نصائح مهمة لتحسين الأسلوب الكتابي والخطابي
الحمد لله كثيرًا، والصلاة والسلام على المبعوث بالحقِّ بشيرًا ونذيرًا؛ أما بعد:
فإن الكتابةَ هي فنُّ صياغةِ الأفكارِ في قالبٍ أدبيٍّ مُقنعٍ ومُمتع.. ويمكنُ تعريفُها على أنها: سلسلةٌ من الإجراءات والمراحلِ التي يتمُّ تنفِيذها لإنتاج نصٍّ أو مقالٍ يُلبي أهدافَ الكاتبِ ويحقِّقُ تطلعاته، ولتحقيق ذلك لا بدَّ للكاتب أن يمتلك مجموعةٍ من المهارات الخاصةِ بمجال الكتابة.. والمهاراتِ عمومًا أشبهُ بعضلات الجسم، تتحسنُ وتتطورُ كثيرًا إذا ما دُربت بشكلٍ صحيح.
وفيما يلي مجموعةٌ من النَّصائح المُهمَّة في هذا المجال:
1- بدايةً فإنَّ مِشوارَ الكتابةِ طويلٌ، ويحتاجُ إلى الكثير من التَّدريب والممارسةِ، ولفتراتٍ طويلةٍ؛ فلا بدَّ من التَّحلِّي بالصبر والمجاهدةِ.
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته
ومُدمِنُ القرعِ للأبواب أن يلجا
2- تذكر أنَّ الأمورَ في بدايتها عادةً ما تكونُ صعبةً بعض الشيءِ، لكنها مع مرورِ الوقتِ تصبِحُ أسهلَ وأسهل. وتذكر أنَّ كل من جدَّ وجد، ومن ثبتَ نبت، ومن صبرَ ظفر، وأنَّ كلَّ من سارَ على الدربِ وصل.
3- النَّجاحُ في أي فنٍّ يرتكزُ على أمرين: (معلومات) لا بدَّ من تعلُّمِها وفهمِها، و(مهارات) لا بدَّ من التَّدرُّب الجادِّ والمنظَّم عليها. وكلَّما ازدادَ الكاتبُ أو الخطيبُ اطلاعًا وثقافةً، واجتهدَ في المران والتَّدرُّبِ على مهارات الصِّياغةِ والبلاغةِ، انعكسَ ذلك على موهبته فارتقت، وعلى بلاغته فتحسنت، وعلى سلوبه فتطور.
4- اصنع لنفسك جوًا خاصًا يُساعدك على الابداع في الكتابة؛ هيئ مكانًا خاصًا للكتابة، واحرص أن يكونَ مكانًا هادئًا مُريحًا للجسم والنَّفسِ، جيدَ الإضاءةِ والتَّهويةِ، خاليًا من عوامِلِ التَّشتُتِ وصرف التركيز.. واختر لنفسك أنسبَ الأوقات، حيثُ يكون الجسمُ نشيطًا، والذهنُ صافيًا، والشواغلُ قليلة.
5- أسس (عادةٍ يوميةٍ ثابتة) لممارسة مهارات (القراءة، الكتابة، الالقاء)، فهذا من أقوى الأساليب لتحقيق النجاحِ والتَّميز.. وحقيقةً لو أصبحَ عندك عادةٌ ثابتةٌ تمارسُ من خلالها هذه المهاراتِ، فقد قطعتَ بالفعل أكثرَ من نصف الطريق، وليس شرطًا أن تكتبَ كثيرًا، المهمُّ ألا تتوقفَ عن الكتابة؛ على سبيل المثال: أن تكتبَ كُلَّ يومٍ لمدة نصفِ ساعةٍ، هذا أفضلُ بكثير من أن تكتبَ لمدة 5 ساعاتٍ مرةً في الأسبوع.. فالقيامُ بأعمالٍ صغيرةٍ تتكررُ بشكلٍ مُستمرٍ (عادة) يؤدي إلى تراكُم النتائجِ بشكلٍ أفضل.. فإنَّما السيلُ اجتماعَ النُّقط.
6- إذا كانت أفضلَ طريقةٌ لتعلم السباحةِ هي أن تُلقى بنفسك وسطَ الماءِ وتسبح.. فقد يكونُ الأمرُ شبيهًا لمن يتعلمُ مهاراتِ الكتابةِ والخطابة.. فاكتسابُ الفصاحةِ والبلاغةِ وتحسينِ الأسلوبِ الكتابي إنما يكونُ بالتعلُّم والتَّكلُّفِ والممارسةِ العمليةِ لأساليبه وفنونهِ. وقد قالوا - عن أحد الشعراء المميزين -: ما زالَ يهذي حتى قالَ شعرًا. وقالوا في إتقان التَّجويد: وليسَ بين أخذهِ وتركهِ إلا رياضةُ أمرئٍ بفكه.
