وسائل تربوية ونفسية لتحفيظ الطفل القرآن الكريم
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أنا والحمد لله أب لأسرة صغيرة نحافظ خلالها على أركان الإسلام واواصل والحمد لله بصلاة الجماعة بالمسجد وأحيانا مع زوجتي بالمنزل، لأسباب العمل وغيرها، ولي ابن في سن الخامسة وفي روضة إسلامية، ولاحظت أنه لا يميل إلى الحفظ بشكل عام، وأحاول أن أحفظه السور المقررة عليه ولكني ألاحظ عدم ميله إلى التجاوب.
أخشى أن أحفظه بطريقة الجبر خوفاً من نفوره, علماً بأني أصطحبه إلى المسجد أحياناً بالرضا وأن أجعله يصلي معي في المنزل بالترغيب.
إلا أنه على العكس يحب الكتابة والرسم واللعب بالصلصال وتركيب الألعاب وما إلى ذلك من الأعمال وذاكرته أرى أنها جيدة.
هل من طريقة إلى الوصول إلى مبتغاي؟
وجزاكم الله خيراً.
الإجابة:
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يبارك لك في ولدك، وأن يجعله قرة عين لك ولأهلك، وأن يجعله من عباده الصالحين، وأوليائه المقربين، وأن يحقق أملك فيه في الدنيا والآخرة، آمين .
بداية بارك الله لك في أسرتك الجميلة وجعلك بهم من الفائزين بالجنة إن شاء الله، وأشكرك على حرصك على تحفيظ ولدك القرآن الكريم، واهتمامك بذلك، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن هذه الأمة ما زالت بخير، وأقترح عليك إرسال ولدك لبعض المحفظين ليعيش في بيئة مساعدة على الحفظ حيث ثبت أن الحفظ وسط الجماعة أسهل وأيسر ويشجع الطفل على الحفظ غيرة من زملائه، وتقليداً لهم، وعندما يكبر عن هذه السن يكون بمقدورك أن تقوم أنت على تحفيظه فيكون سهلاً ومثمراً.
كما يمكنك الآن استغلال حبه لبعض الهوايات وربطها بالحفظ، بمعنى أن تجعل اللعب والكتابة والرسم وغيرها من الهوايات بمثابة مكافأة على الحفظ، وبذلك توظف هذه الرغبات لتحقيق الهدف الذي تريد، مع حرصي على أن تحفيظه في حلقة سيكون أسهل عليه وأعمق أثراً، ولا تنزعج من هذه الحالة فهي عادية جداً، وأعلم أن هناك فروقا طردية ومواهب ربانية لابد أن نراعيها، وأن تأخذها بعين الاعتبار، فالحفظ ملكة خاصة قد تكون ضعيفة لدى ولدك وتحتاج إلى تنمية وصبر حتى تؤتي أكلها، فلا تشغل بالك الآن بها كثيراً، وإنما حاول أن تنشط هذه الملكة بالوسائل التي ذكرت، وهناك كتب تربوية ونفسية تساعد على ذلك يمكنك الاستعانة بها، ولا تنس أهم الوسائل وهي الدعاء والإلحاح على الله أن يجعله من حفظة كتابه، واحرص أنت كذلك على بذل المزيد من الطاعة خاصة الصلاة وقيام الليل رجاء أن لا يخزيك الله فيه، وتأكد أن الله لن يضيع تعبك ولن يخيب ظنك .
مع دعواتي لك بالتوفيق في مهمتك، ولولدك بأن يكون من أهل الله وخاصته.
التعليقات