خطوات الدعاة للتعارف بالآخرين
من المهام الضرورية للأئمة والدعاة هو نجاحهم في التعارف على الآخرين والتقارب منهم ، والفشل فيها يمثل أكبر العقبات أمام الداعية في تحقيق مبتغاه.
وتظل الخطوة الأولى في التعارف هي أصعب الخطوات التي تواجه هؤلاء الدعاة، فمن تعداها ونجح فيها فقد تيسر له ما بعدها، ومن أجل ذلك وغيره من الأسباب تتقلص عملية الدعوة الفردية كثيرًا، وتروج العمليات الدعوية المجمعة بصورة أكثر، إذ لا تحتاج هذه الخصوصية التي بها يستطيع أحدهم أن يتعرف بالآخرين.
من العوامل النفسية الحاسمة للداعية – خصوصا المبتدئ- أنه عندما بأنه سيتعرف على الأشخاص بهدف الدعوة فإن كثيرًا من التردد يعتريه ويمنعه من المبادرة، لذا نسرد لك هذه النصائح التي استقيناها من كتابات المختصين والمهتمين بالشأن الدعوي.
أولى هذه النصائح أن يعرف الداعية إلى الله ثواب المبادرة بالتعارف، باعتباره أول خطوة في الدعوة إلى الله، والتحبيب في الدعاة إلى الله سبحانه، قال سبحانه: {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} [الحجرات:13]، فتلك الخطوة يعظم ثوابها إذا صحبتها نية صالحة، كما يعرف ثواب الدعوة الفردية، ومعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح: «لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير من الدنيا وما فيها »، لعله يقصد: «فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا ، خير لك من أن يكون لك حمر النعم» (رواه البخاري)، والابتسامة: هي أول الأعمال التي ينبغي على من أراد التعارف بالناس أن يهتم بها، فلا تعارف بلا ابتسام، ومن أهمل الابتسام فقد أهمل جزءًا كبيرًا من إقبال الناس عليه، والنبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا أهمية الابتسام بقوله: "وتبسمك في وجه أخيك صدقة" (صحيح، الألباني.
أما ثاني تلك النصائح فهي المصافحة، فهي عمل صالح أيضا إذا قرن بالنية الصالحة، ففي الحديث عَنْ حُذَيْفَةَ ابْنِ اليَمَانِ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا لَقِيَ الْمُؤْمِنَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَأَخَذَ بِيَدِهِ فَصَافَحَهُ تَنَاثَرَتْ خَطَايَاهُمَا كَمَا يَتَنَاثَرُ وَرَقُ الشَّجَرِ" )أخرجه الطبراني فى الأوسط وصححه الألباني في السلسلة(.
كما يجب على الداعية معرفة أسماء الناس وحفظها ما أمكن، فخير ما يقرب الناس إلى الناس نداؤهم بأسمائهم التي يحبونها، وعليه بالمبادرة، فكثيرا ما يمنع الشيطان أحدنا من المبادرة بالتعارف بالناس، ويلقي في قلبه الحياء المبالغ فيه، ويلقي في صدره أسبابا غير حقيقية لمنعه من التعرف بالآخرين، وعليه كذلك سؤال الله العون والتوفيق، فأفضل الدعاء وتخير الظرف والحال للتعارف، فلكل مقام مقال، وينبغي أن يكون الداعية إلى الله كيسًا فطنًا ذكيًا، يختار الظرف الملائم للتعارف والوقت الملائم له فعندئذ يكون النجاح له أقرب، على أن ينوي به وجه الله، فيجعل التعارف لله سبحانه، فلا يختار الأغنياء دون الفقراء ولا من يظن أنه سيكون نافعا له دون الآخرين، وفي الحديث عن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لاظل إلا ظله"ورجلانِ تحابَّا في اللهِ، اجتمعا عليهِ وتفرَّقا عليهِ(رواه البخاري)
التعليقات