أئمة وخطباء .. التدريب والموهبة شروط الداعية الناجح

  •       عبداللطيف: بعض الأئمة يكتفي بالأداء ولا يعمل على التطوير المعرفي والذاتي.
  •       السكري: للدورات التدريبية مفعول السحر في ثقل شخصية الإمام.
  •     عبدالهادي: علم الإمام هو مفتاح نجاحه خصوصا إلمامه بالعلوم الشرعية والأخلاقية

مواكبة إمام المسجد لمجريات الأحداث، وسعة إطلاعه على كل العلوم والاهتمام بالتطوير والتنمية الذاتية أمور تصب جميعها في صالحه أولا، ثم في صالح جماعة المسجد، فالحي، وحتى الدعوة بشكلها الكامل .

وعليه فإن اهتمام الإمام بالتنمية الذاتية عبر الدورات التدريبية يفعل دور المسجد ذاته وينشر رسالته المجتمعية، لتفادي ما تعانيه المجتمعات الإسلامية من تراجع كبير في مسئوليات الإمام وبالتالي دور المسجد.

محور تحقيقنا في " دليل المسجد" يدور حول دور الدورات التدريبية في ثقل شخصية الإمام، وتجهيز إمام مسجد فاعل ومؤثر في محيطه المجتمعي وفي الدعوة بشكل عام .

 

للدعوة رجالها

في البداية يرى الدكتور شوقي عبداللطيف، رئيس قطاع الشؤون الدينية ووكيل أول وزارة الأوقاف السابق، إن للدعوة رجالها ولابد أن تتوفر بهم صفات كالموهبة والإخلاص والتجرد والعلم بها، وبأحوالها وبأحوال المدعوين، ولذا فإن الموهبة إذا توفرت لدى الداعي يجب أن يثقلها بالعلم وهو شئ مكتسب يأتي عن طريق التدريب والتعليم.

وأضاف أن ذلك يعني أنه على كل مؤسسة منوطة بشأن الدعوة والدعاة أن تعمل على تدريب أبناءها ليعايشوا واقع الحياة وتحديات العصر حتى تكون لهم آثار نافعة في المجتمع.

التطوير الذاتي

وأوضح "عبداللطيف" أن الدعوة هي أجل الأعمال عند الله وأفضلها فهي مهمة الأنبياء والمرسلين وطريق الهداية ومسلك النجاة ودليل الحائرين، فالداعية هو الآخذ بناصية الإنسانية إلي طريق الفلاح في الدارين، لافتا إلى أن بعض الأئمة يعتبر الإمامة وظيفة ويكتفي بأداء مهامه فقط، بالمعنى الحرفي لكلمة أداء، ولا يعمل على التطوير الذاتي ، بالإضافة لقلة الاطلاع والثقافة والوعي بهموم المجتمع والأمَّة الإسلامية، وهو ما ينقص من قيمته الدعوية والمهنية والشخصية أمام جماعة المسجد.

إمام مثقف

واعتبر الدكتور شوقي أن التدريب والتثقيف في شتى مجالات العلوم التربوية والاجتماعية والشرعية بل والفنية يثقل من قيمة الإمام ، فالتعلم المستمر يساعده على أن يكون إمام ناجح، مواكب ومتابع للأحداث سواء تلك التي تقع بمحيط المسجد أو جماعته أو على المستوى الاجتماعي الصغير في الحي، أو على مستوى الدولة، ارتقاء لكونه فاعل على مستوى أمته الإسلامية.

قرية صغيرة

أما الشيخ بدوي السكري، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية فيرى أن للدورات التدريبية مفعول السحر في ثقل شخصية وهيبة إمام المسجد، لافتا إلى أنها تجعله ملما بما حوله من أحداث وتطورات خصوصا التطورات المرتبطة بالتكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت وغيرها ، حتى يكون مسايرا للأحداث من حوله ، مطلعا على ما يدور بالمجتمع سواء القرية أو المدينة أو المحافظة المتواجد بها المسجد ، أو الدولة ككل.

وأضاف الشيخ السكري، أن العالم كله أصبح قرية صغيرة إن لم يكن الداعية أو الإمام ملما بكل ما يحدث حوله لن ينجح في إقناع جماعة المسجد بكونه إمام لهم أو مثلا يحتذى، فالإمام الناجح هو من يتعرف على المشكلات المحيطة به ويكون دوره رئيسي في حلها، وليس فقط عرض المشكلات والاكتفاء بتصديرها للآخرين.

وتابع، أن بعض الأئمة يسعى لدراسة العلوم الاجتماعية مثل علم النفس وعلم الاجتماع ليتوغل في مشكلات وحياة المحيطين به من جماعة المسجد أو القرية ويصبح مرجعا لهم في كل ما يخص مشكلاتهم الحياتية حتى غير الدينية منها، كأن يتدخل في الصلح بين العائلات وغيرها من الأدوار التي تعد من مهامه كداعية وإمام مسجد فاعل.

تراكم الخبرات

وعلى نفس النهج يأتي رؤية الشيخ مصطفى عبدالهادي كبير الأئمة بالأزهر الشريف والذي يعتبر أن أولى صفات الإمام الناجح هي المواظبة على أداء حقوق الناس عليه، والمتمثلة في التواصل مع جماعة المسجد والصبر عليهم واللين معهم والتطوير من أدائه وتراكم الخبرات لديه ليعيش هموم أمته ومجتمعه وحيه فكلما زادت قيمة الإنسان في نفسه ازدادت قيمته بين الآخرين.

القدوة الحسنة

وأوضح الشيخ عبدالهادي أن كون الإمام قدوة حسنة فهذا يعتبر أبلغ عامل جذب للناس إلى المسجد، فجمال الباطن أكثر تأثيرا من تأثير سماحة وبشاشة الوجه وهي أمور أيضا مطلوبة بالإمام الناجح.

وعن الدورات التدريبية ودورها في ثقل شخصية الإمام، يؤكد الإمام الأزهري أن علم الإمام هو مفتاح نجاحه ، خصوصا إلمامه بالعلوم الشرعية والأخلاقية ، أما العلوم الاجتماعية فهي ضرورة لإلمام الإمام بكل ما يحيط به من مشكلات ووقائع حتى يكيف خطبة الجمعة أو درس ما بعد الصلاة أو حتى الآيات والسور التي يقرأها في الصلاة لما يخدم هدف حل تلك المشكلات ، فله أن يتخير مواضع من آيات وسور القرآن التي تناسب أحوال جماعة المسجد أو الحي، أو يكون فيها وعظاً أو إرشاداً لهم .

 

 

التعليقات


`

اتصل بنا

الفرع الرئيسي

السعودية - الرياض

info@daleelalmasjed.com

رؤيتنا : إمام مسجد فاعل ومؤثر

رسالتنا: نقدم برامج تربوية تعيد للمسجد دوره الحقيقي وتسهم في رفع أداء أئمة المساجد حول العالم وتطويرهم ليقوموا بدورهم الريادي في تعليم الناس ودعوتهم على منهج أهل السنة والجماعة وفق خطة منهجية وأساليب مبتكرة.