الأحمد: الفتيان والفتيات يواجهون من الفتن ما لم يواجه آباؤهم من قبل
في حوار خاص لـموقع دليل المسجد..
حاوره: علاء حسن موسى
أكد الأستاذ/ فهد الأحمد ـ المدير التنفيذي لمركز أبجد للاستشارات التربوية والتعليميةـ في حوار خاص مع "موقع دليل المسجد"، أن من أهم الأسباب التي كانت سبباً لإنشاء المركز هو الاهتمام بالجوانب التربوية التي تخدم المجتمع من دراسات وبحوث واستشارات تربوية وتعليمية، وطرح الرؤى والأفكار التي تسهم في إبراز الجوانب الإيجابية في المجتمع وتنميتها، وكذلك طرح الأسباب والعلاجات التي تسهم في تخفيف الجوانب السلبية.
نص الحوار:
دليل المسجد: ما هي تحديات المرحلة الحالية التي تواجه الشباب؟
التحديات التي تواجه الفتيان والفتيات في هذه المرحلة تختلف عن التحديات التي واجهتها الأجيال السابقة، فعاطفتهم الجياشة واعتدادهم برأيهم وإعجابهم بمن يقتدون به، وسرعة إطلاقهم الأحكام دون روية وتفكير، والنظرة الجزئية والمغالاة في الممارسات السلوكية على حساب الأدلة الشرعية... وغيرها كل هذا يحتم علينا القرب منهم وتحمل بعض شطحاتهم للوصول بهم إلى بر الأمان من ناحية غرس الفكر السليم والتصرف الصحيح المنضبط بضوابط الشرع الحنيف فهم عرضة للوقوع ببعض الاقتناعات غير الصحيحة التي تؤدي بهم إلى الخطأ في الأحكام والسلوكيات.
وهناك أبحاث ودراسات أكاديمية وميدانية تفيد بأن قضايا الشباب تحتاج إلى عملية علاج مستمرة ومتزنة حيث إن أدمغة هذا العنصر الشبابي قابلة في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى لعملية غسيل ممنهج تقلبُ أمام عينيه الخطأ إلى صواب وتحويله من عنصر إيجابي منتج إلى عنصر سلبي هامشي مستهلك.
دليل المسجد: هناك الكثير من السلوكيات والمظاهر التي يتهافت عليها جيل اليوم ولهذا أسباب متعددة، كيف يمكن للمربين أن يساعدوا الشاب على بناء وتكوين شخصيته؟
علاج هذه الانحرافات مسؤولية الجميع ابتداء من الوالدين إلى المؤسسات الحكومية والغير حكومية التعليمية والتربوية والإعلامية...إلخ.
والمربي الذي حباه الله من العلم والفهم وحسن التصرف يُعقد عليه أمل كبير بعد الله في ضبط مثل هذه السلوكيات الخاطئة وبناء خطط وبرامج تستوعب هذه الفئة المهمة في مجتمعنا وعدم تركهم ضحية للوسائل المنحرفة بأن تلعب بعقولهم وفكرهم وسلوكياتهم.
دليل المسجد: ما الذي يشكل خطورة أكبر على الشباب في الوقت الراهن؟ الانحراف الفكري أو الانحراف الخلقي؟
الانحراف الفكري أخطر بلا شك من الانحراف الخلقي وكلاهما شر، فالانحراف الفكري هو الذي يُخالف القيم والأخلاق التي جاء بها ديننا الإسلامي العظيم وهذا بلا شك يؤدي إلى ضرب وتفكك وحدة وكيان المجتمع، وهو خروج عن الوسطية والاعتدال إلى التفريط والتقصير في القيام بالواجبات الشرعية، أو الغلو والتشدد في الدين، فالفكر المنحرف يستهدف قيم وأخلاق المجتمع في الصميم.
دليل المسجد: كيف يمكن للمربي الموازنة بين كبح الشباب عن التعرض للأفكار المنحرفة، وتلبية رغبتهم، ولاسيما في مرحلة المراهقة التي تتميز بالرغبة في معرفة المجهول وربما الممنوع؟
الداعية والمربي سواء (رجلا كان أو امرأة) في هذا الوقت يجب عليه كثرة الاطلاع على تجارب الآخرين وتنويع الوسائل المناسبة ووضع الخطط التربوية المؤثرة في انضباط واتزان وحضور اللقاءات والبرامج التدريبية التي ترتقي بمستوى الفهم والعمل والتأثير، ولا بد من صناعة قدوات صالحة لهم في أكثر من مجال من مجالات الحياة العلمية والاجتماعية والإعلامية والاقتصادية وغيرها، وكما قلنا في أول الحديث بأهمية القرب منهم وتحمل أخطائهم والتعامل معهم كما يتعامل الطبيب مع مريضه والرفق بهم للوصول بهم إلى بر الأمان.
دليل المسجد: نصيحة توجهها لجيل الشباب من الجنسين؟
من النصائح الجميلة والمختصرة والتي أرسلها من قلبي لهذه الفئة الغالية علينا:
- اعلما أن العمر رأس مالكما فلا تضيعاه فيما لا يفيد.
- تخيرا أصدقاءكما واجتنبا صحبة ومجالسة من يضر ولا ينفع والعاقل يستطيع التمييز.
- حافظا على الصلاة في وقتها فإنها سبيل النجاة ولا تناما عن صلاة الفجر.
- أكثرا من الصيام فإنه دواء لكثير من أدواء الشباب.
- أكثرا من كلمة كان يقولها رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكثر منها وهي: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك".
التعليقات