موهبة الخطيب واستعداده الفطري والنفسي
الاستعداد الفطري، والموهبة الطبيعية، من الأمور الهامة للخطيب، مثل الخلوّ من عيوب النطق الكبيرة، وسلامة الصوت، بدرجة تسمح له بتوجيه الخطاب نحو الآخرين وإسماعهم، ولو من خلال مكبر للصوت، وأن يتمتع بالفصاحة وطلاقة اللسان، وأن يكون ذا جرأة وثبات.
وعلى سبيل المثال فهناك بعض الطباع الفطرية التي تحول بين صاحبها وبين أن يكون خطيبًا جيدًا، كهذا الذي يتهيّب الناس، وينفِر - بطبعه - من مواجهتهم، وكمن لا تسعفه حنجرته بالصوت المطلوب والمناسب، فضلا عن الصوت الجهوري الذي يحسُن أن يكون متوفرًا في الخطيب وكمن عنده عيوب قادحة في النطق لا يمكن التغلب عليها، فمثل هؤلاء ليسوا مؤهلين للخَطابة، وأكثرهم لا يجدي معه تدريب أو مِران، وكلٌّ مُيَسَّر لما خُلق له.
وهذا الاستعداد الفطري لا بد أن يصاحبه استعداد نفسي، أي أن تكون لدى الشخص الرغبة القوية في أن يصير خطيبًا، وأن يكون عنده ميول شديد نحو فن الخَطابة، فإن وجود الرغبة والميول لدى الشخص، له أكبر الأثر في حرصه على تعلم الخَطابة، وأخذ الأمر بقوة، والاهتمام بالتمرن عليها وإجادتها، والإصرار على إدراك الغاية مع ما قد يعترضه من عقبات.
وهكذا؛ فبقدر ما تكون الرغبة قوية؛ بقدر ما يقصر الوقت والجهد في الوصول إلى إجادة الخَطابة، والعكس صحيح، فبقدر ما تكون الرغبة شاحبة هزيلة؛ بقدر ما يكون البطء والتعثر في الوصول إلى الإجادة.
التعليقات