كيف تصبح مدربًا ناجحًا وتجيد مهارات التدريب بكفاءة؟
هل تساءلت من قبل عن ماهية مهارات التدريب الاحترافي ؟ إن القدرة على التدريب بطريقة احترافية أصبح من أهم متطلبات سوق العمل في الفترة الحالية، وبالتالي لكي تتقدم أكثر في مسيرتك المهنية يجب أن تدرك بعض مهارات التدريب الأساسية التي سوف تساعدك في أن تلحق بذلك المجال.
ومن أهم مهارات التدريب التي يجب أن تتقنها إذا أردت أن تكمل في مجال التدريب الاحترافي هي مهارة العرض حيث أن تلك المهارة هي ما يعتمد عليه المدرب لكي يوصل رسالته للمتدربين، فتعد بذلك العنصر الرئيسي للعملية التدريبية بأكملها.
تعتمد مهارة العرض على أكثر من عنصر، أولهم أستخدام لغة الجسد بشكل يجذب أنتباه المتدربين ويعبر عن الموضوع المراد طرحه في آن واحد، ومن أشهر النصائح فيما يتعلق بلغة الجسد هو الابتعاد عن الإيماءات الدفاعية والتي توحي بوجود حاجز بين المدرب و المتدربين ولذلك ينصح دائما بالابتعاد عن ضم اليدين.
كما يجب الابتعاد عن الثبات الحركي والالتزام بمكان واحد طوال مدة العرض ولكن يجب أن يرسم المدرب لنفسه مربع ناقص ضلع ويعمل على أستغلال تلك المساحة بالكامل والتحرك فيها مع مراعاة عدم المبالغة، حيث أن المبالغة في الحركة سوف تؤدي إلى تشتيت المتدربين.
وأما عما يتعلق بحركة اليدين يجب أن يلتزم المدرب بالحركات المعبرة عن الموضوع مع الابتعاد التام عن المبالغة، كما يجب الحذر من التشبث بالميكروفون وضم اليدين أو ثباتهما بجانب المدرب لفترات طويلة لأن ذلك يعطي للمتدربين أيضا شعورا بعدم ثقة المدرب بنفسه.
التدريب الاحترافي يعتمد أيضا على أستخدامك لجميع مهارات التدريب كمهارة العرض، والتواصل و تحكمك بنبرة الصوت بشكل معبر ومحدد بدون مبالغة أو تكلف.
وتتضمن مهارات التدريب الاحترافي أيضا مهارة ترتيب القاعة، مما يسمح لجميع المتدربين الموجودين بالرؤية الواضحة والمشاركة الفعالة.
وتضمن أيضا مهارة إدارة الوقت مما يسمح للمدرب بإيصال كل المحتوى بشكل متساو من دون إغفال حق أحد الأجزاء في الشرح الكافي. ولكن لكي تصبح مدربا ناجحا فالأهم على الإطلاق أن تتجنب إصابة المتدربين بالملل وتضمن مشاركتهم الفعالة بالنقاش الجاد حول المحتوى الذي يتم تقديمه ويكون ذلك من خلال إتقان مهارة طرح الأسئلة وتضمين الجميع في الإجابة والمشاركة.
وفن الإلقاء يعتمد اعتمادا كليا على مهارة استخدام الصوت والتحكم في النبرات والطبقات الصوتية التي يتحدث بها المدرب لكي يوصل رسالته ويجذب انتباه المتدربين، فحينما نتحدث فأننا نعلم جيدا أن ما نقوله قد لا يكون بنفس أهيمه كيت نقوم بقوله، حيث أن نفس المحتوى قد يزداد أهمية حينما نقوله بطريقة معين، وفي الجهة الأخرى يصبح أقل أهمية حينما يقال بطريقة لا تبرزه وتبرز النقاط المميزة به. ولذلك يجب أن يختار المدرب نبرة عملية يبدأ بها عرضه ومن ثم يعمل على تشكيلها بالطريقة التي تليق بالجزء الذي تتم مناقشته، فيتم تصعيد نبرة الصوت مع الفقرات المهمة لكي ينتبه المتدرب.
أحد أهم الأخطاء التي يقع فيها المدربون أثناء عرضهم هو الاعتماد على نبرة صوت واحدة والالتزام بثباتها طوال فترة العرض مع عدم محاولة تغييرها، مما يؤدي إلى شعور المتدربين بالملل والتثاؤب مهما كان المحتوى نفسه شديد الجاذبية أو التميز. أيضا ما يهدد أي عرض هو السرعة التي يتحدث بها المدرب، حيث يقوم بعض الناس بالتعويض عن توترهم عن طريق التحدث بسعة كبيرة و صوت عال بشكل مبالغ فيه ولكن يجب أن يتحدث المدرب بهدوء وبسرعة متباينة بدون مبالغة وذلك لكي يضمن وضوح الكلمات ولكي يحافظ على صحة مخارج الألفاظ.
