كيف ينجح إمام المسجد في إعماره ؟
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أخوتي الأعزاء في الله، لقد تبين لي من متابعتي لموقعكم الكريم ما به من علم غزير وحكمة نافذة، وعلى الرغم من أنني إمام مسجد وقد اطلعت كثيرا على كيفية دعوة الناس لعمارة المسجد وهدايتهم ، لكني قرأت بعض الفتاوى والاستشارات في هذا الموقع أعجبتني كثيراً، وأرجو منكم أن تمدوني بوصفة متكاملة كيف ينجح الداعية؟
ولكم الشكر والجزاء من الله مسبقاً.
الإجابة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، أخي الكريم، إعلم أن الله اختصك بهذ الأمانة ليقينه بقدرتك على أدائها، فالإمامة أمانة وتكليف وتشريف ، وعبء ثقيل لا يتحمله إلا القليل، ولقد أسعدني اهتمامك بالدعوة، وأفرحني حرصك وبحثك عن النجاح، وهذه نعمة أرجو أن تشكر عليها الكريم الفتاح، وهنيئاً لمن سار على درب الفلاح، وأراد للناس الخير والصلاح، وأسأل الله أن يجعلك من أئمة الإصلاح، وأبشر بقول الحق تبارك وتعالى: (( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ))[العنكبوت:69]، واعلم أن الإنسان يعطى على قدر نيته، ولن تزال بخير ما نويت الخير وعملت بالخير.
ولا يخفى عليك أن من الناس من جعلهم الله مفاتيح للخير، وأرجو أن نكون جميعاً منهم، وأرجو أن تعلم أن نجاح الإمام يبدأ من تمسكه بما يدعو إليه، بعد إخلاصه، وتوجيهه لمن يستجيب لمن يلجأ إليه، والإنسان لا يسع الناس بأمواله، ولكن العاقل يسعهم ببسطة وجهه، وحسن خلقه، والناس جبلوا على حب من أحسن إليهم، والصفح عن مسيئهم، وأرجو أن تعدل بينهم، وأن تقسم بينهم الاهتمامات والابتسامات.
واحرص على إنزال الناس منازلهم، واشكرهم على حضورهم للمسجد، وشجعهم، وقد قيل لابن باز رحمه الله: هل يشكر الإمام الناس على حضورهم للصلاة؟ فقال الشيخ: نعم، يشكرهم ويشجعهم، ومن الضروري أن يتفقد من يتغيب منهم، وأن يشاركهم في أفراحهم وأتراحهم.
ولا شك أن الإرشادات السابقة تغنيك على الوصول إلى قلوب الناس، وامتلاك محبتهم، وهذا مؤهل هام جداً للنجاح.
وهذه بعض الوصيات النافعة والتي تعينك على النجاح:
1- كثرة اللجوء إلى الله.
2- الصدق والإخلاص.
3- الرفق واللين، وقد قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: ((وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)) [آل عمران:159].
4- التركيز على قضايا العقيدة، وتعميق معاني الإيمان.
5- رعاية الترابط الاجتماعي بين رواد المسجد.
6- اختيار الأوقات المناسبة والألفاظ الجميلة عند النصح.
7- مشاورة الكبار والعقلاء.
8- الاجتهاد في أن يطابق قولك العمل.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه سبحانه.
التعليقات