أريد الطلاق؛ ولكن أفكر في مصير أولادي
السلام عليكم.. أنا امرأة متزوجة، ولدي ثلاثة أبناء، وزوجي يتعاطى الحشيش والكبتاجون، وهو مدمن للدخان، كما أنه متهاون في أمر الصلاة، ودائمًا يحاول أن يأتيني في دبري وامتنع؛ ولكن يرغمني. أتمنى أن أطلق؛ ولكن أفكر في مصير أولادي، فما الحل؟
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى والرسول المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع واقتفى. أما بعد:
إلى الأخت الفاضلة أم الأولاد..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
· مضمون الرسالة:
أختي الفاضلة.. لقد تضمنت رسالتك عدة مشاكل، كل مشكلة أعظم من أختها، وهي كالتالي:
1. زوجك متهاون بالصلاة، هذا إن لم يكن تاركها بالكلية.
2. زوجك مدمن، ويتعاطى الحشيش والمخدرات.
3. زوجك يرغمك على أن يأتيكي في دبرك.
4. ترغبين في الطلاق؛ ولكن تفكري في مستقبل أولادك ومصيرهم.
· دراسة وتحليل مضمون الرسالة:
أختي الفاضلة.. إن هذه المشاكل الأربع التي تضمنتها رسالتك، الثلاثة الأولى منها كلها كبائر عظام, وطوام كبار, كل واحدة كفيلة بأن تنغص عليك حياتك، وتهدد استقرارك مع زوجك، ويحق لك طلب الطلاق إذا توافرت من هذه الكبائر واحدة، فكيف وإذا اجتمعن كلهن في وقت واحد؟! هنا يكون لزم طلب الطلاق.
لكن المشكلة التي تحول بينك وبين طلب الطلاق هم أولادك، والتفكير في مصيرهم بعد الطلاق, وهذا يدل على أمور، منها:
1. أنه لا يوجد لك أي مصدر مالي ينفق عليك وعلى أولادك إذا تم الطلاق, وإن كان يوجد فلعله قليل ولا يكفي للنفقة المطلوبة.
2. أو أنك تخافين إذا تم الطلاق أن يأخذ أولادك منك، وأن تخشين على أولادك أن يتربوا مع أب هذا حاله.
3. أو أنه لا يوجد من أهلك من يقوى على مساعدتك في تربية أولادك, أو أن هناك أسباب أخرى.
كنت أتمنى أن أعرف هذه الأشياء؛ حتى يكون عندنا تصور كامل عن حالتك، والظروف المحيطة بك؛ ولكي نتمكن من إعطاء الحل المناسب على ضوء ظروفك.
· حل المشكلة:
أختي الفاضلة.. على ضوء ما تقدم بيانه, وعلى قدر الذي جاء في رسالتك، أمامك ثلاث حلول لا رابع لهم, وهم كالتالي:
الحل الأول: طلب الطلاق من هذا الرجل, وعليك تحمل النتائج والعواقب لهذا الحل, وأنت أدرى بظروفك. إذا لم يناسبك هذا الحل يكون أمامك:
الحل الثاني وهو: الاستمرار في الحياة مع هذا الزوج على هذه الحال, وعليك أيضاً تحمل العواقب والنتائج لهذه الحياة. وأنت أيضاً أدرى بظروفك هل تستطيعين التحمل أم لا، فإذا لم يناسبك هذا الحل فلا يكون أمامك إلا...
الحل الثالث وهو: الاجتهاد في إصلاح زوجك، ويكون ذلك من خلال الخطوات التالية:
1. كثرة الدعاء، وصدق اللجوء إلى الله بأن الله يهدي زوجك للحق.
2. الجلوس مع زوجك في وقت تشعرين فيه باعتدال مزاجه ونفسيته، وتكلمي معه في هذه الأمور بكل هدوء, وأنه لا ينبغي عليه فعل ذلك, ويجب عليه أن يخشى الله ويراقبه في كل كبيرة وصغيرة من أمور حياته, وأن يهتم ببيته وأولاده، وأن هذا الطريق الذي يسير فيه نهايته وخيمة في الدنيا والآخرة.
3. بيني له عاقبة وخطورة التهاون في ترك الصلاة، وكذلك تعاطي المخدرات؛ وذلك عن طريق شريط أو مطوية أو كتيب أو رسالة تتحدث عن خطورة هذه الأمور, وبيان عواقبها في الدنيا والآخرة.
4. إذا لم تستطيعي أن تواجهي زوجك أو تجلسي معه للحوار, يمكن لك أن تستعيني بأحد من أهلك أو أهله يكون له تأثير عليه وعنده خبرة في فن التعامل والتواصل مع الغير.
5. يمكن لك الاستعانة بأحد الدعاة والصالحين أو بإمام المسجد عندكم ويكون ذلك عن طريق أحد محارمك أو بالاتصال عليه عبر أي وسيلة للاتصال, وهو يقوم بدوره بالحديث مع زوجك.
6. أنت أدرى بزوجك وبنقاط ضعفه وقوته, وما هي الأشياء التي يمكن أن تؤثر فيه فاستغلي ذلك في التأثير عليه لكي يصلح من شأنه.
7. إذا وافق زوجك، واستجاب لك أو لغيرك في تغيير حاله لا بد من مساعدته والوقوف بجواره واحتوائه, ولا بد من الخضوع للعلاج للتخلص من الإدمان.
8. لا بد من التركيز على تغيير الصحبة والرفقة التي يصاحبها زوجك.
9. إذا لم ينفع معه شيء أنت أدرى بظروفك إما الاستمرار أو طلب الطلاق.
هذا والله أعلم.
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
التعليقات