المسجِـــد .. ألَــمٌ وأمَـــلٌ

الحمد لله والصلاة والسلام على سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وبعـد: يقول الله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} [النور: 36]، ويقول سيّدنا النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «أَحَبُّ الْبِلادِ إِلَى اللهِ مَسَاجِدُهَا، وَأَبْغَضُ الْبِلَادِ إِلَى اللهِ أَسْوَاقُهَا» "رواه الإمام مسلم في صحيحه".

عناصر الموضوع:

1.    آلام المساجِـد في زماننا.

2.    أهمية المسجد في الإسلام.

3.    وظائف المسجد العمليّة.

4.    آمالُ مساجدنا في دَوْرِها.

إنّه لمّا هجَر المسلمون المساجدَ:

غابت ملامح الأخوّة والمحبة عن المجتمع، غابت حقيقة الإسلام العمليّ بين النّاس، كثُر التعصّب والتفرّق بين أبناء الأسرة الواحدة، سيطَر الإعلام الكاذب على عقول الناس، وعمِل على نزع الدين من حياة البشر، واستطاع أعداؤنا -للأسف الشديد- السيطرة على بلاد المسلمين وشتتوا شمل أبناء الأُمّة الإسلامية، إضافة إلى كثرة عدد الناس في غير المساجد، كالنوادي والسينما والقهاوي والأسواق، مع أنّ أحب البقاع إلى الله: المساجد، إلا أنّها هُجِرَت، وقد اجتمعت عدّة أسباب على ذلك، وتألّمت مساجد المسلمين، تألّمت:

كلما غادرها المصلون وهجروها، تتألّم عندما تُغْلَق أخواتها وتحرّق، ويُمْنع أصحاب الأصوات النقيّة -أهل الحقّ- التي توجّه للصواب، بينما يفتح المجال للفسدة والمزيفين والمزوِّرين، تألمت مساجدنا عندما سعى الناس في خرابها -لا سيما ممن يدّعون الانتساب إلى الإسلام والدعوة-، تألّمت عندما استخدمها البعض لتفرقة الأمة وتزييف عقول أبنائها، تألّمت مساجد المسلمين لمّا فُصِلت عن واقع الحياة بالحديث الإجباري أو الاختياري عن أحكام الحيض والنفاس وترْك أحكام المعاملات والسلوكيات والبناء والتعمير في الأرض، تألّمت لمّا سرق الإعلاميون الكذبة عقول النّاس وشوّهوها فصارت مهمّة المسجد أصعب وأشدّ، تألّمت مساجدنا لمّا سُحِب البساط من تحت أقدام المصلحين وتحوّل إلى أقدام المفسدين والظالمين، وفقد المسجد وظيفته الحقيقية وأهميته التي من أجلها بُنِي وعلى أساسها أُسِّس.

 

أهمية المسجد في الإسلام:

1.    تنبع أهمية المسجد من أنّه أوّل ما قام به النبي صلّى الله عليه وسلّم عندما هاجَر إلى المدينة، لم يهتّم بوضع المواثيق البشرية قبل أن يضع ويشيد الميثاق الرباني "المسجد" عهد الله على خلقه، وشارك رسولنا بنفسه في بناء المسجد -ضاربًا المثل الأعلى للقادة والزعماء في الأمة-.

2.    إنه الدار التي يلتقي فيها المسلمون لترسيخ كل مفاهيم وقيم الحب والإخاء والنصرة والتعاون والمساواة والانتظام والانضباط وروح العمل الجماعي.

3.    إنه بيت الأمّة الواحدة: غنيها مع فقيرها، حاكمها مع محكومها، قويُّها مع ضعيفها، رجالها ونسائها، صغيرها مع كبيرها، أئمتها مع مأموميها، قال تعالى: إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ [الأنبياء: 92] وقال عزّ وجلّ: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103].

4.    إنّه مصدر التوجيه الحقيقي في الأُمّة إذا تولّى المهمّة العلماء الربانيون الصادقون الذين لا يتبعون سلطة إلا سلطة الدين والشرع عليهم، مصدر التوجيه الروحي والماديّ على حدّ سواء.

