أعاني من الفتور القاتل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أنا فتاة ملتزمة ولله الحمد بعيدة عن كل مفسدات الحياة وشوائبها ، أحس فترات أني قريبة من الله قريبة جدا ـ وأحيانا أحس أني بعيدة اشد البعد ـ فترات اعمل واجتهد بالعبادة وفترات أخمل ويصيبني الخمول والفتور ـ فقد مللت من حالتي هذه أحس بضيق أحس أن الله لن يغفر لي أحس أني مهما عملت واجتهدت بالعبادة فأني مقصرة حتى أني بدأت لا أشمر لعبادتي كما كنت بهمة عالية ونشاط ، أعينوني كيف ارجع لحالتي القديمة من حفظ للقرآن وذكر ومداومة على العبادة ومراقبة الله في الصغيرة والكبيرة ووو ألخ أرشدوني بارك الله فيكم جميعا ، وجزاكم الله خيرا على هذا الموقع المفيد الرائع أختكم في الله .

 

يجيب عن هذا.. الأستاذة/ فوز الغربي، فتقول:

أختي العزيزة.. وعليكم وعلى إخواننا في العراق سلام الله وبركاته:

أولاً: احمدي الله أن هداك لطريق الحق, وادمني على دعاء الله تعالى بأن يثبتك عليه حتى الممات ...

ما ذكرتيه يا حبيبة إنما هي نجوى من الشيطان, والله تعالى قال: {إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله}.

فاستعيذي بالله تعالى من وساوس الشيطان, ولتكن علاقتك بالله قوية .. دعي عنك سوء الظن بالله تعالى .. أنت عندما تتأملين رحمة الله, وسعة مغفرته لما تسرب إلى نفسك هذا الداء الخطير أعني سوء الظن بالله .. يا أخية .. الله تعالى نادي وخاطب أهل الكفر بقوله : {أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة: 74].

فإذا كان ينادي للتوبة والاستغفار أهل الكفر فهل تظنين أنه سيرد عملاً صالحاً من عبد مؤمن ... أبداً والله بل على العكس إن ربك يقبل العمل اليسير وينميه حتى يغدو عملاً كبيراً ...فهو يجازي باليسير الأجر الكثير.

وتأكدي أن ربك سبحانه وبحمده كريم فإنه لم يوفقك لعمل الصالحات ليخذلك وليردك, بل العكس, وفقك لها وسيقبلها ويحفظها لك حتى تقبلي عليه فيوفيك أجرها كاملاً غير منقوص اقرئي إن شئت :{... أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ...} [آل عمران: 195].

تأملي دائماً أسماء الله تعالى وصفاته لتعلمي أنك تتعاملين معاملة رابحة لن تبور فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى ما يشاء الله تعالى ...

استزيدي من الصالحات ولا تضعفي أمام الوساوس أبداً كوني قوية بحسن ظنك بالله تعالى  ...

أكرر عزيزتي داومي على الاستغفار  وسؤال الله تعالى الثبات.

وتذكري أنك في جهاد والله وعد الذين يجاهدون في سبيله ببلوغ هدفهم ..

{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69].

أيضاً أوجدي لك صحبة صالحة تعينك على الثبات, فالله تعالى قد أمر محمد صلى الله عليه وسلم وهو نبي بملازمة أهل الخير فقال : {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ...}. [الكهف: 28].

عودي لعملك الصالح, واستزيدي منه, وكوني واثقة من قبول الله تعالى لأعمالك..

وفقك الله لكل خير, وصرف عنك كل سوء وشر..

 

التعليقات


`

اتصل بنا

الفرع الرئيسي

السعودية - الرياض

info@daleelalmasjed.com

رؤيتنا : إمام مسجد فاعل ومؤثر

رسالتنا: نقدم برامج تربوية تعيد للمسجد دوره الحقيقي وتسهم في رفع أداء أئمة المساجد حول العالم وتطويرهم ليقوموا بدورهم الريادي في تعليم الناس ودعوتهم على منهج أهل السنة والجماعة وفق خطة منهجية وأساليب مبتكرة.