سريّة ذات السلاسل
وقعت سريّة ذات السلاسل، في السنة الثامنة للهجرة.وكان الباعث لهذه السريّة ، هو إحساس النبي – صلى الله عليه وسلم – بالخطر المحدق بهم جرّاء التحركات المريبة التي تقوم بها قبيلة قضاعة، والتي تنبيء عن وجود محاولات حثيثة للهجوم على المدينة وتطويقها .
ومن هذا المنطلق أمر النبي – صلى الله عليه وسلم – أصحابه بالنفير ،على الرغم من عودتهم القريبة من معركتهم في مؤتة ، ولم يمض وقت طويل حتى كان ثلاثمائة من المهاجرين والأنصار على أهبة الانطلاق .
وبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى عمرو بن العاص قائلا :(خذ عليك ثيابك وسلاحك ثم ائتني)
فأتاه رضي الله عنه وقد لبس عدة الحرب ، فقال له :(إني أريد أن أبعثك على جيش ، فيسلّمك الله ويغنمك ، وأرغب لك من المال رغبة صالحة) .
لقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يريد أن يستفيد من الخبرات القتالية لعمرو بن العاص رضي الله عنه ويتألّف قلبه في الوقت ذاته ، فلم يمضِ على إسلامه وقت طويل ، لكن إجابة عمرو رضي الله عنه كانت تعكس رسوخ إيمانه ويقينه فقد قال :
" يا رسول الله ، ما أسلمت من أجل المال ، ولكني أسلمت رغبة في الإسلام ، وأن أكون مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم – " فتهلّل وجه النبي – صلى الله عليه وسلم – بشراً وقال له :
(يا عمرو ، نعم المال الصالح للمرء الصالح).
وبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى عمرو بن العاص قائلا :(خذ عليك ثيابك وسلاحك ثم ائتني)
فأتاه رضي الله عنه وقد لبس عدة الحرب ، فقال له :(إني أريد أن أبعثك على جيش ، فيسلّمك الله ويغنمك ، وأرغب لك من المال رغبة صالحة) .
لقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يريد أن يستفيد من الخبرات القتالية لعمرو بن العاص رضي الله عنه ويتألّف قلبه في الوقت ذاته ، فلم يمضِ على إسلامه وقت طويل ، لكن إجابة عمرو رضي الله عنه كانت تعكس رسوخ إيمانه ويقينه فقد قال :
" يا رسول الله ، ما أسلمت من أجل المال ، ولكني أسلمت رغبة في الإسلام ، وأن أكون مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم – " فتهلّل وجه النبي – صلى الله عليه وسلم – بشراً وقال له :
(يا عمرو ، نعم المال الصالح للمرء الصالح).
وسار الجيش الصغير بقيادة عمرو بن العاص رضي الله عنه مستحضراً وصايا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – التي كان يوصي بها البعوث ، وفي أثناء ذلك مرّ بموضع ماء يقال له " السلسل " ،ومن هنا جاءت تسمية هذه السريّة (ذات السلاسل).
وترامت الأنباء إلى عمرو رضي الله عنه بالأعداد الكبيرة التي سيواجهها جيش المسلمين ، وحينها أدرك أن المعركة لن تكون متكافئة ، فأرسل رافع بن مكيث الجهني رضي الله عنه إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – يطلب المدد ، فبعث إليه بمائتي صحابي تحت قيادة أبي عبيدة بن الجراح ، وبصحبة أبي بكر الصديق و عمر بن الخطاب ، رضي الله عنهم أجمعين.
وترامت الأنباء إلى عمرو رضي الله عنه بالأعداد الكبيرة التي سيواجهها جيش المسلمين ، وحينها أدرك أن المعركة لن تكون متكافئة ، فأرسل رافع بن مكيث الجهني رضي الله عنه إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – يطلب المدد ، فبعث إليه بمائتي صحابي تحت قيادة أبي عبيدة بن الجراح ، وبصحبة أبي بكر الصديق و عمر بن الخطاب ، رضي الله عنهم أجمعين.
ووصلت الإمدادات إلى جيش عمرو بن العاص رضي الله عنه فتلقّاهم المسلمون بالفرح الشديد، وسار الجميع على نحو بالغ الحذر حتى لا يتمكّن العدوّ من رصد تحرّكاتهم،فكانوا يتابعون السير تحت جنح الظلام فقط مع الاختفاء في أوقات النهار .
وفي إحدى الليالي حاول بعض المسلمين إشعال النيران ليتقوا بها شدة البرد،
فنهاهم عمرو رضي الله عنه عن ذلك أشدّ النهي، وهددّ من يخالف أمره أن يلقيه في النار ، فشكى الناس إلى أبي بكر رضي الله عنه شدّة عمرو، فذهب إليه وكلّمه ،
لكنّ عمْراً رضي الله عنه أصرّ على رأيه ولم يتنازل عنه، وكان إصراره مثار استغراب.
