حجارة "الجامع الأقمر" .. تضيء شارع النحاسين
هو تحفة فنية ومعمارية فريدة من نوعها، وأحد مساجد القاهرة الفاطمية، وأول مسجد فى القاهرة يكون له واجهة مزخرفة من دلايات ونقوش خطية ونباتية محفورة فى الحجر.
وتعتبر الواجهة هي أجمل ما في الجامع ولا تضارعها في زخارفها البديعة واجهة أخري في جوامع القاهرة، ويري في مدخله لأول مرة في عمارة المساجد العقد المعشق الذي انتشر في العمارة المملوكية في القرن الخامس عشر الميلادي وفوق هذا العقد يوجد العقد الفارسي وهو منشأ علي شكل مروحة وأهم ميزة في تصميم الجامع استخدام المقرنصات والتي لم تستعمل قبل ذلك الا في مئذنة جامع الجيوشي، وهي تلك الزخرفة التي انتشر استخدامها في جميع العمارة الإسلامية تقريبا بعد هذا الجامع، بالاضافة الي النقوش والكتابات الكوفية للآيات القرآنية والنصوص التاريخية بتاريخ الإنشاء واسم الخليفة الحاكم بأمر الله ووزيره البطايحي.
وتؤرخ طريقة بناء المسجد لمرحلة غاية فى الخصوصية فى العمارة الإسلامية خلال العصر الفاطمى، فهو أول جامع تم تعديل تصميمه ليناسب شارع النحاسين بالقاهرة الفاطمية، ويشير اسم المسجد إلى الطريقة التى تتلألأ بها جدرانه تحت ضوء القمر.
هذا الجامع أسسه الـوزيـر المـأمون بن البطايحى بأمر من الخليفة الآمر بأحكام الله أبى على منصور سنة 1125 وتخطيطه يقتصر على صحن مكشوف مربع طول ضلعه 10 أمتار تحيط به أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة، عقودها محمولة على أعمدة رخامية فيما عدا أركان الصحن فقد استعيض عن الأعمدة الرخامية بأكتاف مربعة وهذه العقود من النوع المحدب الذى لم يظهر بمصر إلا فى أواخر العصر الفاطمى، وكان أول ظهوره فى القبة المعروفة بقبة الشيخ يونس، هذا والأروقة الأربعة مسقوفة بقباب قليلة الغور ما عدا الجزء الأخير فى رواق القبلة فيغطيه سقف حديث مستوٍ من الخشب، ويحلى حافة العقود المشرفة على الصحن طراز من الكتابة الكوفية الجميلة كما يحلى تواشيحها أطباق مضلعة تشعع أضلاعها من جامات مزخرفة.
ويقول الجبرتى إن الجامع الأقمر جدد فى العصر العثمانى على يد سليمان أغا السلحدار وذلك فى سنة 1721 وأثار هذا التجديد تظهر فى «طبلة» العقود التى تحيط بالصحن
التعليقات