يعتبر مسجد الحنفي في مدينة مصوع من أقدم وأعرق المساجد في أريتريا، ويعتقد أنه من آثار الدولة العباسية الأولى، بني في عام 800 ميلادية، ثم تم هدمه في شهر شعبان 1372 الموافق مايو 1950 بأمر من الامبراطور هيلاسلاسى، لبناء مسجد جديد على مساحة أقل من مساحته الأصلية، وتم تجديده وإصلاحه مرات عديدة على مر العصور.

وذكر البعض أن جامع الحنفي بني في القرن العاشر الهجري بناه الشيخ آدم ابن محمد البركوي، وكان للشيخ المذكور مخازن بنى فوقها الجامع، وبعد وفاته باع ورثته تلك المخازن، ونُقِلَ المسجد من السطح إلى الأرض في عهد الحكومة المصرية وبمساعدتها وعلى نفقة التجار، وجدد بعد ذلك عدة مرات.

وقد بدئ في هدم مسجد الحنفي في شهر شعبان 1372 الموافق مايو 1953. وقد حدث خلاف طويل بين لجنة الأهالي من جهة والمهندس وممثل الإمبراطور من جهة أخرى حيث إكتشفت لجنة الأهالي أن المسجد الجديد سيكون أضيق من سابقه، وأن هناك أراضي اقتطعت منه. وقد كتبت اللجنة العرائض ورفعتها إلى الجهات المسؤولة.

والراجح أن المسجد الذي جدده الإمبراطور مبني في حوالي عام 180 هجرية في العصر العباسي، ولعل جامع الحنفي المزعوم نسبته إلى البركوي يكون مسجدا آخر ، بناه البركوي في قصره ، وزال عن الوجود في أوقات لاحقة.

وقد جدد الجانب الشرقي من جامع الحنفي في عام 1365 هجرية الحاج عثمان عبدالله مفتاح اليماني ، وجعل في سطحه مصلى لإقامة الصلوات فيها ليلا في الأيام الحارة وبلغت تكاليف هذه التجديدات حوالي ألفا من الجنيهات.