من مهارات التدريب وفن الإلقاء أيضا التوقف بين الفينة والأخرى، كي تعطي نفسك كمدرب فرصة للراحة وإعادة ترتيب الأفكار كما تعطي المتدربين الوقت والفرصة لمعالجة ما تم مناقشته سابقا من مدخلات ومفاهيم جديدة، و لكي يتقن المتدرب مهارات التدريب خاصة فيما يتعلق بفن الإلقاء والتحكم في نبرة الصوت يحب عليه البدء بتدريب نفسه أولا على إتقان تلك المهارات، حيث يتمكن المدرب من أخذ فكرة عن كيف يبدو صوته للآخرين وبالتالي يقوم ضبطه حينما يقوم بالتسجيل لنفه كنوع من التدريب حتى يتمكن من إتقان برة الصوت المطلوبة والتي تناسب الموضوع الذي يقوم بطرحه.
استراتيجيات التدريب الاحترافي:
لكي يتمكن المدرب من إتقان مهارات التدريب هناك استراتيجيات أن تضمنها عرضه، أضافت له قيمة وعمق وحيوية كبيرة، أولا أستخدام المجازات التعبيرية والتشبيهات ويكون ذلك من أجل تقريب الفكرة على المتدرب وفي نفس الوقت تحقيق هدف جذب الانتباه، حيث أن عقل الإنسان يصبح أكثر نشاطا حينما يطلب منه التحليل والربط بين المترادفات والفكر المتشابهة.
ومن ثم هناك تمثيل الأدوار كأحد أهم الأنشطة التي يستخدمها المدرب لكي يشرك المتدربين في العرض الذي يقوم به، وبالرغم من أنه كنشاط قد لا يتناسب مع كل المواضيع وقد يكون ملائما لبعض المواضيع كالمواضيع التاريخية والفنية أكثر من المواضيع العلمية ولكن من أهم علامات إتقان المدرب مهارات التدريب هو تقنين ذلك النشاط وتحويره مما يجعله مناسبا لطبيعة أي موضوع يتم عرضه.
ولكن إذا أردت أن تصبح مدربا متميزا فألتزم بالنشاط السحري ألا وهو المحاكاة، يتميز ذلك النشاط بأنه ملائم لأي موضوع أيا كانت طبيعته كما أنه يضمن المشاركة القصوى لجميع المتدربين و أيضا يضمن إدراكهم لجوهر الموضوع الذي يتم مناقشته. وحينما يبحث المدرب عن الأدوات التي يستطيع بها إتقان مهارات العرض لا يمكن أن يتغافل عن النقاش والحوار كجزء لا يتجزأ من عرضه ولكي يتم إتقان ذلك النشاط بشكل أحترافي وغير متكلف بالنسبة للمدرب المبتدئ يجب عليه أن يقوم بتدوين الموضوع الذي يقوم بعرضه على ورق ومن ثم يقوم بتقسمه إلى أجزاء رئيسية ومن بعد يقوم بتقسيم كل جزء رئيسي إلى أجزاء فرعية، وبعد ذلك يجب على المدرب الحرص على إدراج سؤال واحد لكل جزء فرعي و سؤال واحد آخر لكل جزء رئيسي، وبالطبع يفضل أن تكون تلك الأسئلة من النوعية المتوقع أن يقوم بالسؤال عنها أي من المتدربين، فان لم يقم أحد بطرح هذا السؤال يقوم المدرب نفسه بطرحه عليهم ويعمل على مشاركة المتدربين بالنقاش حوله.
ومن الأنشطة الأخرى التي يمكن أن يدرجها المدرب في عرضه دراسة الحالة، حيث يقوم بعرض حالة أو موقف يماثل الموضوع المطروح كمادة خام ويطلب من المتدربين دراستها وتطبيق المعلومات التي سبق مناقشتها على تلك الحالة، وأيضا التدريب التعاوني من الأنشطة المميزة حيث يتم تقسيم المتدربين لمجموعات صغيرة وتكليفهم بمشروع ما، وترجع أهمية ذلك النشاط لما يخلقه من ترابط بين المتدربين وبعضهم وبينهم وبين المدرب كذلك.
