15 طريقة لتبدأ خطابا مشوقا
لا شكّ أنّك سمعت المقولة: "الانطباع الأول أبدي، ولا يمكنك الحصول على فرصة ثانية لخلق انطباع أول جيّد".
تنطبق هذه المقولة -أيضًا- عند الحديث عن فنون الإلقاء، لذا عند كتابة خطاب معيّن، عليك أن تركّز كلّ جهدك لخلق انطباع أولي جيّد لدى جمهورك.
بعد أن تحدّثنا في المقالين السابقين عن كيفية كتابة الخطاب، وعن أهم النصائح التي تساعدك على جعل خطابك جذّابًا، سنركّز في مقالنا اليوم على كيفية خلق انطباع جيّد لدى الجمهور من خلال عدّة طرق للبدء بالخطاب. إليك فيما يلي 15 طريقة لتبدأ خطابًا مشوّقًا:
1- اشكر المنظّمين والجمهور giving a speech 1
يمكنك بدء خطابك بشكر الجمهور على حضورهم وشكر منظّمي الحدث على دعوتك لإلقاء الخطاب. ولا تتردّد في تقديم شكر خاص للشخص الذي قدّمك للتحدّث أو أحد أعضاء المنظّمة المميزين الذين ساهموا في تنظيم الحدث. بدء الخطاب بمثل هذه العبارات سيجعل جمهورك يشعر بالسعادة والفخر، ويصلك بهم تمامًا كما يتمّ وصل القابس الكهربائي بالمقبس.
2- ابدأ بعبارة إيجابية
تستطيع البدء بإخبار جمهورك عن مدى المتعة والفائدة التي سيحصلون عليها من خطابك هذا، إذ يمكنك أن تستهلّ حديثك كالتالي:
"سوف تستمتعون كثيرًا بوقتكم معي هذا المساء، سأشارك معكم اليوم إحدى أهم الأفكار التي تمّ اكتشافها في هذا المجال، وستذهلكم المعلومات التي سأقدّمها لكم."
تذكّر أنّ الإلقاء فنّ، لذا كن فنّانًا وسيطر سيطرة تامّة على أدائك، فأنت نجم الحفل!
3- امدح الجمهور
امدح الحضور بصدق وباحترام كبير. ابتسم لهم وكأنهم أصدقاء قدامى لم ترهم منذ وقت طويل، وعبّر لهم عن امتنانك لوجودك معهم، وأنهم أشخاص مهمّون في هذا المجال الذي ستتحدّث عنه. يمكنك قول ما يلي:
"يسعدني ويشرفني وجودي معكم اليوم، فأنتم النخبة في هذا المجال وأفضل العاملين فيه. حيث أنّ عددًا قليلاً جدًا من أفضل المهتمين بهذا المجال مستعدّون لتخصيص الوقت والقيام ببعض التضحيات من أجل حضور هذا المؤتمر."
4- ابدأ الخطاب بالتحدّث عن الأحداث الجارية
يمكنك الاستعانة بالأخبار الصحفية المنشورة على الصفحة الأولى في الجريدة كمدخل إلى موضوع خطابك، وطريقة لتوضيح ودعم وجهة نظرك. تستطيع أيضًا أن تحمل الجريدة في يدك، وتشير إليها في مقدّمة الحديث. حيث تسهم قراءة مقتطفات من خبر صحفي في جذب انتباه الجمهور وتشويقه لسماع المزيد.
5- قم بالإشارة إلى شخص معروف "غاندي"
تستطيع بدء خطابك باقتباس مقولة لشخص مشهور أحدثت تأثيرًا في الآونة الأخيرة. قد يكون هذا الشخص مؤلفًا أو ممثلاً أو سياسيًا مؤثرًا، أو غير ذلك، لكن احرص بالطبع أن تكون هذه المقولة مرتبطة بالموضوع الذي ستتحدّث عنه.
إن كنت على سبيل المثال ستُلقي خطابًا حول تنمية الذات والتطور الشخصي، تستطيع أن تبدأ كالتالي:
"في القرن الواحد والعشرين، أصبحت المعرفة والتعلّم المتواصل إحدى أهمّ مفاتيح النجاح، إذ يقول مدرب كرة السلّة الشهير بات رايلي: إن لم تكن تتحسّن كلّ يوم، فأنت تسوء."
