقدير الموارد والإمكانيات المتاحة
يقول تعالى " لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ "
صدق الله العظيم
سورة البقرة ، آية 286
مما يفرض ضرورة مراعاة القدرات المتاحة عند توزيع الأعباء والمسؤوليات على الأفراد للقيام بها وتحقيق النتائج المرجوة.
  موازنة دور المنظمة ونتائج أعمالها والإحسان (الإتقان ) عند إعداد الخطط وتنفيذها
يقول الله تعالى " وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77)"
صدق الله العظيم
سورة القصص ، آية 77
مما يلزم المنظمة أو الشخص الذي يقوم بالتخطيط بمراعاة نتائج التخطيط دنيوية وأُخروية والإتقان في إعداد خططها .
يقول على بن أبي طالب:"اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا,واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا"
  الموضوعية والواقعية عند وضع الأهداف والخطط والبرامج في حدود المتاح ومراعاة ظروف التطبيق ,والبعد عن الأماني والتمني والطموحات البراقة.
فالتخطيط ليس دربا من الخيال والأحلام الغارقة في التفاؤل التام.
يقول الله تعالى " ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (3) "
صدق الله العظيم
سورة الحجر ،آية 3
ويقول الرسول صلي الله عليه وسلم "الإيمان هو ما وقر في القلب وصَـدّقه العمل"
 ما يجدر بالمسلم قوله " إن شاء الله " عند التخطيط لأى أمر
 لقول الله تعالى " وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلا أَن يَشَاء اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لأقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (24) "
صدق الله العظيم
سورة الكهف ،آيات 24:23
وهذا أمر مهم في الحياة العملية لذلك فإن الفعل إذا تحقق في المستقبل يعلم الإنسان أنه إنما تحقق بفضل الله و إذا لم يتحقق فإنه يوقن أن حكمة الله شاءت عدم حصول الفعل فلا يغضب و لا ييأس.
  يهتم التخطيط في الفكر الإداري الإسلامي بعمارة الأرض واستثمار الموارد المتاحة وتنميتها
فيقول الله تعالى "...........هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ (61) "
صدق الله العظيم
آية 61 سورة هود

اهتمام النبي صلي الله عليه وسلم بالتخطيط:

مراعاة البدء بالأولويات عند التخطيط ويتضح لنا من خطة نشر الدعوة الإسلامية إذ كانت محددة المنهج واضحة المعالم في تدرجها فكانت على النحو التالي:

البدء بالدعوة سرا .

البدء بالأهل والعشيرة(زوجته ,بناته,ابن عمه على بن أبى طالب, صاحبه أبو بكر الصديق )

الجهر بالدعوة في الوقت المناسب. لا تفعل الأشياء إلا حين وقتها*فإن الثمار لا تجني إلا حين نضوجها.

الاعتماد على الإقناع والموعظة الحسنة.

رد الاعتداء بالاعتداء وعدم البدء بالعدوان ,هكذا كانت حروب الرسول صلي الله عليه وسلم والتي تدل على التخطيط .

فمن خططه وسياساته الإستراتيجية في الحروب

سياسة الاستكشاف:
الحصول علي معلومات تفيد القائد العسكري أثناء عمليات القتال

سياسة الحشد:
حشده 700 من المقاتلين الأشداء في غزوة احد.

سياسة التطويق:
استخدمها النبي في غزوة خيبر فقد فوجئ أهالي خيبر بقوات الرسول صلى الله عليه وسلم علي أبواب مدينتهم فهربوا يتصايحون"هذا محمد والجيش معه "واستبشر الرسول صلى الله عليه وسلم  من حالة الخوف هذه وقال"خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين"
واستخدمتها ألمانيا ضد فرنسا وهاجمتها عن طريق بلجيكا في الحرب العالمية(1914-1939)
واستخدمتها مصر في حرب 1973...

