د.تيسير التميمي: الاحتلال يسعى لتقسيم الأقصى زمانياَ ومكانياً
أكد الدكتور تيسير التميمي، قاضي قضاة فلسطين، وأمين سر الهيئة الإسلامية بالقدس، على أن الاحتلال الصهيوني يتبع استراتيجية ممنهجة، لتهويد المسجد الأقصى المبارك، مشدداً على أن الدفاع عن الأقصى فرض عين على كل مسلم.
وأشار في حواره مع موقع "رسالة الإسلام"، أنه منذ احتلال مدينة القدس عام 67 يعمل الاحتلال بشكل ممنهج للسيطرة على هذه المدينة وإلغاء هويتها الإسلامية، ومن أبرز الإجراءات:
* قامت فور احتلالها بضمها لكيانها الغاصب في مخالفة صريحة لكل المواثيق والقوانين الدولية التي تحرم على دولة الاحتلال فعل مثل ذلك ولقرارات الشرعية الدولية التي أوجبت على الاحتلال بالانسحاب منها واعتبرت كل الإجراءات التي اتخذتها في هذا الصدد باطلة من الناحية القانونية .
* وأجرت الحفريات تحت أساسات المسجد الأقصى المبارك وفي محيطه بقصد هدمه بذريعة البحث عن آثار لليهود فيه على الرغم من اعتراف علماء الآثار اليهود بعدم عثورهم على أي شيء يدل على ذلك ، ولكن الحفريات متواصلة لم تتوقف .
* وقامت أيضاً بهدم أحياء بكاملها في المدينة المقدسة كحارة المغاربة وحارة الشرف وتهجير أهلها إلى خارج المدينة .
* بناء البؤر الاستيطانية في البلدة القديمة منها على نطاق واسع لتغيير معالمها العربية والإسلامية ؛ حتى تبدو المدينة للناظرين على أنها مدينة يهودية .
وأوضح الدكتور التميمي أن الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى المبارك من قبل الجماعات اليهودية والمستوطنين والرموز الدينية والسياسية للكيان المحتل هي تنفيذ لمخطط حكومة الاحتلال التي ترمي إلى السيطرة عليه وتقسيمه زمانياً ومكانياً ، لذا فهي تقوم بدعم هذه الاقتحامات وحمايتها بأذرعها العسكرية المتعددة : قوات الجيش والشرطة وحرس الحدود وغيرها ؛ ولو أدى ذلك إلى إطلاق النيران والقنابل المسيلة للدموع على المعتكفين والمصلين المسلمين .
ولتمكين هذه الجماعات من تحقيق أهدافها فإنها لا تسمح إلا للمسنين الذين تزيد أعمارهم عن الستين من المسلمين خوفاً من الشباب الذين يتصدون لهذه الاقتحامات، يضاف إلى ذلك أن سلطات الاحتلال عزلت القدس عن محيطها الفلسطيني بإحاطتها من جميع الجهات بجدار الفصل العنصري لمنع المصلين من الضفة الغربية وقطاع غزة الصلاة في المسجد الأقصى المبارك أو وإسناد أهل القدس في تصديهم لهذه الاقتحامات .
ومن حيث التقسيم الزماني للمسجد فقد بدأ الكيان الصهيوني منذ أكثر من سنة بمنع المسلمين دخوله من الساعة السابعة صباحاً وحتى صلاة الظهر ؛ لتمكّن اليهود من أداء صلواتهم التلمودية فيه.
أما التقسيم المكاني فهناك مخطط لبناء كنيس يهودي على 20% من مساحة المسجد في المنطقة الجنوبية الشرقية منه فوق المصلى المرواني ؛ أي ما يقارب 30 ألف متر مربع .
مشيراً إلى أن إغلاق كل أبواب المسجد الأقصى المبارك في وجه المصلين ومنع رفع الأذان من على مآذنه ، وإن عدم صدور أي رد فعل مناسب من الأمة الإسلامية حكاماً وشعوباً على هذا الإجراء التعسفي سيشجع الاحتلال على بسط سيادتها عليه كما حصل في الحرم الإبراهيمي الشريف بعد المجزرة التي ارتكبت ضد المصلين فيه وهم سجود بين يدي الله ، فقتلت وجرحت المئات ، وبعد ذلك قامت بإغلاقه ، وبهدف حماية المستوطنين قامت بتقسيمه وإغلاق أبوابه لأيام طويلة على مدى العام ، وتمنع رفع الأذان من على مآذنه يومياً وبالأخص صلوات المغرب والعشاء والفجر .
ومن رحاب المسجد الأقصى المبارك وساحاته نوجه إلى الأمة المسلمة في مشارق الأرض ومغاربها رسالتنا ونبين للأمة الحكم الشرعي للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك بأنه فرض عين على المسلمين كافة في كل مكان لأنه جزء من عقيدتهم : فهو مسرى رسولهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومعراجه إلى السماوات العلا ، وهو قبلتهم الأولى وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين ، وهومسجد إسلامي خالص بقرار رباني بكل أسواره وساحاته وأساساته وفضائه وأبوابه وقبابه يختص به المسلمون وحدهم وليس لليهود ولا لغيرهم فيه أية علاقة من قريب أو بعيد ، فإن قصروا في القيام بهذه الفريضة الشرعية فهم آثمون جميعاً.
وحول الهدف من سحب الوصاية الأردنية عن المسجد الأقصى، أوضح الدكتور التميمي إن صاحب مشروع قانون فرض السيادة الصهيونية على المسجد الأقصى المبارك ورفع الولاية الأردنية عنه هو المتطرف الصهيوني نائب الكنيست.
وسيحدث رفع الولاية الأردنية عن المسجد الأقصى المبارك فراغاً سيكون لصالح الهيمنة الصهيونية عليه بالاستفراد به وتحويله إلى كنيس يهودي ، ولهذا يجب على الأمتين العربية والإسلامية إحباط هذه المحاولة بالطرق الدبلوماسية والسياسية ، وهذا أقل القليل .
وتابع أن الاحتلال الصهيوني يسعى إلى خلط الوراق واستغلال الأوضاع الراهنة في البلاد العربية واستدراج العرب والمسلمين لحرب دينية باستفزاز مشاعرهم الدينية والوطنية ، ولخلق تحالف دولي بزعامة أمريكا لمساندة الاحتلال في هذه الحرب مستغلة الحرب على ما يسمى بالإرهاب .
التعليقات