6- قم بالإشارة إلى حوار أجريته مؤخرًا
هذه طريقة أخرى مميزة للبدء بخطاب ما، حيث يمكنك الإشارة إلى حوار أو محادثة أجريتها حديثًا مع أحد الحضور، أو من خلال مكالمة هاتفية، حيث يمكنك القول على سبيل المثال:
"قبل بضع دقائق، كنت أتحدث مع (فلان) في بهو القاعة، وأخبرني أن هذه الفترة هي أحد أفضل الأوقات للاستثمار في هذا المجال، وأنا أتفق معه في ذلك."
7- ابدأ بعبارة صادمة
اختر إحصائية مهمّة أو قصّة مفاجئة أو أيّ فكرة صادمة أخرى ذات علاقة بالموضوع الذي ستتحدّث عنه. يمكنك مثلاً البدء هكذا:
"استنادًا إلى دراسة حديثة، سيكون هناك المزيد من التغيير والمنافسة والفرص في هذه الصناعة خلال السنة المقبلة أكثر من أيّ وقت مضى، وما نسبته 72% من الحضور اليوم سيكونون خلال السنتين المقبلتين عاملين في مجال آخر إذا لم يسعوا للتكيّف مع هذه التغييرات."
8- اقتبس من بحث أو دراسة حديثة
إن عثرت على بحث ذي صلة بما ستتحدّث عنه، فاقتباس بعض المعلومات المثيرة للاهتمام منه واستخدامها في مقدّمة خطابك سيسهم في تشويق الحضور ورفع نسبة اهتمامهم بما ستقوله لهم. يمكنك البدء مثلاً بعبارة مشابهة لما يلي:
"استنادًا إلى مقالة حديثة نُشرت في مجلة Businessweek، هناك ما يزيد على 10 ملايين من الأثرياء، معظمهم صنعوا ثروتهم بأنفسهم في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2013."
9- كن مسليًا
وحتى يتوضّح لك القصد من هذه الطريقة، لنأخذ على سبيل المثال المتحدّث الشهير بيل جوف Bill Gove والذي اعتاد في خطاباته أن يمشي إلى المسرح بعد تقديمه مباشرة وهو ينهي حديثه مع شخص بجانبه. وكأنه ينقطع عن التحدث مع هذا الشخص لإلقاء خطابه على الجمهور، فيبدو خطابه وكأنه حوار طويل متصل. ليس هذا وحسب، بل إنّه كان في الكثير من الأحيان يقترب من حافة المسرح، ثمّ يخفض صوته، ويقول هامسًا: "اقتربوا مني، دعوني أخبركم بسرّ صغير"، ثمّ يحرّك يديه في إشارة منه لحثّ المستمعين على الاقتراب أكثر.
المذهل في الأمر أنّ الجمهور بأكمله كان يميل إلى الأمام لا إراديًا لسماع هذا "السرّ"، ثمّ يدركون فجأة ما كانوا يفعلونه وينفجرون ضاحكين.
لا تكتفي فقط بإلقاء الخطاب، لكن احرص -أيضًا- على استغلال قدراتك الأخرى من حسّ فكاهة ولغة جسد وغيرها في جذب الجمهور منذ اللحظات الأولى.
10- اطرح سؤالاً speech 2
يمكنك بدء الخطاب بجملة إيجابية باعثة على التفاؤل، ثمّ تتبعها بسؤال للجمهور يجيب عنه الجمهور من خلال رفع أيديهم. حيث تشدّ هذه الطريقة المستمعين أكثر وتجعلهم أكثر استعدادًا لمعرفة ما ستقوله تعليقًا على سؤالك هذا.
11- استفتح الخطاب بطرح المشكلة
هذه الطريقة فعّالة على وجه الخصوص إذا كانت المشكلة عامّة تمسّ أغلب الحضور، حيث أنّك ستحظى باهتمامهم على الفور بمجرّد أن تطرح أمامهم هذه المشكلة. يمكنك على سبيل المثال أن تبدأ الخطاب كالتالي:
"إنّ ما نسبته 63% من العاملين يتجهون نحو التقاعد دون أنّ يكون لديهم مصدر دخل كاف يضمن لهم العيش الكريم بعد التقاعد. إنها مشكلة معاصرة في غاية الأهمية ولابدّ لنا من التطرّق إليها للبحث عن حلول مناسبة تضمن لكلّ شخص العيش الكريم لبقيّة حياته.
