كيف تكون خطيبًا مقنعًا؟ (4) اعْرِف مدخل مخاطبيك
السؤال الأول: لماذا يجلس “زيد” مع فلان من الناس ساعات ليقنعه بشيء ما فلا يقتنع؟ ثم يجلس معه “عمرو” لدقائق معدودات فينصاع له ويأتمر بأمره؟!
الثاني: لماذا يصعد “زيد” المنبر ليوجِّه ويُعلِّم، فيهمل الناس ما به أمر، ويقترفون ما عنه نهى؟! ويصعد “عمرو” المنبر فيسارع الناس إلى تلبية إشاراته، ويتنافسون على تطبيق أوامره؟!
الثالث: لماذا يتجاهل الناسُ “زيدًا” في حضوره فكأنه غير موجود؟! ويلتفون حول “عمرو” وإن غاب فكأنه بينهم حاضر؟!
الرابع: لماذا يمل الناس كلام “زيد” وإن اختصر؟! ويستمتعون بكلام “عمرو” وإن أطال؟!
لعل الإجابة عن كل تلك الأسئلة يتلخص في كلمات قلائل فحواها: “عرف عمرو مدخله إلى قلوبهم، وأخطأه زيد”.
لقد قررنا في الجزء الأول من هذا المقال أن لكل إنسان مدخل ما، هو طريق ممهد إلى قلبه وعقله، أمنية يتمناها، أو صفة يُكْبِرُها، أو ضرورة يحتاجها، أو لعاعة يضعف أمامها، فإذا اكتشفت مدخله، نفذت إلى قلبه فعقله وملكتهما.
ولسنا سعداء ونحن نقول: إن الشيطان يتقن ذلك تمام الإتقان؛ فيبحث عن مدخل كل إنسان، فإذا أدركه تسلل منه إلى قلبه فأغواه، مثلما فعل مع آدم وحواء؛ فقد عاشا في الجنة زمنًا، وكان أشد ما يقلقهما علمُهما أن الموت سيقطعهما عما هم فيه من نعيم، فأدرك الشيطان أن هذا هو المدخل إليهما، فوسوس لهما قائلًا: (مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ) [الأعراف: 20]، فوعدهما بالخلد وبالملك الذي لا يزول، فصدقاه، وكان ما كان.
يقول ابن القيم: “وهذا باب كيده الأعظم الذي يدخل منه على ابن آدم؛ فإنه يجرى منه مجرى الدم حتى يصادف نفسه ويخالطها، ويسألها عما تحبه وتؤثره، فإذا عرفه استعان بها على العبد، ودخل عليه من هذا الباب، وكذلك علَّم إخوانه وأولياءه من الإنس إذا أرادوا أغراضهم الفاسدة من بعضهم بعضًا أن يدخلوا عليهم من الباب الذي يحبونه ويهوونه، فإنه باب لا يخذل عن حاجته من دخل منه، ومن رام الدخول من غيره فالباب عليه مسدود، وهو عن طريق مقصده مصدود.
إخواني الخطباء: نحن أولى بذلك من الشيطان، فقد أدركنا الآن أن لكل فرد مداخله الخاصة؛ آمال وطموحات أو حاجات وضرورات أو محبوبات ومرغوبات أو مستعظَمات ومعتبَرات، مما لا يتمالك نفسه إن طرقت عليها، بل ينقاد ويميل إليك.
وقد اتفقنا أن هناك كثيرًا من المداخل العامة التي تصلح مع أغلب البشر، وقدمنا لها نموذجًا واحدًا، وها نحن الآن نقدم النموذج الثاني لتلك المداخل، وهو:
التقدير والثناء والعرفان:
تكلمنا عن المدخل الأول من مداخل البشر، وهو الوصول إلى القلوب والعقول من خلال العطايا، وهذا أسلوب ناجح مع كثير من الناس، لكن فئامًا أخرى من البشر ليس العطاء والمال هو مدخلهم، بل إن كلمة من تقدير وثناء أحب إليهم من جميع أموال الدنيا، خاصة إن جاءت هذه الكلمة ممن يُجِلُّون ويوقِّرون.
