تحديد الفترة بين الأذان والإقامة بالدقائق
يقوم بعض الأئمة أو إدارات المساجد بتحديد الوقت بين الأذان والإقامة بالدقائق، ويختلف هذا الوقت من مسجد لآخر، بل من فرض لآخر، وهذا أمر جديد، ولم يرد تحديد فترة ما بين الأذان والإقامة.
والصحيح أن يكون الضابط في ذلك اجتماع الناس، بشرط عدم خروج الوقت، وذلك مع مراعاة الأوقات التي يُستحب تأخير الإقامة فيها مثل صلاة الظهر في شدة الحر، ومثل العشاء في مساجد الجماعات التي لا تجتمع إلا بعد الأذان بفترة.
كما أن الإمام هو الذي يحق له أن يأمر مَن أذَّن أن يقيم، متبعًا في ذلك مراعاة حال المصلين، وعلى الرغم من هذا، فإن الأمر فيه سعة، مادام كلّ يصلي في الوقت المختار، وينبغي على كل مسلم الحرص على وحدة صفهم، وعدم إثارة الخلاف والشقاق في الأمور التي يسوغ فيها الاختلاف.
وخروجًا من الخلاف من الممكن أن نقدم الفترة المحددة بين الأذان والإقامة، أحيانًا ونؤخرها أحيانًا أخرى؛ حتى لا يكون هذا التحديد سُنّة راتبة.
لو أُقيمت جماعة في مسجد فحضر قوم لم يصلوا: فالحنفية يقولون: إن كان المسجد له أهل معلومون وصلى فيه غير أهله بأذان وإقامة لا يكره لأهله أن يعيدوا الأذان والإقامة إذا صلوا، وإن صلى فيه أهله بأذان وإقامة أو بعض أهله يكره لغير أهله وللباقين من أهله أن يعيدوا الأذان والإقامة إذا صلوا، وإن كان المسجد ليس له أهل معلومون بأن كان على الطريق لا يُكره تكرار الأذان والإقامة فيه.
ويقول المالكية: من أتى بعد صلاة الجماعة صلى بغير أذان.
والصحيح عند الشافعية أنه يُسن لهم الأذان بدون رفع الصوت؛ لخوف اللبس - سواء أكان المسجد مطروقًا أم غير مطروق.
وعند الحنابلة يستوي الأمر، إن أرادوا أذنوا وأقاموا، وإلا صلوا بغير أذان، وقد رُوي عن أنس أنه دخل مسجدًا قد صلوا فيه، فأمر رجلاً فأذن وأقام، فصلى بهم في جماعة. (البدائع 1 / 153 ، والمجموع 3 / 85 ، والمغني 1 / 421 ، والحطاب 1 / 468). والحديث رواه أبو يعلى ، مجمع الزوائد 2 / 4) .
فالأمر فيه سعة، ولا يجوز التشدد في الأمور التي اختلف فيها العلماء، مادام الإنسان لم يتبع هواه، ولا يتتبع الرخص من أجل التفلت من الأوامر والنوافل.
وعمومًا فقد اتفق الفقهاء على أن الأذان من خصائص الإسلام وشعائره الظاهرة، وأنه لو اتفق أهل بلد على تركه قوتلوا .. ولو أن قومًا صلوا بغير أذان صحت صلاتهم وأثموا، لمخالفتهم السنة وأمر النبي صلى الله عليه وسلم. (الموسوعة الفقهية الكويتية 2/357 - 358).
نسأل الله أن يبصرنا بديننا وأن يتقبل سائر أعمالنا.
منقول بتصرف من موقع إسلام ويب.
التعليقات