واجب الدعاة أمام اتهام وسائل الإعلام العالمية لهم بالإرهاب
تلقى الشيخ المرحوم عبدالعزيز بن باز ، مفتي عام المملكة العربية السعودية السابق تساؤل من أحد الدعاة حول كيفية التعاطي مع ما دأبت عليه الكثير من وسائل الإِعلام العالمية على اتهام الدعاة بالتطرف والإِرهاب والأصولية ؟
وأجاب الشيخ بن باز بعدم مشروعية منع الدعاة من قول الحق ، لافتا إلى أن هناك بالفعل بعض الدعاة لديهم نقص في العلم، وقد يكون عندهم نقص في الأسلوب، وكل إِنسان يؤخذ بذنبه، إِذا قصر في شيء أو فرط في شيء يوجه للأصلح، ويعلم كيف يأمر وكيف ينهى، وكيف يدعو إِلى الله عز وجل حتى لا يكون سببًا لمنع الدعاة، وحتى لا يكون سببًا لتعطيل الدعوة.
وأكد بن باز أنه من الواجب على الداعية إِلى الله أن يكون على بصيرة، كما قال الله سبحانه: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ والمعنى: أن يكون عنده علم وبصيرة وفقه في كتاب الله، وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، حتى يتكلم عن علم، وحتى يدعو على بصيرة، مع العناية بالأسلوب الحسن وعدم العنف والشدة.
قال الله عز وجل: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ .. وقال سبحانه: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ.
وأكمل، إِذا استقام الداعية وصبر لا يضره كلام من تكلم في عرضه أو سعى في منعه أو ما أشبه ذلك، إِنما الواجب عليه: أن يتقي الله، وأن يراقب الله، وأن يقف عند حدوده حتى لا يكون حجر عثرة في طريق الدعوة، وحتى لا يضيق على الدعوة بأسبابه، وأن يسلك مسلكًا شرعيًّا؛ بالحكمة، والكلام الطيب، والأسلوب الحسن، وعدم التعرض للأشخاص، وأن ينكر المنكر، ويدعو إِلى المعروف، ولا ينظر إِلى الناس بأعيانهم ويتكلم فيهم، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ما بال أقوام قالوا: كذا وكذا .
التعليقات