برامج مقترحة لتفعيل المسجد
المسجد هو بيت الله في الدنيا، عنوان الرحمة إذا ضاقت علينا الأرض بما رحبت، من دخله أصبح ضيفًا للكريم، جنة الله في الأرض، من دخله غشيته السكينة، ومن تعلق به كان من السبعة الذين يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله، مدرسة الإسلام في كل زمان ومكان، وهو بيت كل تقي، يقول الله جل في علاه }إن بيوتي في الأرض المساجد، و إن زوارها هم عمارها، فطوبى لعبد تطهر في بيته ثم زارنا و حق على المزور أن يكرم الزائر{.
وهو أحب بقاع الأرض إلى الرحمن فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَحَبُّ الْبِلادِ إِلَى اللَّهِ مَسَاجِدُهَا وَأَبْغَضُ الْبِلادِ إِلَى اللَّهِ أَسْوَاقُهَا".
ومن نعم الله على حب العبد أن بعلق قلبه بالمسجد فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجلاً أَسْوَدَ أَوْ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كَانَ يَقُمُّ الْمَسْجِدَ فَمَاتَ فَسَأَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُ ؟ فَقَالُوا: "مَاتَ قَالَ أَفَلا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي بِهِ دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِ أَوْ قَالَ قَبْرِهَا فَأَتَى قَبْرَهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا".
ومن أجل عظمة المسجد وأهميته الشديدة في الإسلام ينبغي أن نوجه كل أنظارنا إليه وأن نوحد كل جهودنا عليه، فليس للمسجد في الإسلام إلا أن يأخذ دوره غير منقوص، وهذه بعض المقترحات لإعادة دور المسجد إلى وظيفته الاولى.
أولًا: يجب أن يتصل المسجد بالمجتمع المحيط، فعلي القائمين على إدارة المسجد أن ينظموا أنشطة خدمية لجيران المسجد، مثل القوافل الطبية، أو الأنشطة التطوعية والخدمية المختلفة مثل أنشطة الحج والعمرة وحملات التطعيم وغيره.
ثانيًا: وضع لوحات داخل المسجد عليها بعض الأحاديث النبوية لتكون الدعوة داخل المسجد متصلة كل أيام الأسبوع وليس يوم الجمعة فقط، كما على الإدارة ان تضع ورقة كل يوم فيها حديث أو حكمة لتكون شعارًا لليوم، وهكذا.
ثالثًا: يجب عمل حلقات تحفيظ قرآن للأطفال، لأنهم جيل الإسلام القادم الذي سيحمل الدعوة وينشر الإسلام، مع العمل على جمع أكبر عدد ممكن من أطفال الحي، والعمل على استمرارها صيفًا وشتاءًا، كما يجب المتابعة الدورية لمستوى الحافظين سواء كانوا في ابتدائي أو اعداي أو ثانوي، ويجب تنظيم برنامج صيفي كامل لهم، من حفظ قرآن وحفظ أحاديث نبوية، ودراسة سيرة، مع تنظيم رحلات وتخصيص يوم للترفيه داخل المسجد.
رابعًا: تقسيم أيام الأسبوع إلى دروس بعد صلاة الفجر أو العشاء، مع وضع مواضيع لها سلسلة زمنية معينة، ومهمة وشيقة، واستحضار الشيوخ المتمكنين من العلم والقادرين على التعامل مع المصلين داخل المسجد، وأن تكون لهم طريقة سلسة واضحة بينة في السرد والشرح.
خامسًا: يجب تخصيص يوم إفطار أسبوعيًا أو شهريًا داخل المسجد ودعوة كل جيران المسجد إلى الصيام والإفطار، ومن الممكن أن تقوم إدارة المسجد بالاتفاق مع الصائمين على إحضار طعام مشترك بدل من أن تقوم الغدارة بشراء إفطار مخصوص، لأن هذا من شأنه أن يعمق فكرة الأخوة والترابط لبن المسلمين.
سادسًا: على المسجد أن يكون له أنشطة خيرية، وأن يقوم بكفالة الأيتام والأرامل وعليه أن يكون مستشفى لكل مريض، وأن يحرص على أن يكون على علم بكل الحالات المتعسرة في المنطقة، وفي هذه النقطة تجدر الإشارة إلى استقطاب الصالحين والمتطوعين من أهل الخير داخل المنطقة.
سابعًا: يجب وضع دور للمرأة، مثل إحضار محفظة للقرآن للسيدات، تقوم بتعليمهن بعض الأحكام من فقه المرأة، وترشدهن إلى أحكام الطهارة، وتنبهنن إلى الأخطاء الفقهية التي تقع في المرأة أثناء فترة الحيض والعدة والصيام وغيره.
التعليقات