قبل الخطابة
من المهم جداً من الناحية الفنية أن تتم الإجابة عن مجموعة من الأسئلة الحيوية قبل الحديث مع الآخرين أفرادا أو جماعات، وهذه الأسئلة وإن بدت قصيرة فهي أساس التأثير الفعلي في المخاطبين دون أدنى شك.
وعند الإجابة عن هذه الأسئلة تتم بشكل تلقائي عملية التفاعل الذهني بين المتحدث وشكل الخطاب ومستوياته وألفاظه.
الأسئلة هي:
من؟ يقول ماذا؟ ومتى؟ ولماذا؟ وكيف؟ وأين؟
جرب أن تجيب عن هذه الأسئلة وستعرف مستويات تعقيدها وأثرها على المخاطبين.
أنا من بلدة كذا.. هل سيتحدث معي ابن بلدي أم شخص وافد؟ ولماذا؟ وما هو أثر وجود شخص وافد على الجمهور؟ وما هي دلالات عدم ظهور فلان الآن؟
ولماذا فلان أفضل من فلان في هذا الخطاب بالتحديد؟ هل لظهور فلان علاقة بالبعد العشائري؟ التنظيمي؟ السياسي؟ قطاع الشباب؟ قطاع المرأة؟
هذه الأسئلة وغيرها تتصل فقط بإجابة السؤال الأول (من )؟
التوقيت والمكان والصيغة الخطابية ومستوى نبرة الصوت ونحو ذلك أمر آخر تجب دراسته بعمق أيضاً..
إذا.. من أراد التميز فعلاً فعليه أن يؤسس لخطاب له دلالته من حيث الشخص المتحدث وتوقيت الحديث ومكان طرح هذا الحديث ونبرة الصوت والكلمات المنتقاة لهذا الحديث بالذات، وأشكال تفعيل الجمهور معها بصورة حقيقة وفاعلة.
تجدر الإشارة هنا إلى أن بعض المواقف تتطلب أن يلقي الحديث فيها طفل وبعضها شاب وبعضها امرأة وبعضها شخصية سياسية رفيعة المستوى، وبعضها تلقى بأسلوب أدبي رفيع، وغيرها بخطاب سياسي رصين وبعضها بالعاطفة، وبعضها بالعقل، وبعضها بالجمل المبتورة، ونحو ذلك من أشكال الخطاب الصامت كليا. فالشخص المتحدث له دلالات حتى قبل البدء بحديثه.
التعليقات