الوسواس أفسد علي عباداتي
عندي مشكلة.. وهي أني أعاني من الوسواس في صلاتي وفي صيامي؛ حيث في الصلاة أشعر أن وضوئي قد انتقض، وأنه خرج مني ريح، وأحس بحرارة كحرارة خروج الريح من الفرج -أعزكم الله-، وأحس أيضاً برطوبة في الذكر؛ كأنه خرج مني بول، ... وهكذا، فأعيد وضوئي عدة مرات، وصلاتي أعيدها عدة مرات... أما بالنسبة للصيام أحس أن صيامي انتقض بسبب بلع البلغم والمخاط -أعزكم الله-؛ لأنه أحياناً ينزل بالحلق، وعندما أبلع ريقي أبلع شي من المخاط أو البلغم...
أفيدوني جزاكم الله خيرًا؛ فإنني تعبت من هذه الوساوس، وأهلكتني حتى أثرت على صحتي.
وشكرا.
الأخ الكريم.. شفاك الله وعافاك..
علاج الوسواس -بشكل عام- يجب أن يشمل 3 محاور:
الأول: العلم بالله، واليقين به، فهو سبحانه حق، وعليم لا يخفى عليه شيء، وهو رحيم بعباده، ويريد بهم الخير.
إذا اطمأنت النفس إلى ربها، وأيقنت أنه {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}، علم الإنسان أن وضوءه وصلاته وصيامه وسائر عباداته لا تمر على آلة صماء؛ وإنما تقدم إلى رب كريم عليم رحيم.
نعم.. المؤمن يحسن صلاته ووضوءه وصيامه وعباداته كلها؛ ولكن الإحسان حالة قلبية رفيعة تنبض بمعرفة الله، وعدم الغرق في دائرة التفاصيل التي لا تنتهي وكانها هي الأهم، وكأن الله لا يعلم المجتهد من المفرط.
الثاني: العلم بشرع الله، ودراسة الفقه؛ دون الغوص في دقائق الخلاف وغريب الآراء بالنسبة للموسوس أمر في غاية الأهمية، فيعلم المسلم أن الشريعة لا تقر تكرار الوضوء ولا الصلاة، وأن بلع الريق والمخاط والبلغم لا يفطر، وما إلى ذلك من الأمور التي قد ترد على الذهن في حالة غياب العلم الشرعي أو ضعفه.
الثالث: الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وتحصين النفس، فالوسواس هو الشيطان، والوسوسة هي سبيله، يؤز بها بني آدم إلى المعاصي، ويصعب عليهم الطاعة ليستثقلوها ويكرهوها.
والله أسأل أن يعافيك، ويصرف عنك الوسواس.
التعليقات