مهارات التدريب الميداني:
التدريب الميداني يعتمد بشكل أساسي علي عنصر التجربة الشخصية، حيث أن هذا النوع من التدريب لا يعتمد على المحاضرات والغرف المغلقة بل أنه يعتمد على أن يقوم المدرب بتوفير فرصة للمتدربين أن يواجهوا موقف أو طبيعة تواكب ظروف الموضوع الذي تتم مناقشته وبالتالي يكون التعليم في هذا النوع من التدريب هو تعليم عملي أكثر منه تعليم نظري، وبالتالي فان المواجهة مع الموقف نفسه ضمن بعض المخاطر التي قد تكون مخاطر جسدية تهدد حياة المتدرب أن كان التدريب في مجال مثل الهندسة الكهربائية أو الهندسة الميكانيكية مثلا.
ولذلك هناك شروط يجب أن يتبعها المدر المسئول عن التدريب الميداني لمجموعة ما من المتدربين.
وبالتالي فان من مهارات التدريب الميداني هو انتقاء المؤسسات والمنشئات التي سوف يتم التدريب فيها ويجب على المدرب مراعاة أسس الأمان في المكان المختار، ولكن هناك خطوة أهم دائما ما تسبق حتى أنتقاء المكان ألا وهي وضع خطة التدريب، حيث دائما ما يجب على المدرب أن يحرص على وضع السيناريو أو الإطار العام الذي يجب أن يتحرك على أساسه المتدربين مع المحافظة على سرية ذلك الإطار وعم إفشاء المعلومات للمتدربين لكي يضمن المدرب أن يقوم المتدربين بالاكتساب الأقصى للخبرات المطلوبة.
وخلال التدريب الميداني قد تأتي للمدرب بعض الأفكار التي يمكن أن تساعد المتدربين في أجتياز العقبات أو المشاكل التي قد تواجههم أثناء التدريب الميداني ولكا النصيحة الأفضل والأكثر أحترافية للمدرب دائما كانت بعدم تدخله نهائيا طوال عملية التدريب، حيث أن المتدرب يكتسب المهارات المختلفة بالخطأ والتجربة والبحث وبالتالي فان تدخل المدرب يقلل من فرصة أكتساب المتدرب للمهارات المطلوبة.
ورغم أن التدريب الميداني مطلوب دائما في جميع المجالات، والدليل على ذلك أن هناك العديد من الكليات العملية التي تشترط حصول الطالب على تدريب ميداني أولا قبل أن يتمكن من الحصول على الشهادة الجامعية، إلا أن التدريب الميداني في بعض الدول يرتبط ذكره دائما بالتدريب الميداني العسكري، ومن ثم ـتأتي مجالات أخرى مثل الهندسة والطب والتدريس.
قوانين التدريب الاحترافي:
بالرغم من أن التدريب والتنمية البشرية بشكل عام لم تنتشر في عالمنا العربي إلا مؤخرا إلا أن هذا المجال علم بحد ذاته و هناك نظريات وقوانين كثية قد قدمها العلماء في هذا المجال و بالتالي يجب عليك كمدرب محترف أن تدرك هذه القوانين، مجموعة القوانين الأولى في مجال التدريب الاحترافي هي قوانين بوب بايك.
أولا يقول المدرب الأمريكي بوب بايك أن الكبار هم في داخلهم صغار و بالتالي يجب علي المدرب أن يستغل الأنشطة والألعاب ذات الهدف مع المتدربين الكبار لكي يزيد من تواصلهم مع الموضوع الذي تتم مناقشته.
ثانيا، يجب أن يعلم المدرب أن الأفراد لا يعارضون المعلومات النابعة منهم ولذلك من مهارات التدريب أن يكون المدرب قادرا علي بناء نقاش خلاق بداخل غرفة التدريب يقوم فيه بتوجيه المتدربين لكي يتوصلوا للنتيجة أو الفكرة التي أراد أن يطرحها عليهم المدرب منذ البداية، وبالتالي يشعر المتدرب أنه هو من توصل إلى تلك الفكرة عبر دراسته المنطقية للوضع الراهن مما يثبت المعلومة لديه.
ثالثا، يقول بوب بايك أن غرض التعليم الأساسي هو تغيير السلوك ولذلك من مهارات التدريب هو قدرة المدرب على التأثير في المتدربين بالفكر المطروحة خلال فترة التدريب.
رابعا، تزداد درجة أستجابة المتدرب للتعليم أكثر كلما تم مزجه بالمرح والأنشطة المختلفة.
خامسا، ما يعرفه شخص يعرفه الجميع، أي أنك يجب أن تعلم أنك حين تقوم بتدريب شخص ما على معلومة معينة فأنت لا تدربه وحده بل تقوم بتدريب كل من يعرفه على علاقة وطيدة أيضا، وبالتالي يجب عليك كمدرب أن تتحرى الدقة في جميع المعلومات التي تقوم بإلقائها على المتدربين.
التعليقات