12- استفتح بقوّة واطرح أسئلة محفّزة
طريقة أخرى لبدء خطابك، وهي أن تستفتح بحقيقة أو عبارة قويّة ومؤثرة، ثمّ تتبعها بسؤال، تجيبُ عنه أنت نفسك يليه سؤال آخر وهكذا ممّا يحفّز الجمهور على التركيز فيما تقوله والاستماع إلى كلّ كلمة. إليك مثالاً على هذه الطريقة:
"ما نسبته 20% من الأفراد في العالم يكسبون 80% من إجمالي المال المتوفر في يومنا هذا. فهل أنت من ضمن هذه النخبة؟ إن لم تكن كذلك، فهل ترغب أن تصبح من ضمن العشرين بالمئة هذه أو حتى ضمن نسبة العشرة بالمئة الأفضل حول العالم؟ حسنًا، سأقدّم إليك خلال الدقائق القليلة المقبلة بعض الأفكار المهمّة التي ستساعدك لتصبح واحدًا ممّن يحققون أعلى المكاسب في مجتمعاتنا، فما رأيك بهذا الأمر كهدف للقائنا اليوم معًا؟
13- إروِ قصة
لا شيء أكثر إمتاعًا للمستمعين من سماع خطاب يبدأ بـ "في قديم الزمان…"، إذ وبمجرّد سماع هذه العبارة، ستجد أن الهدوء قد حلّ والتزم الحضور الصمت ومالوا بأجسادهم نحوك، تمامًا كمجموعة من الأطفال المتحلّقين حول نار المخيم منتظرين سماع الحكاية. لا تتردّد إذن في أن تختار قصة قصيرة مشوّقة ذات صلة بالموضوع الذي ستتحدّث عنه وتبدأ بها خطابك فلعلّ تقنية "القصة" هي أقوى وأنجح حيل إتقان فنّ الإلقاء.
14- تحدّث عن نفسك
في الوقت الذي قد يعتقد البعض فيه أن استفتاح خطاب بالتحدث عن نفسك قد يكون فيه شيء من الغرور، نجد أنّ هذه الطريقة وسيلة ناجحة للغاية لبناء جسور تواصل مع جمهورك. إذ يقول أحد المتحدّثين في مجال ريادة الأعمال، أنه كان غالبًا ما يبدأ خطاباته بجمل تعرّف عن نفسه والخلفية التي أتى منها مثل:
"لقد بدأت مسيرتي دون الحصول على شهادة الثانوية العامة، ولم يكن لدى عائلتي ما يكفي من المال، فكلّ ما حققته من نجاح كان بجهدي الخاص دون أيّ مساعدة تذكر من الآخرين."
وكان هذا المتحدث يتفاجأ كثيرًا بعدد الأشخاص الذين يأتون إليه بعد خطابه هذا ليحدّثوه عن تجاربهم الخاصة، ومدى تشابهها مع قصته الخاصة. بل كان يشعر أنهم أكثر تقبلاً لسماع حديثه بعد معرفة هذه المعلومات عنه، إذ يشعرون أنه قريب منهم وعاش نفس تجاربهم وليس بطلاً خارقًا حققّ نجاحه بسهولة ويسر.
خلاصة الأمر هنا هي أن تحاول بدء خطابك ببناء جسور تواصل مع جمهورك وإظهار حقيقة قربك منهم حتى تتمكّن من جذبهم إلى جانبك.
15- اجعل الحضور يتحدّثون مع بعضهم
يمكنك أن تبدأ خطابك بأن تطلب من الحضور أن يسأل كلّ منهم الشخص الذي بجانبه سؤالاً أو يناقش معه فكرة معيّنة. سيستجيب الجمهور لكلّ ما تطلبه منهم ما دامت طلباتك ضمن المعقول وما دمت تعبّر عنها بثقة. ليس هذا وحسب، بل إنّك بهذه الطريقة تُشعرهم بأهميتهم من خلال إشراكهم في الخطاب ممّا يجعلهم أكثر تشوّقًا لسماع المزيد والتركيز معك حتى النهاية.
يمكنك أن تختار من الطرق السابقة ما يتناسب مع موضوعك وخطابك، وتستطيع في بعض الأحيان أن تدمج أكثر من طريقة معًا لتقدّم بداية قويّة للخطاب. ومع النصائح السابقة المتعلقة بكيفية كتابة الخطاب، وطرق التحدث أمام الجمهور دون خوف فنحن نضمن لك أن تجذب انتباه جمهورك منذ اللحظات الأولى ولن يمضي الكثير من الوقت قبل أن تصبح متحدثًا ناجحًا يسيطر سيطرة تامّة على المسرح الذي يتحدّث عليه.
التعليقات