7- الكُتّابُ الجيّدون هم أيضًا قرّاءٌ جيّدون، والقراءةُ الكثيرةُ والمستمرةُ والمتنوعةُ، هي أهمُّ وأكبرُ نصيحةٍ أجمَعَ عليها خُبراءُ الكتابةِ؛ فعوِّد نفسك على القراءة بشكلٍ يومي، ووسِّع آفاقك من خلال القراءةِ المتنوعةِ، واطَّلع على مُختلفِ الأساليبِ الأدبية، سواءً تلك التي تُعجِبك، أو التي لا تُعجِبك، فذلك سيعملُ على تحفيز عقلِك لاستقبال مُختلفِ الكلماتِ الجديدة وبناءِ قاموسٍ لُغويٍ ثريٍ وقوي، مع ضرورةِ الاستمرارِ في الكتابة.
8- احرص على قراءة الكتبِ السهلةِ ذاتِ الأسلوبِ الواضحِ، فهذا سينعكسُ على أسلوبك ولا شك؛ ككتب الطنطاوي، والمنفلوطي، ومحمود شاكر.. الخ.
9- فتش عن الكنوز وابحث عن الدرر، وليكن برفقتك دائِمًا مُفكرة صغيرة (أو كروت تسجيل)، لتسجل بها ما يروقك من العبارات الحسنة، والأقوالِ الجميلة، والحِكمِ البليغة، والأبياتِ الرائعة، ثم قم بتصنيفها في ملفاتٍ مناسبة.. وليكن لك هدفٌ (مستقبلي) أن تصنعَ منها مرجعًا أدبيًا خاصًا تجمعهُ على مَهْلٍ، ثم تعودُ إليه المرةَ بعد المرة.. حتى توشك أن تحفظهُ من كثرةِ مُطالعتهِ.
10- تذكر أنَّ الكلامَ لا يستحقُ أن يكونَ بليغًا حتى يبلغَ الغايةَ والروعةَ في التعبير عن المراد، وحتى يجمَعَ بين اللفظِ الفصيحِ والمعنى المليح، وحتى يتناسقَ لفظهُ مع معناه، ومعناهُ مع لفظه، وينهضَ كُلٌّ منهما بالآخر.
11- عندما يستوقِفُكَ نصٌ ما لبلاغته، فحاول أن تُحلّلهُ لتعرِفَ مصدرَ روعتهِ.. ركِّز على أسلوب الصياغةِ، ونوعيةِ الكلماتِ، وتماسُكِ العِباراتِ، وجمالِ التَّصويرِ، وقوةِ التشبيهِ، وتناسُقِ الالفاظِ مع المعاني، وكميةِ المشاعِر، وحلاوةِ النَّبرةِ والجرْسِ.. ثمَّ حاول أن تُقلِّدهُ، وأن تُعيدُ صياغتهُ بطريقتك الخاصَّةِ، ثم قارن ما فعلتهُ مع الصِّيغةِ الأصليةِ.
12- عندما تبدأُ بكتابة موضوعٍ جديدٍ، فلا تُلزِم نفسكَ بأن تبدأ بشيءٍ ذا قيمةٍ، فهذا سوف يُقيدك ويجعلُك تأخذُ وقتًا طويلًا في التفكير، وإنما قم بتسجيل كُلّ ما يخطرُ على بالك من أفكارٍ ومعانٍ على الورقة.. ومع الوقت ستصبحُ أفكارك أكثرَ عمقًا، وعباراتُك أدق وصفًا، وصياغتك أبلغ أسلوبًا.
13- حاول أن تجعلَ أسلوبَ المحادثةِ هو الأسلوبُ الغالبُ على كتاباتك؛ فجمهورُ القراءِ يفضلونَ أن توجهِ لهم الحديثَ مُباشرةً وأن تتحاورَ معهم، وأن تجعلَ كلَّ فردٍ منهم يشعرُ أنَّ هذه الرسالةِ من أجله، وموجهةً خصيصًا له.
14- واظب على تمرين الكتابةِ الحرةِ لتدفق الأفكارِ؛ وطريقتهُ كالتالي: جهز ورقةً وقلمًا.. اختر موضوعًا مُعينًا (أي موضوع)، اضبط المؤقتَ لـ(10 د) ثم ابدأ الكتابة دون توقف.. اكتب كُلَّ ما يخطرُ على بالك حولَ الموضوعِ، ولا تهتمَ لأيِّ شيءٍ آخرَ.. فقط ركِّز على الكتابة بأكبر سُرعةٍ ممكنةٍ قبل أن ينقضي الوقت.