سياسة التعرض:
معناها الهجوم أو المبادأة واستخدمها الرسول صلى الله عليه وسلم في بدر وهاجم قريش.

سياسة التطويق:
أي الحصار الذي يفرضه أحد الجيوش علي جيش آخر معادي له,استخدمها الرسول صلى الله عليه وسلم في خيبر حيث حاصر حصن ناعم سبعة أيام واستخدمها الألمان (حركة الكماشة) في الحرب العالمية الثانية.

سياسة المطاردة:
أي لا يترك الجيش المنتصر الفرصة للجيش المنهزم حتى يعود من جديد لتنظيم قواته واستعادة تنظيمه,ثم يعود للميدان ويصبح شوكة في جانب الجيش المنتصر بل بسعي للقضاء على بقاياه.
أدرك الرسول صلى الله عليه وسلم قيمة استخدام هذه السياسة فتبعها في غزواته، حيث كانت وسيلة فعالة للقضاء علي عدوه في غزوة السويق وهي الغزوة الأولي التي طارد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم القوات المعادية له.

سياسة المحافظة علي الغرض:
هو أن يقوم القائد العسكري بتحديد الأغراض التي يسعى إلى تحقيقها من خلال العمليات الحربية تحديدا واضحا(هدفه معروف فيضع خطة واضحة) وأن يعمل بكل جهده وطاقته علي تحقيق هذه الأغراض.
استخدمها الرسول صلى الله عليه وسلم فقبل دخوله مكة حدد الأغراض بصفة أساسية في القضاء علي عبادة الأوثان ونشر الإسلام, هذا كما أنه عندما فتح مكة لم ينسَ أغراضه التي حددها سلفاً فأمر بجمع الأصنام الموجودة في مكة لهدمها, كما لم ينس أيضا الأصنام التي كانت تعبد خارجها فبعث السرايا لهدمها.

سياسة السرية وسلامة القوات المسلحة:
ففي غزوة أحد أقام الرسول صلى الله عليه وسلم خمسين رجلا من الرماة علي جبل صغير مرتفع وقال لهم "احموا ظهورنا لئلا يأتون من خلفنا وارشقوهم بالنبل فإن الخيل لا تقدم علي النبل .إنا لا نزال غالبين إن ثبتم في مكانكم "
ومن المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم: استعينوا علي قضاء حوائجكم بالكتمان وطبق هذا فتكتم أم غزواته حتى لا تذاع أخباره وتحركاته وتكتيكاته

سياسة نظام الضبط والربط:
طبق النبي صلى الله عليه وسلم هذه السياسة أروع تطبيق عند فتح مكة وقد جعل هذا الفتح لكل القادة العسكريين من بعده صورة حية للنظام والضبط والربط فقد أصدر الرسول أوامره بعدم القتال وإراقة الدماء وأقال سعد بن عباده من مهمته لأنه قال اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة لأن في هذا القول إزالة لنظام الضبط والربط من مسرح العمليات. وفيه خروج عن النظام العسكري..
انظر إلي حروب الرسول صلى الله عليه وسلم  منذ 1400 سنة بماذا نادي وكيف حقق ما نادي به لم تكن خطته مجرد شعارات بل كانت محط التنفيذ...لم يكن هدفه سفك دماء...ولا التشفي ولا القتل من أجل القتل أو من أجل حفنة من الدولارات من وراء الحروب فلم تكن أهدافه مادية بل كانت لنشر الدعوة الإسلامية.....

سياسة معاملة الأسري:
علي مدي قرون عديدة كانت معاملة الأسري معاملة رهيبة وفظيعة ففي البحر كانوا يقتلون أو يحولون إلي رقيق ويعملون علي المجاديف في السفن,وبالرغم من وجود القوانين التي تحكم معاملة الأسري إلا انه مازال في الحروب الحديثة يعامل الأسري معاملة سيئة وقاسية فما زالت السجون مليئة بأسري الحرب العالمية الثانية حتى الآن.انظر إلي سجن (أبو غريب)  بالعراق...والسجون الإسرائيلية في فلسطين المحتلة..
افرجوا عن أسرانا وأسرى العالم.........