وأظهر نموذج يحضرني لذلك هو الصحابي الجليل: عمرو بن تغلب، ولندعه يحكي حكايته بنفسه فيقول: أُتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمال -أو سبي- فقسمه، فأعطى رجالًا وترك رجالًا، فبلغه أن الذين ترك عتبوا، فحمد الله ثم أثنى عليه ثم قال: “أما بعد: فوالله إني لأعطي الرجل، وأدع الرجل، والذي أدع أحب إلي من الذي أعطي، ولكن أعطي أقوامًا لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع، وأكل أقوامًا إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير، فيهم عمرو بن تغلب»، فوالله ما أحب أن لي بكلمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حمر النعم، فقد حَرَمَ النبي -صلى الله عليه وسلم- عمرو بن تغلب من الأموال، لكنه أعطاه ما هو خير وأحب إليه من متاع الأرض كله؛ إنه التقدير والعرفان والثناء.
فمن جاءك -أيها الخطيب- من رواد مسجدك متطلعًا إلى معونة من مال أو غيره، فإن لم تستطع إعانته فلا تحرمه من كلمات ثناء وتقدير بما تعلم فيه من خير، فقل له إن كان -مثلًا- في محنة أحوجته: “لعل الله -عز وجل- يحبك ويريد لك الخير؛ فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- “من يرد الله به خيرًا يصب منه"، وقال -صلى الله عليه وسلم-: “إذا أحب الله قومًا ابتلاه"، أو قل له: “إن مثلك كمثل معاذ بن جبل -رضي الله عنه- الذي كان يواسي المحتاجين حتى غرم واستدان)“… ثم طيِّب خاطره بذكر ما تعلمه فيه من فضائل.
ونستأنس هنا بهذا الحديث -وإن كان في سنده ضعف- وفيه أن عمر قال: استأذنت النبي -صلى الله عليه وسلم- في العمرة، فأذن لي، وقال: “لا تنسنا يا أخي من دعائك”، يقول عمر: فقال كلمة ما يسرني أن لي بها الدنيا، فانظر تأثير تلك الكلمة التكريمية في قلب عمر! لهي عنده أثمن ممن ملء الأرض ذهبًا. إنها لكلمة يسيرة في حروفها؛ “لا تنسنا من دعائك”، لكن لها انطباعًا وتأثيرًا عميقًا في قلوب بعض الناس، فقد تعوَّد الناس أن يسألوا شيوخهم وخطباءهم الدعاء؛ لما يعتقدون فيهم من صلاح، لكن إن طلبت أنت منهم -أيها الخطيب اللبيب- الدعاء، فعلت كلمتك في قلوبهم فعل السحر، لكنه سحر حلال، فهي نكتة مهمة فلا تنسها.
وقد يكون التقدير والعرفان كمكافأة لمن له أيدٍ في الخير، وتثبيتًا لقلبه على هذا الخير، وما من أحد إلا ويحتاج إلى تثبيت؛ فقد قال الله لنبيه -صلى الله عليه وسلم- نفسه: (وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا) [الإسراء: 74]، فهذا ابن عباس يستخدم الثناء والتقدير في تثبيت الفاروق عمر عند موته لما رآه في حاجة إلى ذلك، فعن المسور بن مخرمة، قال: لما طعن عمر جعل يألم، فقال له ابن عباس وكأنه يجزع: “يا أمير المؤمنين، ولئن كان ذاك، لقد صحبت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأحسنت صحبته، ثم فارقته وهو عنك راض، ثم صحبت أبا بكر فأحسنت صحبته، ثم فارقته وهو عنك راض، ثم صحبت صحبتهم فأحسنت صحبتهم، ولئن فارقتهم لتفارقنهم وهم عنك راضون.
والتقدير والثناء والعرفان منهج رباني قرآني، وقد كان أبو بكر من هؤلاء الذين قدَّرهم القرآن وأثنى عليهم قائلًا: (وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى) [الليل: 17-21].
ويقدِّر اللهُ -تعالى- خديجة -رضي الله عنها- لما قدَّمته للدين، بل وينزل -عز وجل- جبريل بشأنها مسلِّما ومبشرًا، فعن أبي هريرة قال: “أتى جبريل النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله: هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب.
ويقدِّر الجليلُ -سبحانه وتعالى- أُبيَّ بن كعب، فانظر كيف أثَّر ذلك في قلبه، فعن أنس بن مالك: أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- قال لأُبيَّ: “إن الله أمرني أن أقرئك القرآن” قال: آلله سماني لك؟! قال: “نعم” قال: وقد ذُكرتُ عند رب العالمين؟! قال: “نعم” فذرفت عيناه (". إنه التقدير والعرفان من رب العالمين!