15- تقبّل الفشلَ ولو تكرَّر: وإن كُنتَ تعتقد أنَّ مشاهيرَ الكُتَّابِ لم يُعانوا من الفشل فغيِّر رأيك؛ فغالبًا ما تنتهي المحاولات الكتابية الأولى بفشلٍ ذريعٍ.. فلا داعيَ لأن تشعُرَ بالإحباط.
16- اتركَ فاصلًا زمنيًا بينك وبين النَّص.. فبمجرد أن تنتهي من كتابة المسودةِ الأولى أبعد نفسك عنه قليلًا بحيث تنسى بعض تفاصيله، وبالتالي تكون إعادتك لقراءته أشبَه بما يدورُ في عقل القارئ.. فتستطيعُ من خلال ذلك اكتشاف الكثيرِ من الأخطاء الواضحةِ، والتي قد تغيبُ عن نظرك في أثناء الكتابةِ الأولية.
17- البحثُ عن الكمال هو العدو الأولُ لأيِّ كاتبٍ، وهو العقبةُ الرئيسيةُ بينهُ وبين إتمامِ المسودةِ الأولى.. ولذا فتيقن أنهُ مهما أجدت الحبك والترتيبَ فسوفَ تحتاجُ إلى الكثير من التعديل والتصويبِ.. فلا تجعل البحثَ عن الكمال يُعطلك عن بناء الأفكارِ الرئيسةِ والعناصرِ الأساسية، بل اتركهُ للمراحل الأخيرة.
18- عندما تنتهي من كتابة جميعِ الأفكارِ والمعاني، يمكنك أن تبدأَ بإعادة الصياغةِ وتحسينِ الأسلوبِ الكتابي إلى أن ترضى عن النَّص بالدرجة الكافيةِ.. ولا تظن أنك ستصلُ للصياغة الأنسبِ من مرةٍ أو مرتين.. علمًا أنهُ لا يوجدُ عددٌ معينٌ من المرات.. ولكن سدِّد وقارب، واجتهد قدرَ الإمكان، وحسبَ الوقتِ المتاح.
19- استخدم قدرَ الإمكان: جملًا قصيرةً ذاتُ ألفاظٍ واضحةٍ وتسلسلٍ مُتناغم، وإذا صادفتك كلمةٌ صعبةُ النَّطقِ فاستبدلها بأخرى سهلةٍ ومفهومة.. وإذا وجدتَ كلمةً أو جملةً غير مُفيدةٍ فاحذفها، فإن لم يتأثرِ المعنى فلا حاجة لها.
20- اهتم بترتيب الأفكار والفقرات، وليكن ترتيبًا منطقيًا مناسبًا، فذلك مما يساعدُ على فهم المقالِ بسهولةٍ ويسر.. ولكي تعرفَ هل الترتيب الذي تتبعهُ مُناسبٌ أو لا.. حاول أن تقرأ الموضوعَ بسرعةٍ عالية، فإن توقفتَ لتفهمَ شيئًا ما فاعلم أنَّ ترتيبَ الفقراتِ يحتاجُ إلى تحسين.
21- قد تُصادِفك فقرةٌ ركيكة، فتحاولَ تحسينها فلا تصلُ إلى شيءٍ، فيكونُ الحلُّ الأخيرُ هو حذفُها بالكامِل وإعادةُ كتابتها من جديد.. أو تركِها كما هي، وكتابتها من جديد في مكان آخر، ثم مقارنةُ المحاولتين واختيارُ الأفضلِ منهما.
22- ضع نفسك مكان القارئ وتساءل: هل المعنى واضحٌ وسهل؟ هل الصياغةُ سلسلةٌ ومتناغمة؟ هل الموضوعُ مترابطٌ بشكلٍ جيد؟ هل هناك فقرةٌ طويلةٌ تستدعي تقسيمها إلى فقرتين؟ هل هناك جزئيةٌ تتطلبُ شرحًا أكثر؟... الخ.
23- ليس صحيحًا أن تكتبَ عن كلِّ ما جمعته من عناصر الموضوعِ.. اكتب ما هو مهمٌ فقط.. والقاعدةُ الذَّهبية هنا: ما قلَّ وكفى، خيرٌ مما كثرُ وألهى.. ولمعرفة درجةِ أهميةِ معلومةٍ ما، اسأل نفسك: هل هذه المعلومةُ تخدم الهدفَ الأساسَ للموضوع؟ فإن كانت لا تخدمهُ إلا بدرجةٍ ضعيفةٍ فالأفضلُ الاستغناءَ عنها.
24- اهتمَ بقواعد اللُّغةِ، وبالقدر الذي يضمنُ لك تقليلَ الأخطاءِ الشائعة، واستفد من الأدوات والقواميسِ الإلكترونيةِ الحديثةِ، ومن المدقق الإملائي، ومن برامج تشكيلِ النَّصوص، لضمان تقليلِ الأخطاءِ قدرَ الإمكان.
