شيخ المقاومة .. نهاية حرب مع الله!



هم أكسبوكَ من السِّباقِ رِهانا ..  فربحتَ أنتَ وأدركوا الخسرانا
هم أوصلوك إلى مُنَاكَ بغدرهم .. فأذقتهم فوق الهوانِ هَوانا


"من نذر نفسه ليعيش لدينه .. فسيعيش متعبا ولكنه سيحيا عظيما ويموت عظيما " كلمات لم تكن تعبر في يوم من الأيام أكثر من تعبيرها عن حياة الشيخ المجاهد المحارب مع الله أحمد ياسين .


مولده
ولد الشيخ أحمد إسماعيل ياسين عام 1938م، في قرية الجورة، قضاء المجدل جنوبي قطاع غزة، وتوفي والده وهو في الثالثة من عمره، وبعدها في سن الثانية عشر تعرض لكسر في فقرات العنق أثناء مصارعة أحد رفاقه (عبد الله الخطيب )، نتج عنه شلل جميع أطرافه شللاً تاماً  بعد أيام قليله من هجرته إلى قطاع غزة مع أسرته بعد نكبة 1948 م .
شلله التام هذا لم يمنعه من المشاركة في المظاهرات التي اندلعت في غزة احتجاجاً على العدوان الثلاثي الذي استهدف مصر عام  1375هـ الموافق عام 1956م، وكان وقتها في الثامنة عشرة من عمره حيث أظهر قدراتٍ خطابية، وكاريزما مكنته من تأجيج مشاعر الجماهير في تلك السن الصغيرة.


الجهاد
ومنذ تلك اللحظة بدأ جهاده ضد الاحتلال الصهيوني في التزايد خاصة بعد هزيمة 1386هـ -1967م، التي احتلت فيها إسرائيل كل الأراضي الفلسطينية بما فيها قطاع غزة حيث استغل الشيخ ياسين منبر مسجد العباسي الذي كان يخطب فيه لمقاومة المحتل، وجمع التبرعات والمعونات لأسر الشهداء والمعتقلين، وخلال تلك الفترة تم تعيينه رئيساً للمجمع الإسلامي بغزة ، حتى شهد يوم الاثنين 22مارس2004 نهاية أسطورة التضحية والفداء، وترجل سيد من سادات الشهداء، قعيد أحرج الأقوياء، ومريض أقام الحجة على الأصحاء.. جسم مشلول، وقلب غير معلول.. في ذاك اليوم أعلن الهالك "شارون" أنه أشرف بنفسه على عملية اغتيال البطل المقعد، وكأن اغتياله يحتاج إلى عملية معقدة، وخطة مسددة.


هلاك شارون
لقد  فرح شارون باغتيال الشيخ المقعد، كونه لا يعلم أو يعي قول الرسول صلى الله عليه وسلم : "إنَّ اللهَ قال: مَنْ عادَى لي وليّاً؛ فقدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ".. فمن يقدر على حرب المنتقم الجبار؟!
وبعدها مباشرة أصيب ذاك المجرم "شارون" بمرض عضال عطل جسمه تعطيلاً تاماً، عرف مرضه بالحالة الخضرية الدائمة، وهي حالة طبية معروفة، وتختلف عن الغيبوبة Coma كونها قد يوجد فيها اليقظة والنوم والإحساس والمشاعر والتعبير وفتح العينين والكلام غير المفهوم أو الصراخ.
فهو حي يحس ويصرخ وينام ويستيقظ، لكن دون القدرة على التعبير والحركة.
لقد كان العطب الذي أصاب جسمه أشد بمراحل من العطب الذي أصاب الشيخ أحمد ياسين، واستمر على هذه الحالة لثمان سنوات، حتى تعفن جسده وهو حي..مات بعدها .


سجون الإحتلال
اعتقل الشيخ ياسين لأول مرة من جانب قوات الاحتلال عام 1982م بتهمة حيازة أسلحة، وتشكيل تنظيم عسكري، والتحريض على إزالة الدولة العبرية من الوجود، و حوكم أمام محكمة عسكرية صهيونية أصدرت عليه حكماً بالسجن لمدة 13 عاماً ، قبل أن يتم الإفراج عنه عام 1985م في إطار عملية تبادل للأسرى بين سلطات الاحتلال والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، بعد أن أمضى 11 شهراً في السجن، خرج بعدها بفقدان تام للبصر بالعين اليمنى، بعد ضربه عليها أثناء التحقيقات، مع ضعف شديد بالعين اليسرى، ومجموعة أخرى من الأمراض التي لم تثنِ عزيمته عن الجهاد ضد الاحتلال .


درس النكبة
كان الشيخ ياسين يروي دائما أنه خرج من النكبة بدرس أثّر في حياته الفكرية والسياسية فيما بعد؛ و هو أن الاعتماد على سواعد الفلسطينيين أنفسهم عن طريق تسليح الشعب أجدى من الاعتماد على الغير، سواء أكان هذا الغير الدول العربية المجاورة أم المجتمع الدولي.
و يضيف عن تلك المرحلة: " لقد نزعت الجيوش العربية التي جاءت تحارب الكيان الصهيوني السلاح من أيدينا، بحجة أنه لا ينبغي وجود قوة أخرى غير قوة الجيوش، فارتبط مصيرنا بها، ولما هزمت هزمنا وراحت العصابات الصهيونية ترتكب المجازر والمذابح لترويع الآمنين، ولو كانت أسلحتنا بأيدينا لتغيرت مجريات الأحداث ".
ونال الشيخ ياسين الشهادة في الثاني والعشرين من مارس 2004 م، إثر هجوم صاروخي شنته الطائرات الإسرائيلية على سيارته في الصباح، أثناء عودته بعد أداء صلاة الفجر بمسجد بالقرب من منزله .


التعليقات


`

اتصل بنا

الفرع الرئيسي

السعودية - الرياض

info@daleelalmasjed.com

رؤيتنا : إمام مسجد فاعل ومؤثر

رسالتنا: نقدم برامج تربوية تعيد للمسجد دوره الحقيقي وتسهم في رفع أداء أئمة المساجد حول العالم وتطويرهم ليقوموا بدورهم الريادي في تعليم الناس ودعوتهم على منهج أهل السنة والجماعة وفق خطة منهجية وأساليب مبتكرة.