5.    إنّ المساجدَ هي مصانعُ الرِّجال الحقيقية في المجتمع، فمن أين تخرّج أبو بكر، وعمر وعثمان وعلي؟ أين خرج أسامة القائد، وابن عباس الحبر، وأبو عبيدة الأمين، ومعاذ الفقيه، وسعد وخالد وعمرو والعبادلة، وغيرهم، فمن أين تخرّجوا؟ إنهم إنتاج مصنع الإسلام الأوّل، وهي بيوت الله تعالى، ففيها فهموا معنى الإسلام الشامل، وفيها تربوا على احترام الإسلام والتضحية من أجله، وتتلمذوا على يد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم على أجمل وأكمل الأخلاق وأشرفها.

وها هُمُ المسلمون يجدوُن بُغْيتَهُم في المساجِد:

 فالمساجد لهم مكان عبادة، وتعليم وتثقيف، ومكان إيواء الفقراء والغرباء والمحتاجين، كان يقوم المسجد بدور وزارة التضامن والشؤون الاجتماعية، وكان مكانًا لعلاج المرضى كما حدث مع سعد بن معاذ يوم الأحزاب، وهو دار البيعة للخلفاء والحكّام، ومنه ينطلق الخليفة والأمير ليحكم بين الناس، ويعلن برنامجه القيادي للأمّة ومن حقها أن تعترض وتعبّر عن رأيها بما شاءت توافقًا مع شرع الله وتقويمًا للاعوجاج. وفي المسجد يُعلَن النّكاح وتقام الأسر المسلمة، ولسان حالهم: "من هنا نبدأ" فهلا عُدْنَا إلى المساجد من جديد، فتعود لنا المساجد من قبضة الشياطين.

وللأسف تراجع وضع المسجد في الزمن المعاصِر -بسبب قصور فهم بعض المسلمين لحقيقة الإسلام، إضافةً إلى التضييق الذي تمارسه بعض السلطات عبر أزمنة الأمّة المختلفة على المساجد وتجميد أنشطتها ووظائفها الحقيقية، فضلاً عن ترك غيرنا يعمل ويجدد أنشطته الثقافية والاجتماعية والترفيهية: فأين المسلمون؟-، مما يجعلنا جادّين في البحث عن أسباب المشكلة والعمل على علاجها علاجًا يعيد للمساجد دورها كما كانت وكما ينبغي أن تكون؛ فهي بيوت الله وليست ملكًا لأحد، قال تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن: 18]. بل عظّم الله من خطورة الاعتداء على حق المسجد في التوجيه والتربية المجتمعية، فقال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [البقرة: 114]. وجعل النبيّ من أشرف الناس وأعلاهم مقامًا يوم القيامة -في ظل العرش- رجل قلبه معلق بالمساجد، فقال: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ، -وعدّ منهم-: وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي المَسَاجِدِ» "أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين"، فللمساجد دور حقيقيٌّ، ووظيفة حقيقيّة، ينبغي أن تؤديها، ومنها:

أولا: وظيفة روحية: من إقامة الصلوات والتعبّد والتذلّل بين يدي الله تعالى في المسجد، بينما جُعلت الأرض كلها مسجدًا للأمّة الإسلامية، وليست المساجد دور عبادة بمفهوم غيرنا، بما يعني أن نفصلها عن الحياة، أو أن تكون دارًا للتعبد لله تعالى فقط، فإذا خرج الإنسان من المسجد نسيَ الإسلام أو فارق الإسلام، فهذا خطأ وغير صحيح في الإسلام، قال تعالى: قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ  [الأنعام: 162، 163].

ثانيًا: وظيفة حضارية: فالمسجد يعلمنا الانضباط والالتزام بمواقيت الصلاة، والوفاء بالمواعيد، والالتزام بالصفوف التزام بالأمر والنهي، فيأتمر الإنسان بالمشروع، وينتهي عن اللا مشروع، يعلمنا التعاون وهو قيمة عظيمة الأمّة بحاجة إليها اليوم -لا سيما في زمن الشتات والفرقة والتناحر والتنازع-، يعلّمنا الشورى ونصيحة الإمام إذا أخطأ، فتقول له: "سبحان الله" وفي تلك إشارة أنّ من حق المأموم أو المحكوم أن ينصحه إمامه وحاكمه؛ فليس عندا السلطة لا الدينية التي لا تُراجَع، ولا السلطة الحاكمة التي لا تُنصَح!!، كما أنّ المساجد تعلمنا العمل الجماعي، وكما يسميه علماء الإدارة والقيادة "العمل بروح الفريق الواحد"؛ فهدفنا واحد وبلتنا واحدة وربنا واحد ندعوه ونلجأ إليه، ونقول جميعا في الصلاة: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة: 5، 6] وليس: اهدني، أو أستعين، أو أعبد....!