وعندما وصل الجيش الإسلامي إلى وجهته صال وجال موجّهاً ضرباته المؤلمة على قضاعة ومن معها ، وأثخن فيهم القتل ، ولم يطل صمود الأعراب كثيراً فبادروا بالفرار، وتأهّب الصحابة لمتابعة فلولهم، لكنّ عمرو بن العاص رضي الله عنه منعهم من الإقدام على ذلك، وأصدر أوامره بالعودة، فأطاعه المسلمون على مضض .
ثم جاء الموقف الثالث الذي أثار حفيظة البعض ، وذلك حينما تيّمم عمرو بن العاص رضي الله عنه بدلاً من اغتساله للجنابة ، وصلّى بالناس إماماً ، ولم ينجح أحدٌ في كشف الغموض المحيط بتلك المواقف .
ووصل الناس إلى المدينة، وكان أول ما فعلوه هو الذهاب إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يشكون إليه ما فعل بهم عمرو بن العاص رضي الله عنه في أثناء رحلتهم، فسأله النبي عليه الصلاة والسلام عن السبب الذي دعاه إلى فعل كل ذلك ،فبيّن أن منعه من إيقاد النار كان لأجل ألا يرى العدو قلّة عددهم فيطمع فيهم ،وأن إصراره على عدم مطاردة العدو بسبب مخافته أن يكون الهروب مجرّد كمين منصوب لهم ، وأن امتناعه عن الاغتسال بالماء كان استناداً إلى قوله تعالى}وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا{[النساء:29]، وقد خشي على نفسه أن يهلك من شدّة البرد،فأعجب النبي – صلى الله عليه وسلم – بذكائه وحنكته، وعلمه واجتهاده .
ومع ما حققته هذه المعركة من أهداف على الصعيد الميداني ،فقد أسهمت كذلك في إبراز عمرو بن العاص رضي الله عنه كشخصيّة فذّة، وقيادة حكيمة،كان لها دورها في الفتوح الإسلامية بعد ذلك .
وفي إحدى الليالي حاول بعض المسلمين إشعال النيران ليتقوا بها شدة البرد،
فنهاهم عمرو رضي الله عنه عن ذلك أشدّ النهي، وهددّ من يخالف أمره أن يلقيه في النار ، فشكى الناس إلى أبي بكر رضي الله عنه شدّة عمرو، فذهب إليه وكلّمه ،
لكنّ عمْراً رضي الله عنه أصرّ على رأيه ولم يتنازل عنه، وكان إصراره مثار استغراب.
وعندما وصل الجيش الإسلامي إلى وجهته صال وجال موجّهاً ضرباته المؤلمة على قضاعة ومن معها ، وأثخن فيهم القتل ، ولم يطل صمود الأعراب كثيراً فبادروا بالفرار، وتأهّب الصحابة لمتابعة فلولهم، لكنّ عمرو بن العاص رضي الله عنه منعهم من الإقدام على ذلك، وأصدر أوامره بالعودة، فأطاعه المسلمون على مضض .
ثم جاء الموقف الثالث الذي أثار حفيظة البعض ، وذلك حينما تيّمم عمرو بن العاص رضي الله عنه بدلاً من اغتساله للجنابة ، وصلّى بالناس إماماً ، ولم ينجح أحدٌ في كشف الغموض المحيط بتلك المواقف .
ووصل الناس إلى المدينة، وكان أول ما فعلوه هو الذهاب إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يشكون إليه ما فعل بهم عمرو بن العاص رضي الله عنه في أثناء رحلتهم، فسأله النبي عليه الصلاة والسلام عن السبب الذي دعاه إلى فعل كل ذلك ،فبيّن أن منعه من إيقاد النار كان لأجل ألا يرى العدو قلّة عددهم فيطمع فيهم ،وأن إصراره على عدم مطاردة العدو بسبب مخافته أن يكون الهروب مجرّد كمين منصوب لهم ، وأن امتناعه عن الاغتسال بالماء كان استناداً إلى قوله تعالى}وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا{[النساء:29]، وقد خشي على نفسه أن يهلك من شدّة البرد،فأعجب النبي – صلى الله عليه وسلم – بذكائه وحنكته، وعلمه واجتهاده .
ومع ما حققته هذه المعركة من أهداف على الصعيد الميداني ،فقد أسهمت كذلك في إبراز عمرو بن العاص رضي الله عنه كشخصيّة فذّة، وقيادة حكيمة،كان لها دورها في الفتوح الإسلامية بعد ذلك .
التعليقات