ولك أن تتخيل كم كان هذا التقدير الرباني مؤثرًا ومثبتًا -لأبي بكر ولخديجة ولأُبيّ- على ما هم فيه من الخير! وفاتحًا قلوب الآخرين للاقتداء بهم، نعم، فإن مدخل بعض الناس هو: “أن تثني على غيره أمامه بعمل ما، فينفتح قلبه هو لذلك العمل”، وهذا دليل عملي يرويه مسروق فيقول: ذكر عبدُ الله بن عمرو عبدَ الله بن مسعود فقال: إن ذاك الرجل لا أزال أحبه بعد شيء سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقوله، سمعته يقول: “اقرءوا القرآن من أربعة نفر: من ابن أم عبد -فبدأ به- ومن أبي بن كعب، ومن سالم مولى أبي حذيفة، ومن معاذ بن جبل". فقد فتح ثناء النبي -صلى الله عليه وسلم- قلب ابن عمرو لحب ابن مسعود، وكذا قلوب الناس لتعلم القرآن من ابن مسعود -رضي الله عنهم أجمعين-.
وهكذا يثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على كل من عمل عملًا جليلًا أو اتصف بخلق جميل تشجيعًا له وتقديرًا لصنيعه من ناحية، ومن جهة أخرى فتحًا لقلوب الآخرين؛ ليقتدوا به أو يتعلموا منه، فها هو -صلى الله عليه وسلم- يقول فاتحًا القلوب للمواساة: “إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو، أو قل طعام عيالهم بالمدينة، جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد، ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد، بالسوية، فهم مني وأنا منهم.
وهذه جائزة من تقدير وثناء جعلت قلوب الصحابة تتسابق لنيلها، فقد قال -صلى الله عليه وسلم- يوم خيبر: “لأعطين هذه الراية رجلًا يحب الله ورسوله، يفتح الله على يديه»، قال عمر بن الخطاب: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ، قال: فتساورت لها رجاء أن أُدعى لها، قال: فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علي بن أبي طالب، فأعطاه إياها.
وقد يكون التقدير والثناء مشروطًا؛ بعثًا للمرء على تحقيق الشرط، فقد أثنى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على ابن عمر ثناءً مشروطًا قائلًا: «نعم الرجل عبد الله، لو كان يصلي من الليل» قال سالم: فكان عبد الله، بعد ذلك، لا ينام من الليل إلا قليلًا، فالثناء المشروط فتح قلبه وشحذ همته لقيام الليل طوال عمره.
ولم يصنع النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك مع ابن عمر وحده، بل لقد قال عن خريم: “نعم الرجل خريم الأسدي، لولا طول جمته وإسبال إزاره”، فبلغ ذلك خريمًا، فجعل يأخذ شفرة فيقطع بها شعره إلى أنصاف أذنيه، ورفع إزاره إلى أنصاف ساقيه .
فقلها -أيها الخطيب- لمن رأيته من روادك مقصرًا في شيء: “سلام عليك لو داومت على صلاة الفجر في جماعة مثلما تداوم على الصلوات الأربع”، وقل لغيره: “لقد جمعت من الخير الكثير، ولم يبق إلا أن تعفي لحيتك لتكتمل الصورة”، وقل: “ما أروعك لو جمعت مع محافظتك على الصلوات، صيام الاثنين والخميس”، وقل: “ستعم البركة بيتكم لو اصطحبت ولدك -أو أخاك- إلى المسجد”.
ويكون التقدير كذلك لمن له بين الناس وجاهة، صيانةً له عن الامتهان فزيغان القلب، فقد مات ابن لحبيب بن الملهب، فقدم أخاه يزيد ليصلي عليه، فقيل له: أتقدمه وأنت أسن منه؟ قال: “إن أخي قد شرَّفه الناس وشاع له فيهم الصيت، ورمته العرب بأبصارها، فكرهت أن أضع منه ما رفع الله.
ولا يبعد عن ذلك كثيرًا قول النبي -صلى الله عليه وسلم- عن سعد بن معاذ لما جاء ليحكم في بني قريظة: “قوموا إلى سيدكم” أو “خيركم”، ثم أثنى على حكمه قائلًا: “لقد حكمت فيهم بحكم الملك.