ثالثًا: وظيفة اقتصادية واجتماعية: ففيه ينبغي أن يكون ملاذًا للمحتاجين والفقراء والغرباء، يأوون إليه، وينتفعون بمحبة إخوانهم لهم، وحرصهم وشفقتهم عليهم، فيكون مصدرًا للتكافل الاجتماعي، فأمّتنا لها مهامّ متعددة منها: "التعارف، التفاهم، التكافل، التكامل، التعاون، التسامح، التناصر".

هذه التاءات -السابقة- ضرورية في حياة الأُمّة، ولن تكون إلا من خلال المسجد، وفي المسجد أيضًا: نتفقد أحوال الناس، وتقام الأفراح والأعراس، ونصلي الجنائز على الأموات، نساعد المحتاج، ننطلق منه للزيارات الاجتماعية وعيادة المريض، وننمي روح الأخوة والمحبة الصادقة، ونصلح بين المتخاصمين، هذا دوره ووظيفته الاجتماعية التي ينبغي أن تكون!! كما كان يفعل النبي وأصحابه من بعده.

رابعًا: وظيفة علمية وتثقيفيّة: ففيه يدرّس العلم النّافع، والثقافة الصحيحة، فقد كان النبي يعلّم أصحابه الأحكام والمعاملات والسلوكيات داخل المسجد، وقد كان للصحابة من بعده حلقات علم في كافة أرجاء الأرض، وقد اشتهرت مساجد في بلاد المسلمين كانت -ونأمل أن يعود لها دورها الحقيقي من جديد- قبلة علميّة وثقافية للمسلمين في كافة أنحاء الأرض، ولم تكن مكانًا للصلاة فقط، كمثل الجامع الأزهر في مصر، والقيروان في تونس، والجامع الأموي في دمشق سورية -حرّرها الله من يد الطغاة والمفسدين-.

خامسًا: وظيفة وطنيّة (عسكريّة وسياسيّة): إن المساجد لا تُشْغَل ولا تشتَغِل بالسياسة، ولكن تنشغِلُ بها؛ لأنّ الدين الإسلامي دين شامل يشمل حياتنا كلها في كل جانب، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [البقرة: 208]. أي: ادخلوا في الإسلام كلّه.

وقد كان النبي يخرج الجيش -بعد إعداد- وتوزيع الأدوار فيه من داخل المسجد، كجيش بدر وأُحد وبعوث وسرايا التحرير من المسجد، وكان العزّ بن عبدالسلام قد حفزّ الناس يوم المعارك مع المغول والتتار في عهد قطز من داخل المسجد، ودعا الناس ربهم وانتصر المسلمون.

وقد كان رسولنا يرسل الوفود الدعوية والقوافل منطلقة من المسجد كما فعل مع معاذ بن جبل لما أرسله إلى اليمن، وقد كان يكتب رسائله ويرسلها منطلقة بمن يوصلها إلى الملوك والرؤساء من داخل المسجد، إقرار العهود والمواثيق وكتابة العقود كله كان في المسجد، وهذه مهام سياسية وعسكرية، وفي ذلك أبلغ الردّ على من يزعم فصل المسجد عن واقع الحياة، وتلك سيرة النبي الشريف الحبيب وهو  أشرف الخلق وأفهم الناس. فياليت قومي يعلمون!!.

آمال المساجد في القيام بدوْرِها:

إنّنا إذا حدثنا مساجدنا: ماذا تريد؟ وماذا تأمل؟ وماذا تتمنى؟ لحدثتنا قائلةً: أريد أن يعود دوري لإصلاح الأمّة وتربيتها من جديد، وفي ظني أن الدور الحقيقي للمسجد -الذي ينبغي أن يؤدّى اليوم- وهو مسئولية الإمام والمأموم معًا، يتمثل في الآتي:

أولا: دور المسجد في بناء الأمل: للمسجد دوُره في بثّ الأمل، فقد كان النبي يبث الأمل في أصحابه من خلال المسجد ويعيد إليهم بسماتهم، ويبشرهم بنصر الله تعالى، وسعة الرزق، ويزيد فيهم اليقين في الله تعالى الخالق الرزّاق. وقد آن للمساجد أن تخرج من أسْر اليأس، الذي يبثه بعض الأئمّة، من أنّ الأمّة مهزومة ومنكسرة، هذا حقيقي، لكننا في نفس الوقت مطالبون بصناعة الأمل في النفوس، وإعادة التفاؤل إلى الأفئدة والقلوب. (ولا تيأسوا) (فاستبشروا ببيعكم) (ليتمّن الله هذا الأمر).. وهكذا أيها الدعاة!!

