خطبة الجمعة من المسجد النبوي: كيف تتذوق حلاوة الإيمان؟
ألقى فضيلة الشيخ عبد البارئ بن عواض الثبيتي - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: "كيف تتذوق حلاوة الإيمان؟"، والتي تحدَّث فيها عن حلاوة الإيمان وكيف يذوقُه المسلم، وما هي علاماتها، مع ذكر بعض الآيات والأحاديث والآثار عن الصحابة والسلف الصالح في تذوُّق حلاوة الإيمان.
الخطبة الأولى
الحمد لله، الحمد لله الذي جعل للإيمان طعمًا وحلاوة، أحمدُه - سبحانه - وأشكرُه وقد تفضَّل لمن شكرَه بالزيادة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل: ({لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}) [يونس: 26]، وأشهد أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه بيَّن لأمَّته مسالِكَ الزَّيغ وطريقَ السعادة، صلَّى الله عليه وعلى آلِه وصحبِه أُولِي الفضل والرِّيادة.
أما بعد:
فأُوصِيكم ونفسي بتقوى الله، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].
عن عبَّاس بن عبد المُطَّلب - رضي الله عنه -، أنه سمِع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ذاقَ طعمَ الإيمان من رضِيَ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمُحمَّدٍ نبيًّا ورسولاً».
إن من رضِيَ بالله ربًّا أحبَّه، وتوكَّل عليه، واستعانَ به، واكتفَى به - سبحانه -، ولم يطلُب غيرَه؛ لأن الكل غيرَه عاجِزون ضِعاف، ومن لم يكفِه الله لم يكفِه شيء، ومن رضِيَ بالله حازَ كل شيء، ومن استغنَى بالله لم يكن فقيرًا إلى أي شيء، ومن اعتزَّ بالله لم يذِلَّ لأي شيء، قال الله تعالى: ({أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}) [الزمر: 36].
ومن رضِيَ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - رسولاً اكتفَى به قُدوةً وقائدًا ومُوجِّهًا، وأقبلَ على سيرته دارِسًا، وعلى سُنَّته مُمتثِلاً.
ومن رضِيَ بالإسلام دينًا قنعَ به، والتزمَ واجِباته، وترك ما نهَى عنه.
للإيمان طعمٌ، وله حلاوة، لا يتذوَّقُها إلا من كان لذلك أهلاً. فالإيمان إذا باشرَ القلبَ وخالطَتْه بشاشَتُه ورَّثَ ذلك في القلبِ لذَّةٌ، وفي الحياة سُرورًا، وفي الصدر انشِراحًا، ومن ذاقَ طعمَ الإيمان استلذَّ الطاعات، وتحمَّل المشاقَّ في رِضا الله، وتفانَى في سبيلِه، وضحَّى بكل شيءٍ من أجلِه، قال الله تعالى: ({قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}) [يونس: 58].
إذا خالطَت حلاوةُ الإيمان بشاشةَ القلوب جعلَت صاحبَها مع الله - سبحانه - في كل وقتٍ وحينٍ، في حركَات العبد وسكَنَاته، في ليلِه ونهارِه، مع الله خالقِه وبارِئِه ومُوجِدِه وناصِرِه.
ولذلك أمرَنا سولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أن نقول دائمًا: «رضيتُ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمُحمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - نبيًّا».
تركُ المعصية لله يُورِّثُ في القلبِ حلاوةً يجِدُ طعمَها من فعل ذلك خوفًا من الله واستِحياءً منه، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «النظرةُ سهمٌ من سِهام إبليسَ مسمومة، فمن تركَها من خوفِ الله أثابَه - جلَّ وعزَّ - إيمانًا يجِدُ حلاوتَه في قلبِه».
عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ثلاثٌ من كُنَّ فيه وجدَ حلاوةَ الإيمان: أن يكون الله ورسولُه أحبَّ إليه مما سِواهما، وأن يُحبَّ المرءَ لا يُحبُّه إلا لله، وأن يكرَه أن يعودَ في الكُفر كما يكرهُ أن يُقذَف في النار».
