د. خالد المدني: صحتك والحج.. غذاءك دواؤك

  

حاوره: علاء محمد

في مثل هذه الأيام من كل عام، يفد إلى مكة المكرمة مسلمون من كافة أنحاء العالم لأداء فريضة الحج يربطهم الدين القويم رغم اختلاف اللغة والعادات الغذائية. ولشعائر طابعا مميزا؛ حيث تتطلب نشاطا وجهداً جسمانياً، فضلاً عن وجود بعض التغيرات التي تصاحب هذه الفترة الزمنية مثل: التغير في مواعيد تناول الطعام ونوع وكمية المتناول منه.

حاورنا أ.د. خالد بن علي المدني استشاري التغذية العلاجية بوزارة الصحة السعودية ونائب رئيس الجمعية السعودية لعلوم الغذاء والتغذية ليحدثنا عن قواعد وأسس التغذية السلمية خلال فترة الحج.

فإلى التفاصيل:

دليل المسجد: ما هي أهداف التغذية خلال فترة أداء مناسك الحج؟

د. المدني: تهدف التغذية خلال فترة أداء مناسك الحج إلى تحقيق الأهداف التالية:

- توفير العناصر الغذائية اللازمة لاحتياجات الجسم والتي تشمل البروتينات والكربوهيدرات والدهنيات والفيتامينات والعناصر المعدنية والماء وهذا يتحقق بتنويع مصادر الغذاء مع زيادة استهلاك الخضروات والفاكهة.

- تحسين مستوى التغذية للحجاج بحيث تكون كافية دون إفراط أي أن تكون بالكمية اللازمة لاحتياج الفرد حسب عمره وجنسه وما يبذله من طاقة.

- تجنب حدوث التسممات الغذائية الناتجة عن تلوث الغذاء بإتباع الطرق والإرشادات الصحية السليمة وتحضير وإعداد الأطعمة مع النظافة، فالنظافة واجبة في كل شيء في حياة الإنسان المسلم وهي أوجب ما تكون في الغذاء حيث أن كثيراً من الأمراض تنتقل عن طريق الطعام أو الشرب الملوث.

دليل المسجد: هل يختلف غذاء الحاج في فترة الحج عن سواه من أيام العام؟

د. المدني: لفترة الحج طابع مميز حيث يتطلب أداء المناسك، كالطواف والسعي ورمي الجمرات والانتقال بين بقاع المشاعر المقدسة، جهد جسماني كبير من الحاج لذا يلزم الحاج تناول وجبات غذائية تساعده على الحفاظ على توازن الطاقة في الجسم والاحتفاظ بكمية سوائل تعوض الفاقد من الجسم مع الحرص على عدم إمساك خلال فترة الحج.

دليل المسجد: إذن ما هي الإرشادات التي توصى بها الحجيج حتى تمدهم التغذية بما يحتاجونه لأداء المناسك بكل يسر دون  تخمة أو مشاكل صحية؟

د. المدني: أوصى الحجيج بما يلي:

- تناول الفواكه والخضروات الطازجة بعد غسلها جيداً يوفر المصدر الجيد للفيتامينات والأملاح المعدنية والطاقة والألياف الطبيعية التي تجنب الفرد الإمساك.

- تناول التمور مع منتجات الألبان (زبادي، أجبان، لبن) يمد الإنسان بوجبة غذائية عالية القيمة الغذائية سهلة الهضم كما يوفر الوقت وجهد الطهي.

- تناول الخبز الكامل (الكامل) الذي يمد الفرد ببعض الفيتامينات والألياف والطاقة.

- التناول المستمر للمياه والعصائر والمشروبات لتعويض ما يفقده الجسم من السوائل.

دليل المسجد: ما هي النصائح والإرشادات الغذائية التي يجب الالتزام بها لتجنب التسممات الغذائية الناتجة عن تلوث الغذاء أو أي مشاكل ناتجة عن التغذية؟

د. المدني: هناك العديد من النصائح والإرشادات الغذائية التي يجب إتباعها أداء مناسك الحج تشمل :

- تناول الطعام في أماكن معروفة وعدم تناوله من الباعة الجائلين في الطرقات وغسل اليدين جيداً قبل تناول الطعام والتأكد دائماً من أن أدوات الطعام نظيفة وخالية من الأوساخ والتربة والتأكد من نظافة المائدة ومفرشها والفوط التي توضع عليها فقد تكون مصدراً لنقل الجراثيم أو العدوى في حال عدم نظافتها وغسل الفاكهة والخضروات جيداً قبل الأكل.

- الابتعاد قدر الإمكان عن تناول الأطعمة غير المطهية مثل بعض الأسماك الصدفية والابتعاد عن تناول السلطات المحضرة مسبقاً من المايونيز وسلطات البيض أو الدجاج او التونة حيث تكون أكثر عرضاً للتلوث أو الفساد.