ثانيًا: دور المسجد في تربية المجتمع على الوحدة والألفة: إنّ المسجد هو دار التربية الحقيقية للمسلمين جميعًا (نساءً ورجالاً، أطفالاً وشبابًا وفتيات، حكّامًا ومحكومين) ينبغي أن يكون فيه التربية الصحيحة، والتحذير من وسائل التربية الفاشلة الضائعة، نريد أن ننقذ شبابنا وفتياتنا -خاصة- بدلاً من وقوعهم في شباك شياطين الإنس والجنّ عبر الشاشات والشات وغير ذلك، نريد أن نربي أبناءنا على أحسن الأخلاق: احترام الكبير، وتوقير الأبوين، وتقدير المعلِّم والأستاذ والشيخ، وهكذا. فلقد كان النبي الحبيب يربي الأطفال في المسجد ويعلمهم وسائل التقدم والإبداع والتحضّر الحقيقي، ليس فقط في باب الصلوات وإنما في المعاملات والسلوكيات، وخرج جيل حمل رسالة الإسلام على عاتقه وضحّى من أجلها بأغلى ما يملك فاستشهدوا ورفعوا راية الإسلام، تحركت هممهم من الثرى إلى الثريّا، بينما شبابنا ضلت اهتماماتهم وهواياتهم، مما يجعلنا بحاجة إلى مساجد مربيّة ومعلّمة ومحفّزة للهمم. وكذا إنشاء جيل يحترم بعضه، ويحترم الاختلاف، ولا يتنكّر لسنة الله في كونه؛ حيث خلق الخلق مختلفين.

ثالثًا: دور المسجد في التغيير والإصلاح: لقد مثّل المسجد النبويّ موطن التغيير الأكبر للذات والغير، فكم من عادات مقيتة قد بدلت وكم من مظالم اجتماعية قد رُفِعت، وكم من مفاهيم جائرة قد صححت، كل ذلك كان في المسجد، وكان الهدف من إنشائه أول مرّة هو التغيير والإصلاح، تغيير العادات والقناعات والهوايات والقدوات والاهتمامات، وإصلاح الذات والغير، من خلال التوجيه والإرشاد.

رابعًا: دور المسجد في تشكيل العقول: إذا كان كل بناء يعبّر عن رسالة بانيه، فإن المسجد وهو بناء الإسلام الأعظم، يعبّر عن فحوى رسالته، ومنها: تشكيل وتربية العقول، وتكوين المفكرين والمبدعين، انظروا إلى رسول الله وهو يسأل أصحابه في المسجد محفزًا لعقولهم نحو التفكير، أتدرون من المفلس؟ إن من الشجر لشجرة شأنها شأن المسلم، ....... وتشكيل العقول ليس حكرًا على مؤسسات التعليم في المجتمع فحسب، بل لا نكون مبالغين -إذا قلنا- أنّ المسجد هو أول ما يعمل على تشكيل العقول وتهيئتها للإبداع والعطاء الفكريّ.

خامسًا: دور المسجد في بناء الأوطان: إن غاية وجود الإنسان في الأرض هي العبودية، لكن ليست عبودية المكان والزمان في المسجد، وإنما عبودية الزمان والمكان والإنسان في بناء مجتمعه وتعمير أرضه؛ قال تعالى: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} [هود: 61]. فالهدف من النشأة والخَلْق: تعمير الأرض، لا تخريبها، ومن ثم يأتي دور المسجد في قيادة المجتمع نحو بناء الوطن، سلوكًا وحضارةً وتنميةً و.....الخ.

نسأل الله تعالى أن يحفظ مساجدنا وأن يديم عليها نعمة الاستقرار، وأن يحفظ بلادنا وأمّتنا.

التعليقات


`

اتصل بنا

الفرع الرئيسي

السعودية - الرياض

info@daleelalmasjed.com

رؤيتنا : إمام مسجد فاعل ومؤثر

رسالتنا: نقدم برامج تربوية تعيد للمسجد دوره الحقيقي وتسهم في رفع أداء أئمة المساجد حول العالم وتطويرهم ليقوموا بدورهم الريادي في تعليم الناس ودعوتهم على منهج أهل السنة والجماعة وفق خطة منهجية وأساليب مبتكرة.