إنَّ إمامَ المَسجدِ والخطيبَ يقومان بمُهمَّة عظيمة جدًّا، وربما لا تبدو قيمتها في المدن الكبرى التي يكون فيها عادةً عددٌ كبير من العلماء والموجِّهين، أما في الأرياف والقرى المنقطعة، فإنَّ قيمة الإمام والخطيب من

لا يخفى علينا ما لخطبة الجمعة من الأثر الكبير والفعال في حياة المسلمين

تصطرع في الساحة الفكرية اليوم الأفكار والرؤى، والثوابت والمرتكزات، يحاول كل طرف بما أوتي من وسائل القوة أن يؤثر على المجتمع بأفكاره وأن يحشد الناس حول فكرته ورؤيته.

هو إمام عصره في الوعظ والخَطابة، الإمام العلاَّمة الحافظ جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي، المتوفَّى سنة سبع وتسعين وخمسمائة، عن عمر يزيد على الخامسة والثمانين .

فإنّ من رحمة الله تعالى بهذه الأمة - التي شاء أن تكون خير أمّة أخرجت للنّاس- أن شرع لها ما يحفظ دينها في واقعها، ويثبت عقيدتها في أفرادها، ويجدد رسالتها في أجيالها، وينشر العلم بأحكامها، ويبث الوعي بقضاياها.