25- القرآنُ العظيمُ هو أساسُ الفصاحةِ، ومنبعُ البلاغةِ، ومصدرُ الحكمةِ.. فهو متانةُ بُنيان، وإشراقةُ بيان، وقوةُ بُرهان، وظهورُ سُلطان، ومعانٍ حِسان.. فليحرص الخطيبُ على حفظه وكثرةِ تلاوتهِ بالتَّجويد ليستقيمَ لسانهُ، ويتقوى بيانهُ، فإذا أضافَ لذلك الاهتمامَ بمعاني كلماتِ القرآن، فسيُثري ذلك قاموسهُ اللغوي ثراءً عظيمًا. وأمَّا كلامُ المصطفى ﷺ، فليس في كلامِ الناسِ قطُّ ما هو أعمُّ نفعًا، ولا أحسنَ موقعًا، ولا أفصح بيانًا، من كلامه ﷺ فقد أوتي جوامعَ الكلمِ، وملكَ زِمامَ الفصاحةِ، وفُجرت لهُ ينابيعُ الحِكمةِ، واختُصِر لهُ الكلامُ اختصارًا. وكثيرٌ ممن وفق لحفظ القرآنِ الكريمِ وقدرًا جيدًا من الحديث الشريفِ وآثارِ السلفِ الصالحِ وأقوالهم، تراهُ فصيحَ اللسانِ، قوي البيانِ، سليمًا من اللحن والركاكة، مع أنَّ نصيبهُ من بقية علومِ العربيةِ قد يكونُ قليلًا جدًا.
26- من التدريبات الـمُعينةِ على جودة الصياغةِ: تمرينُ الارتجال.. حضِّر موضوعًا مألوفًا، واجمع له من الأدلةِ والشواهدِ والمعلوماتِ ما يكفي، ورتب عناصره بصورةٍ مُناسبة.. واحفظ له ما يُناسبُ من أبيات الشعر، والأقوالِ البليغة، والأمثالِ والحكم، ولا بأسَ بحفظ بعضِ المقاطعِ الجيدةِ (من أقوال المميزين) حولَ الموضوع.. ثمَّ قف وألقهِ أمامَ المرآةِ لمدة عشرِ دقائق.. ثمَّ كرِّر نفس الموضوعِ يوميًا لمدة شهرٍ كامل. وإن صورت نفسك في أول الأمر وأوسطهِ وآخرهِ، لترصد مدى تقدمِك وتحسن أسلوبك.. فسيكونُ هذا دافِعًا قويًّا لك للاستمرار في التَّدريب.
27- إن أمكن أن تسجلَ في ورشة عملٍ مُتخصصةٍ في مهارات الكتابة، أو ليكن لك شريكٌ في الكتابة (ولو من خلال النت): فهذا سيتيحُ الفرصةَ للجميع أن يتبادلوا الآراء والملاحظات فيما يكتبهُ كُلٌّ منهم، ويُعطيهِ وجهاتِ نظرٍ مختلفةٍ قد لا تخطرُ بباله، ويمكِّنكم سويًا من الارتقاء بأساليبكم الكتابيةِ بصورةٍ أسرعَ وأقوى.
28- مما يُسهِمُ في إثراءِ قاموسِكَ اللُغَوي، وتطويرِ أسلوبك الكتابي والخطابي.. الاعتناءُ بتكوين مكتبةٍ خطابيةٍ وأدبيةٍ متكاملة، وما لم تجدهُ في المكتبات الورقية، فابحث عنه في شبكة المعلومات الإلكترونية.
29- بالاستعانة بأحد القواميسِ السهلة (أو النت) تعلَّم في كل يوم كلمةً جديدة أو أكثر.. واختر الكلمات الجزلةَ البليغةَ وأكثر من استخدمِها في كلامك وكتاباتك ولو لفترة من الزمن.. فهذا سيثري قاموسِكَ اللُغَوي، ويطورُ من أسلوبك الكتابي.
30- عليك باغتنام فرصةِ نشاطِ النَّفسِ، وصفاءِ الذهنِ، فإن استثمارَ القليلِ من تلك الساعاتِ أكرمُ جوهرًا، وأغزرُ إنتاجًا، وأجلبُ لكلِّ معنى بديعٍ، ولفظٍ جميلٍ، وخيرٌ من قضاء الساعاتِ بالكدِّ والمطاولةِ، ومجاهدةِ الذهنِ دونما فائدةٍ تذكرُ..
نسأل الله أن يكلل جهودك بالنجاح والتوفيق، وأن يبارك في علمك وعملك، وأن يتقبل منا ومنك، و﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾..
التعليقات