ولم يكن تقدير النبي -صلى الله عليه وسلم- قاصرًا على البالغين من الرجال فقط، بل لقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحترم ويقدِّر حتى الأطفال، فعن سهل بن سعد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أُتي بشراب، فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره الأشياخ، فقال للغلام: “أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟”، فقال الغلام: لا والله يا رسول الله، لا أوثر بنصيبي منك أحدًا، قال: فتله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في يده.وهذا الغلام هو ابن عباس، فعند ابن ماجه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أُتي بلبن، وعن يمينه ابن عباس، وعن يساره خالد بن الوليد، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس، “أتأذن لي أن أسقي خالدًا” قال ابن عباس: ما أحب أن أوثر بسؤر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على نفسي أحدًا، فأخذ ابن عباس فشرب، وشرب خالد.
فانظر كيف استأذنه النبي -صلى الله عليه وسلم- محترِمًا ومقدِّرًا إياه، وانظر كيف كانت الثمرة؟ لقد صار حبر الأمة، يقدِّمه أمير المؤمنين عمر الفاروق ويُجلِسه مع أشياخ الصحابة، يعلم من القرآن ما لا يعلمون!
وهذا أنس بن مالك -رضي الله عنه- يمر على صبيان فيقدرهم ويلقي السلام عليهم، ثم يقول: “كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يفعله، فقد تعلَّم أنس احترام الأطفال وتقديرهم من النبي -صلى الله عليه وسلم- نفسه.
بل ويقص علينا كيف كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يأتمنه على أسراره وهو ما زال طفلًا يلهو ويلعب، يقول أنس: “أسر إلي نبي الله -صلى الله عليه وسلم- سرًا، فما أخبرت به أحدًا بعد، ولقد سألتني عنه أم سليم فما أخبرتها به، وأم سليم هي أمه، وقد أخفى عنها السر.
ولقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحترم ويقدِّر أحاسيس ومشاعر الأطفال ولو كانت أحزانهم على فقدان لعبة يلهون بها، فها هو أنس أيضًا يقول: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدخل علينا ولي أخ صغير يكنى أبا عمير، وكان له نغر يلعب به، فمات، فدخل عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم فرآه حزينًا، فقال: “ما شأنه؟” قالوا: مات نغره، فقال: “يا أبا عمير ما فعل النغير؟”.
فيا لها من نماذج رائعات لما ينبغي أن يعامل به الخطيبُ الأطفالَ الذين يرتادون مسجده ليدخل إلى قلوبهم؛ فيُشعرهم بتقديره لهم، فيحفظ أسماءهم وسنواتهم الدراسية، ويتفقد أحوالهم، ويلقي عليهم السلام إذا مر بهم، فينشئون متعلقين بالخطيب الذي تمكن من السكنى داخل قلوبهم؛ بتقديره إياهم صغارًا.
فاستخدم -أيها الخطيب- التقدير والثناء -بالحق-؛ لتأليف قلب مغلق، أو لتثبيت فؤاد متذبذب، أو لتشجيع مسارع في خير، أو للولوج إلى نفس معاندة، أو للدخول إلى عقل شارد، فلطالما كان لكلمات الثناء فعل السحر على النفوس؛ تلينها وكانت قاسية، وتسعدها وكانت واجمة، وتثبتها وكانت تنوي الانقطاع.
فقل لمن يحافظ على الجماعة أحيانًا ويتركها أحيانًا: “إن رؤية وجهك تدخل علينا السعادة”، وقل لمن يحرص على الصف الأول: “إنك إن أطللت علينا ذكرتنا بسعيد بن المسيب الذي ما فاتته تكبيرة الإحرام ولا الصف الأول خمسين سنة(" وأثْنِ على من رأيت حاجته إلى الثناء والتقدير -وما من أحد لا يحتاجه أحيانًا- بما تعلم فيه من خير، قل بصدق ولا تبالغ، وامتدح كل عمل خير صدر من أحدهم مهما صَغُر، وتذكر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سأل عن امرأة سوداء كانت تقم المسجد، ولما علم بموتها ذهب إلى قبرها فصلى عليها، وليكن أمامك دومًا قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من لا يشكر الناس لا يشكر الله.
ولست بحاجة -أخي الخطيب-لأن أفصِّل لك ضوابط المدح والثناء، من التزام الصدق، وعدم المبالغة، وأمن افتتان الممدوح…
هذا، وألقاك -إن شاء الله- في المدخل الثالث من مداخل القلوب.
التعليقات