احتياطات لا بد منها عندما تحج شتاء
الصيدلانية رنا أبو السعود (*)
لأن موسم الحج هذه السنة يصادف فصل الشتاء في مكة المكرمة وبقية المشاعر المقدسة ولأن حجاج بيت الله يتجمعون بأعداد هائلة في رقعة مكانية محدودة نسبيا، فإن هذين الأمرين يزيدان من احتمالات التعرض للإنفلونزا أو التهاب البلعوم أو التهاب اللوزتين.
وفي هذه الحالة يفضل وضع قناع على الأنف والوجه لمنع انتقال رذاذ أو عطاس أو سعال الحجاج بعضهم إلى بعض. ومن ثم تقليل احتمالات حدوث العدوى من الشخص المريض إلى السليم، كما يقي القناع من دخول الرمال والغبار التي يثيرها تدافع الحجاج وتزاحمهم، لما لها من تأثير خادش للأغشية المخاطية في الجهاز التنفسي وإثارة الحساسية.
العادات الغذائية
في أثناء أداء مناسك الحج، يحصل عادة تغيير في العادات الغذائية، وبشكل عام يفضل إن أمكن تناول كميات مناسبة من الفواكه والخضراوات وبخاصة الحمضيات كالبرتقال واليوسفي والخضراوات مثل الفلفل الأخضر؛ لاحتوائها على نسبة عالية من فيتامين (ج) الذي يقوي جهاز المناعة فيجعل الحاج أقل عرضة للإصابة بالأمراض بإذن الله. إضافة إلى احتواء الفواكه والخضراوات على نسبة عالية من الألياف التي تسهل الهضم وتمنع الإمساك.
ونتيجة لتغير العادات الغذائية أو تناول أطعمة ملوثة؛ فقد يتعرض الحاج لاضطرابات هضمية كالإسهال، وفي هذه الحالة يجب تعويض ما يفقده الجسم من سوائل عن طريق شرب كميات كافية من الماء وعصائر الفواكه، وتناول الأطعمة المسلوقة مثل البطاطا والدجاج، والابتعاد قدر الإمكان عن الأغذية الدسمة والمقلية؛ لأنها تكون ثقيلة على الجهاز الهضمي، ويفضل أن يحصل الحاج قبل مغادرته إلى المناسك على دواء مضاد للإسهال.
وبشكل عام يفضل أن يشرب الحاج ما بين 6 إلى 9 أكواب من الماء يوميا؛ لضمان حصوله على حاجته من الماء، إضافة إلى تعويض ما يخسره من الماء أثناء تأديته لشعائر الحج، وعدم الإكثار من شرب المنبهات كالقهوة والشاي؛ لأنها تسبب إدرارا للبول ومن ثم فقدان سوائل من الجسم والاستعاضة عنها بالعصائر الطازجة النظيفة إن أمكن.
صيدلية متنقلة
ومن الاحتياطات الضرورية التي ننصح بها أن يحمل الحاج معه حقيبة صغيرة تحتوي على بعض أدوية الإنفلونزا والرشح، مثل مضاد الهستامين، واستشارة الصيدلي لوصف مضاد هستامين من مشتقات لا تسبب النعاس؛ لأن الحاج بحاجة إلى النشاط للقيام بشعائر الحج.
يجب أن تحتوي حقيبة الحاج كذلك على خافض الحرارة، ومسكن الألم مثل الباراسيتامول، على ألا تزيد الجرعة عن ثلاثة أقراص يوميا (500 ملجم ) للحبة، واستشارة الطبيب إذا كان الحاج يعاني مشكلات بالكلى أو الكبد.
وننصح أن تحتوي حقيبة الحاج كذلك على مضاد حيوي واسع الطيف، مع استشارة الطبيب لوصف المضاد المناسب. فهناك مضادات حيوية تؤخذ مرة واحدة يوميا أو مرتين، مما يجنب الحاج سوء استعمال المضاد الحيوي بسبب انشغاله بشعائر الحج.
ونؤكد هنا أن يقتصر تناول المضاد الحيوي على وجود التهاب من أعراضه ارتفاع الحرارة والاحمرار وتورم العقد اللمفاوية، مثلا تورم اللوزتين نتيجة التهابهما.
ومن الأفضل أن تحتوي حقيبة الحاج كذلك على مستحضر دوائي يحتوي على جميع أنواع الفيتامينات والمعادن؛ لضمان حصول الحاج على كفايته من هذه المواد، ومن ثم تأدية أجهزة الجسم لوظائفها على أتم وجه.
كما يجب تأمين محاليل ومعقم للجروح، وشاش، وقطن طبي، ولاصقات للجروح، وكريم مضاد للسعات الحشرات، وأدوية مضادة لحموضة المعدة.
وفي حال اصطحاب أطفال، يجب التأكد من حصولهم على جميع التطعيمات حسب الجدول المعد لهم، بالإضافة إلى لقاح الحمى الشوكية للأطفال، وخافضات حرارة، ومضاد حيوي تحت إشراف الطبيب في حالة تعرضهم لالتهابات، وأدوية للإسهال، وأدوية للسعال، وأدوية للقيء.
تدابير وقائية
هناك تدابير وقائية يجب اتخاذها، سواء من قبل الشخص المعافى غير المصاب بأمراض، أو المصاب بأمراض مزمنة مثل السكري أو الضغط الشرياني المرتفع أو الربو.
وتشمل أهم اللقاحات التي يجب تلقيها قبل المغادرة إلى مكة المكرمة، ما يلي:
* الحمى الصفراء: بخاصة الحجاج من دول أمريكا الجنوبية وأفريقيا قبل 10 أيام من القدوم إلى الحج.
* الحمى الشوكية: تعاطي اللقاحات - بإذن الله – من أربعة أنواع من الحمى المخية الشوكية (A.c.y.wib5)، بشرط أن يعطى اللقاح خلال مدة لا تقل عن 10 أيام قبل المغادرة ولا تزيد عن 3 سنوات. وهناك اتجاه لإعطاء جرعة من العلاج الوقائي (سيبروفلوكاسين، رفامبسين) للحجاج قبل العودة إلى بلدانهم؛ لخفض معدل حمل الميكروب المسبب للمرض وإمكانية نقله إلى المحيطين بالحاج لدى عودته إلى بلده.
*الإنفلونزا: للقاح الإنفلونزا أهمية خاصة في هذا الموسم، بسبب أن الحج هذا الموسم يأتي في غمرة فصل الشتاء، ويستحسن إعطاؤه للحجاج من متوسطي العمر وكبار السن ومرضى السكري والربو وارتفاع الضغط والفشل الكلوي والكبدي.
* التهاب الكبد الوبائي A.B .
* التيفوئيد: ينصح به لكل حاج.
المصدر: نقلا بتصرف عن مجلة عالم الغذاء – العدد 104 – يناير 2007م
(*) ماجستير في التغذية العلاجية.
التعليقات