لتنظر إلي النظام الإسلامي ومعاملته الأسري لم تكن هناك سياسة ثابتة لمعاملة الأسري حتى بعد غزوة بدر إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم شرع سياسة لمعاملة الأسري تنحصر في 3 أمور:

الافتداء (تفدي أسيرك بمال)

الاسترقاق (إذا لم يجد من يدفع له المال يصبح رقيق)

القتل(إذا كانوا ممن يخربون في الأرض ويقتلون ويسفكون الدماء)

انظر إلي معاملته أهل الذمة فقد تزوج ابنة حيى بن أخطَب صفية.عندما أسرت...فلم يلجأ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلي القتل إلا إذا كان الأسير أحد هؤلاء الذين استمروا في إيذاء المسلمين وكان خطر علي دعوته ورسالته السمحة....
ومن أمثلة ذلك الأسيران النضر بن السمح وعقبة ابن أبي معيط فقد آذوا المسلمين إيذاء شديد
ولقد ضرب الإسلام مثلا صالحا في معاملة الأسري ليعلم الناس أن الأولي أخذهم بالعفو بعد القدرة عليهم ,فيوم حنين كان عدد الأسري ضخما إذا بلغ ما يناهز ستة آلاف أسير ومع هذا فقد أطلق النبي صلى الله عليه وسلم سراحهم جميعا منة منه وتفضلا.

سياسة الروح السمحة في الحرب:
انظر ماذا فعل شيرمان في الحرب الأهلية الأمريكية أخلي مدينة أطلانطا من المواطنين لتحويلها إلي قاعدة عسكرية وأعلن" لو أن الشعب رفع صراخه ضد همجيتي وقسوتي فسوف أجيب بأن الحرب هي الحرب"
فعلي القائد أن يضع سياسة تكبح جماحه عند النصر فلا يطغي ولا يتشفى في عدوه ولا يعمد إلي مظاهر العنف والقسوة فيستخدمها ضد عدوه من الغلبة عليه تنكيلا له وانتقاما منه بدون رحمة أو إنسانية....
انظر إلي الحروب في الإسلام:::

كانت الحرب في الإسلام تهذيبا لهذه الفكرة أن يكون في الحرب مظاهر من الرحمة
فقد حرم الإسلام قتل المرضي والشيوخ والأطفال والنساء ففي غزوة أحد لقي أبو دجانه هند بنت عتبة وهي تشجع المحاربين ضد المسلمين ففكر في قتلها ثم أبعد الفكرة وهو يقول"كرهت أن أضرب بسيف رسول الله(صلى الله عليه وسلم) امرأة لا ناصر لها"
وتبدو الروح السمحة النبيلة لسيد البشر النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما هدده دعثور رئيس غطفان بالقتل في ميدان الحرب ثم ما لبث أن وقع أسيرا بين يدي النبي فصفح عنه وكان في استطاعته قتله ,وكان لذلك اكبر الأثر في نفس هذا الأسير فأعلن إسلامه ودعا أهله إلي الدخول في الإسلام..
وكمثال آخر من حياة النبي فلقد بلغت به الروح السمحة أروع منازلها في فتح مكة حيث هتف في قريش هتافه الخالد
"اذهبوا فأنتم الطلقاء"
وهكذا كانت خطط النبي التي كان يضعها النبي ويسير المسلمون عليها في حروبهم.........

تنظيم الحياة المدنية بعد استقرار الأوضاع كذلك كان التركيز في بداية الدعوة على تثبيت العقيدة والإيمان ومراعاة العبادة ثم كان بعدها التركيز على المعاملات.

مسارات عملية التخطيط:

تحديد النشاط العام لك.(شركة خدمية أم إنتاجية)

تحدد هدفك....أو أهدافك.

