جامع الكتبية .. زينة مراكش درة المدن الإسلامية
بدأ بصومعة ، ليتحول إلى مسجد من أشهر معالم مدينة مراكش المغربية، والتي تعد درة المدن الإسلامية في إفريقيا، بما فيها من روعة البانوراما الطبيعية الخلابة لهذه المدينة التاريخية.
وجامع الكتبية بصومعته الشهيرة، هو أكثر معالم مراكش التاريخية صيتا، وبلغت سمعته آفاق العصور الوسطى متوغلة إلى أعماق غرب إفريقيا، بينما ذاع صيته في العصور الحديثة كأثر عمل فني بالغ الجمال، ويكاد أن يكون مدرسة للفن الجميل أو متحفا للابتكار المعماري، جمع كل عجيبة في ميادين البناء والزخرفة.
وجامع الكتبية من إنشاء الخليفة عبدالمؤمن بن علي بن تومرت في حوالي عام 552هـ '1157م'، وشيده ملاصقا الجهة الجنوبية لمسجد الكتبية القديم، ويقال إن سبب بناء عبدالمؤمن بن علي لهذا الجامع، كان خروج المصحف الشريف المنسوب إلى الخليفة عثمان بن عفان 'رضي الله عنه' من قرطبة بالأندلس إلى مراكش ليحفظ بهذا الجامع.
وجامع الكتبية فسيح مستطيل، ويتبع في تخطيطه المساجد الجامعة الأولى، ذات الصحن الأوسط المكشوف والظلات الأربع، وأهم الظلات هي ظلة القبلة التي تعتبر من أوسع بيوت الصلاة بالجوامع المغربية، وهي في الأصل كانت مؤلفة من تسعة أروقة، تسير عقودها عمودية على جدار القبلة وزيدت الآن إلى 17 رواقا، وتفصل هذه الأروقة عن بعضها بوائك مؤلفة من دعائم حجرية متنوعة المساقط، تحمل عقودا على هيئة حدوة الحصان مع تدبيب في أعلاها وانتفاخ في جانبيها، وهي نموذج للعقود التي شاع استخدامها في عمائر الموحدين بالمغرب والأندلس، ويمتاز الرواق الأوسط المؤدي إلى المحراب بكثافة زخارفه، وهو من آيات الفن الجميل وهو أكثر اتساعا من الأروقة الجانبية.
وفوق رواق المحراب ست قباب صغيرة تشير إلى أهميته، بقدر ما توفر اضاءة اضافية للبقعة المؤدية إلى المحراب، أما الاسكوب الذي يوجد به المحراب، ففوق جداره خمس قباب تحقق هذين الغرضين، وجميع هذه القباب مزينة في داخلها بالمقرنصات والزخارف الجصية.. أما الظلة الخلفية فهي من تسعة أروقة عقودها عمودية على جدار القبلة، بينما اقتصرت الظلات الجانبية على أربعة أروقة فقط.
التعليقات