احتفالات المسلمين حول العالم.. العيد واحد
صحيح أن يوم العيد هو اليوم الذي ينتظره جموع المسلمين حول العالم بنفس الشوق والفرحة بعد وداع الشهر الكريم، وربما يتشاركون الاستعدادات نفسها لاستقباله ولكن يبقي لطقوس واحتفالات العيد في كل دولة طابعها الخاص الذي يتفرد به مواطنيها عن غيرهم في بلدان العالم..
ففي دولة السعودية مثلا تقوم معظم الأسر باستئجار استراحة كبيرة يجتمع فيها أعضاء الأسرة الكبيرة التي تضم الأجداد والأولاد والأحفاد في جلسات عائلية ممتدة حيث يفضلون الزيارات العائلية بين الأهل والأقارب عن الخروج للتنزه.
أما في الإمارات فيبدأ العيد بإعادة ترتيب وتنظيف المنزل بالكامل وتجهيز الملابس الجديدة خاصة للأطفال وإعداد أطعمة العيد خاصة اللقيمات والبلاليط وبعض الحلويات والتمر التي تكون جاهزة في أي وقت لاستقبال الضيوف.
أما في القرى فينزل الرجال بكامل زينتهم من ملابس جديدة إلي الصلاة ثم تبدأ الاحتفالات والرقصات الشعبية كالزرقة, ويظل تبادل التهنئة بينهم مستمرا طوال أيام العيد عن طريق عبارة المعايدة الأبرز عساكم من عواده..
وفي سلطنة عمان يفضل معظمهم الذهاب إلي المتنزهات والحدائق من أجل الترويح عن الأطفال, ولكن يبقي موروث إقامة الولائم الجماعية من أهم طقوس أهل عمان للاحتفال بالعيد حيث يحتفلون فيها من خلال إحياء الحفلات الفنية والأهازيج القديمة المتوارثة, علاوة علي اختيار بعض الأطعمة التي تصنع خصيصا في كل عيد مثل وجبة المشاكيك التي يتناولها معظم العمانيين في ثالث أيام العيد علي أن يكون لوجبة الشواء يوم آخر يحدده كل منهم.
وفي دولة المغرب يظهر الحرص الشديد لأهل البلد علي اقتناء الملابس الجديدة احتفالا بالعيد كعادة لا يمكن الاستغناء عنها, لدرجة قيام بعض التجار بتحويل تجارتهم إلي الملابس نظرا لنشاط حركة البيع خلال هذه الفترة.
وفي العراق تظهر استعدادات العيد سريعا في الشوارع في أواخر شهر رمضان حيث يبدأون نصب المراجيح ودواليب الهواء, علاوة علي انشغال النساء بتحضير الكليجة بأنواع حشوها المختلفة.
أما في اليمن فلديهم عادة غريبة ينفردون بها حيث ينشغلون بجمع الحطب ووضعه علي هيئة أكوام ليتم حرقها ليلة العيد تعبيرا عن حزنهم علي وداع رمضان وفرحتهم في الوقت نفسه باستقبال العيد, وتتوحد البيوت اليمنية في اختيار السلتة كوجبة رسمية للعيد.
وفي السودان يتفق كبار كل قرية علي التجمع في منزل أحدهم, علي أن يأتي كل منهم بأصناف الحلوى لتوزيعها علي المرضي وكبار السن والفقراء, علي أن يكتمل اليوم الأول للعيد بتبادل الزيارات بين الأقارب والجيران.
وفي سوريا يتفنن أهلها في إعداد الحلويات حيث تتخصص المناطق الشرقية في صناعة المعمول وفي حلب يتناولون الكبابيج والناطف وفي حمص يتم صنع الأقراص, ويحرص الكبار علي إعطاء الخرجية العيدية للأطفال ويقومون بزيارة الأجداد في الصباح ثم الخالات والعمات ثم الأخوال والأعمام في المساء, ويتشاركون ومعظم الدول العربية وخاصة فلسطين عادة زيارة القبور كعادة واجبة خاصة علي شهدائهم الذين انتقلوا إلي رحمة الله ولم يقدر لهم حضور العيد.
وبعيدا عن احتفالات البلدان العربية التي قد تبدو شبيهة بعضها البعض نلقي نظرة علي مسلمي الدول الأوروبية والآسيوية, ففي ماليزيا يعد عيد الفطر هو يوم الغفران والتسامح لذلك فإنهم يتبادلون فيما بينهم عبارة ماف زاهير دان باتين كلما التقوا, والتي تعني باللغة العربية اغفر لي أخطائي للتأكد من التخلص من الذنوب مع انتهاء شهر رمضان ونشر روح التسامح فيما بينهم.
ويتميز الماليزيون بعادة البيت المفتوح في أيام العيد حيث يتركون أبواب المنازل مفتوحة علي مصراعيها لاستقبال الجيران والأصدقاء والأقارب وحتى الغرباء للدخول وتناول الحلويات والوجبات الشهية الشهيرة في العيد مثل الكيتوبات والليمانج, وذلك بعد أداء صلاة العيد التي يفضل معظمهم فيها الذهاب إلي العاصمة كوالالمبور نظرا لتوجه أعداد غفيرة من المسلمين إلي مساجد العاصمة بالزي التقليدي وغطاء الرأس الذي يشتهرون به كما تشاركهم النساء الصلاة وهن يرتدين الملابس البيضاء التي تخفي كل معالم الجسد باستثناء الوجه.
وفي تايلاند ينشغل المسلمون بأماكن تأدية الصلاة سواء في المساجد أو الساحات ودفع الزكاة وتوزيع الهدايا علي الأطفال عقب الصلاة, كما يحرصون علي ارتداء الزي الشعبي التقليدي لهم السارونج والملاية, وفي ريف تايلاند يتميزون بعادة إرسال بطاقات المعايدة والتهنئة بالعيد إلي بعضهم البعض لدرجة يضطر معها موظفي البريد إلي تأجيل عطلتهم للتأكد من إرسال كافة البطاقات المرسلة عبر البريد.
التعليقات