اعرف نقاط قوتك وضعفك, لتصل إلي استراتيجية واضحة متكاملة تعبر عن الواقع بعيدا عن الآمال والطموحات صعبة التحقيق.

وضع تفاصيل هذه الإستراتيجية في شكل نقاط عمل أو ما يسمي بمسارات العمل التنفيذي

أهداف مرتبطة بأُطُر زمنية (فترات زمنيه محدده).

سياسات عامة.

إجراءات.

برامج عمل.

جداول تشغيل زمنية.

موازنات تخطيطية.

ميزانيات فعلية في نهاية كل فترة زمنية.
 من المسلم به أنك لا تخطط من أجل التخطيط وإنما تسعي وراء هذا التخطيط إلي تحقيق أهداف معينة.
ومن ثم فإن الحكم على مدي فعالية هذه الخطة يتمثل في عقد مقارنه بين النتائج التي تم التوصل إليها والأهداف السابق تحديدها.

أهمية التخطيط:

إذا كانت عملية التخطيط أساسا تتم بناءا على وجود هدف.....فعليك أن تحدد هدفك دون خلل لأن ذلك سيفرز ثمار عطبة "ما يبني على أساس خاطئ سيؤدي حتما إلي نتائج سلبية"
إلا إذا استخدمت التخطيط الجيد لهدف مدروس جيدا، فسيثمر ثمار يطيب مأكلها.
  أنك تستطيع أن تكون حكما مبدئيا على الآخرين من خلال أسلوبهم في التفكير وطريقتهم في الحديث وتعاملهم مع الآخرين والمواقف, فإذا قابلت فردا وتجاذبت معه أطراف الحديث حول حياته التي يحياها ووجدته عازما على تحقيق طموحات مستقبلية فيحدثك عن آماله وأهدافه القريبة والبعيدة دون مبالغة، ثق تماما أن إعجابك بهذا الفرد سيزداد, ولكن لماذا ؟ لأنه يعرف هدفه. ومن يعرف هدفه جيدا يكون قد استطاع أن يبلغ نصف الطريق إن لم يكن معظم الطريق.
فالشخص الذي يعرف هدفه ويخطط لمسار حياته يستطيع توصيل فكره للآخرين بسرعة البرق دون أن يجهـَد أو يجهـِد من حوله.

هيا بنا ننتقل إلي

الصفات التي تعين المرء على التخطيط:

أن يكون واقعي لا ينظر إلي تحقيق دروب من الخيال.

أن يكون عنده رؤية (أهداف)

أن يكون لديه بعد نظر.

أن يكون فكره يتسم بالتنظيم والمنطقية

مما سبق عرفنا انه :إذا كان لديك حلم أو هدف فلا بد من التخطيط بطريقة واعية

ثم عليك بنشر هذا الحلم أو الهدف في الوقت المناسب لتثبته وتضعه على أرض ثابتة ليس أرضا من الرمال المتحركة, ثم تولي الخطوات لتنفيذه.

المصادر  منها :

الإدارة العامة النظرية والتطبيق
أ. عبد الحميد المغربي/أستاذ إدارة الأعمال المساعد
أ. نبيل النجار /أستاذ إدارة الأعمال
دار الأصدقاء للطباعة المنصورة

سياسات واستراتيجيات الإدارة
أ. محمد أحمد غنيم/أستاذ إدارة الأعمال
الناشر المكتبة العصرية المنصورة 
2003-2004


 

التعليقات


`

اتصل بنا

الفرع الرئيسي

السعودية - الرياض

info@daleelalmasjed.com

رؤيتنا : إمام مسجد فاعل ومؤثر

رسالتنا: نقدم برامج تربوية تعيد للمسجد دوره الحقيقي وتسهم في رفع أداء أئمة المساجد حول العالم وتطويرهم ليقوموا بدورهم الريادي في تعليم الناس ودعوتهم على منهج أهل السنة والجماعة وفق خطة منهجية وأساليب مبتكرة.