- تجنب الأطعمة التي تكون سريعة الفساد إذا تركت فترة بعد الطهي مثل الأسماك أو الدجاج أو الكبسة وتغطية الأطعمة الطازجة المطهية لحمايتها من الحشرات والأتربة وحفظ ما تبقى من الأطعمة في مكان نظيف مبرد بعيداً عن الأوساخ والحرارة.

- تناول اللبن المبستر أو المعقم المغلي جيداً، ويفضل شراء العبوات الصغيرة وعدم الاحتفاظ بالعبوة بعد فتحها.

- التأكد دائماً من أن مياه الشرب آتية من مصدر صحي وسليم وكذلك تجنب تناول الثلج المصنوع من هذه المياه، ويكون من الأفضل تناول المياه المعبأة والمشروبات التي تبيعها شركات معروفة.

- عدم تناول أي طعام غريب عن الفرد ولم يتناوله من قبل وهذا يشمل جميع الأطعمة حتى الفواكه ويمكن تناول هذا الطعام بعد أداء مناسك الحج ولكن ليس قبله فالأطعمة التي تؤكل لأول مرة قد تسبب بعض الاضطرابات الهضمية أو الحساسية الغذائية.

- التأكد من عدم ظهور آية علامات على فساد الأطعمة سواء المطهية أو الطازجة أو المعلبة.

دليل المسجد: هل هناك نصائح خاصة تقدمها لأصحاب الأمراض المزمنة؟

د. المدني: بصفة عامة ينصح المصابين بالأمراض المزمنة مثل مرضى داء السكري أو القلب وغيرها من الأمراض ذات العلاقة بالتغذية ينصح بزيارة الطبيب المختص لوضع البرنامج الغذائي بما يتلاءم وظروف الحج وقبل التوجه للمشاعر المقدسة. ويجب على هؤلاء المرضى الحفاظ على الحمية الغذائية الموصوفة من قبل أخصائي التغذية مع تناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب المعالج في مواعيدها.

دليل المسجد: هل تعطينا نصائح غذائية لأهم أصحاب الأمراض المزمنة؟

د. المدني: هناك بعض المرضى الذين يلزمهم برنامج غذائي خاص في فترات الحج مثل مرضى القلب فهؤلاء عليهم الالتزام بتعليمات الطبيب مثل: تقليل تناول الصوديوم والدهون والمواد الحريفة والمخللات. كما يفضل أن يتناول مريض القلب أو الضغط كمية محددة من السوائل شرط ألا يفرط في تناولها حتى لا يحدث احتقان في الرئة ما يؤدي إلى ضيق التنفس ومضاعفات صحية أخرى. وبالنسبة لمرضى الكلي، يجب على هؤلاء تناول أطعمة قليلة البروتينات والفسفور والإقلال من الملح والإكثار من شرب الماء والعصائر والخضار والفواكه وعدم الإسراف في تناول الدهون.

دليل المسجد: كيف يتصرف مريض السكري حال تعرضه انخفاض نسبة السكر أثناء أداء شعائر الحج؟

د. المدني: على مريض السكري الالتزام بجرعات العلاج المحددة وبتعليمات الطبيب الغذائية، وفي حال تعرض المريض إلى انخفاض نسبة السكر لأسباب عديدة مثل عدم تناول الوجبات الغذائية بانتظام، فيجب عليه تناول محلول سكري أو بعض قطع السكر مع الراحة التامة.

دليل المسجد: وما هو الغذاء الذي تنصحون به مرضى الكبد؟

د. المدني: يجب أن يحصل مريض الكبد على احتياجاته من السعرات الحرارية والعناصر الغذائية بمقادير كافية وبنسب متزنة تفاديا لإصابته بسوء التغذية الشائعة في حالات المرض المزمنة. ويفضل تقسيم النظام الغذائي اليومي على وجبات صغيرة ومتعددة من 6 إلى 8 وجبات يوميا والإكثار من تناول الأغذية الغنية بالكربوهيدرات كالعسل والمربى وعصائر الفواكه والخضروات الطازجة والإقلال من تناول الأغذية الغنية بالدهون والحصول على مستحضرات الفيتامينات والأملاح المعدنية بناءا على تعليمات الطبيب المعالج.

التعليقات


`

اتصل بنا

الفرع الرئيسي

السعودية - الرياض

info@daleelalmasjed.com

رؤيتنا : إمام مسجد فاعل ومؤثر

رسالتنا: نقدم برامج تربوية تعيد للمسجد دوره الحقيقي وتسهم في رفع أداء أئمة المساجد حول العالم وتطويرهم ليقوموا بدورهم الريادي في تعليم الناس ودعوتهم على منهج أهل السنة والجماعة وفق خطة منهجية وأساليب مبتكرة.