حلاوةُ الإيمان لها ثمنٌ باهِظ، ولها آثارٌ مُباركة. ثمنُ حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسولُه أحبَّ إليه مما سِواهما، أن يكون الله في قُرآنه والرسولُ في سُنَّته أحبَّ إلى المؤمن مما سِواهما.
وحينما تتعارَضُ مصلحتُك مع الشرع تُقدِّمُ الشرعَ ورِضا الله، وتختارُ طاعةَ الله ورسولِه على هوى النفس وغيرِها، فيكونُ الله تعالى عنده هو المحبوبُ بالكلية، وعند ذلك تصيرُ النفسُ مُتعلِّقةً بالله.
محبَّةُ الرسول - صلى الله عليه وسلم - تعنِي: ألا يتلقَّى المُسلمُ شيئًا من المأمورات والمنهيَّات إلا من مشكاتِه، ولا يسلُكُ إلا طريقتَه، حتى لا يجِدَ في نفسِه حرجًا مما قضاه، ويتخلَّق بأخلاقِه في الجُود والإيثار والحلم والتواضُع وغيرها.
ثمنُ حلاوة الإيمان: أن يحبَّ المرءَ لا يُحبُّه إلا لله، وهذا يعني: أن يبنِيَ المؤمنُ علاقاته على أساس الإيمان؛ يُوالِي المؤمنين ولو كانوا ضِعافًا وفُقراء، ويُبغِضُ العُصاة والمُشركين ولو كانوا أقوياء وأغنياء.
حقيقةُ الحبِّ في الله: ألا يزيدَ بالبرِّ ولا ينقُصَ بالجَفاء، والحديث يُعمِّقُ معاني الأُخُوَّة في الإسلام التي لا تكونُ خالِصةً إلا حين تكونُ في الله وفي مرضاةِ الله.
الأُخُوَّة الإسلامية الحقَّة لا تتذوَّقُ حلاوةَ الإيمان إلا إذا كانت مُلازِمةً للتقوى، قال الله تعالى: ({الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ}) [الزخرف: 67].
«وأن يكرَهُ أن يعودَ في الكفر كما يكرَهُ أن يُقذَفَ في النار» هنا من يعبُد اللهَ على حرفٍ؛ إن أصابَه خيرٌ اطمأنَّ به، وإن أصابَتْه فتنةٌ انقلَبَ على وجهه خسِرَ الدنيا والآخرة. إذا أقبَلَت الدنيا آمَن، وإذا أدبَرَت تبرَّأ من الإيمان وعاد لما كان عليه.
المُؤمنُ الحقُّ لا يتأثَّرُ بإقبالِ الدنيا ولا بإدبارِها، ثابتَ الجَنان، صاحبَ عطاءٍ في المنشَط والمكرَه، في الفقر والغِنى، في الصحة والمرَض.
الذين ذاقُوا حلاوةَ الإيمان وصَفُوا هذه اللذَّة:
فهذا أحدُهم يقول: "إنه ليمُرُّ بالقلبِ لحظات، أقولُ: إن كان أهلُ الجنَّة في مثلِ هذا إنهم لفي نعيمٍ".
ويقول آخر: "إن في الدنيا جنَّةٌ من لم يدخُلها لم يدخُل جنَّةَ الآخرة".
ويقول ثالث: "فإن للإيمان فرحةً ولذَّةً في القلب؛ فمن لم يجِدها فهو فاقِدُ الإيمان أو ناقِصُه، وهو من القِسم الذين قال الله - عز وجل - فيهم: ({قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ}) [الحجرات: 14]".
من الذين ذاقُوا حلاوةَ الإيمان: خُبيبُ بن عديٍّ - رضي الله عنه -، قِيل له: أتحبُّ أن يكون محمدٌ مكانَك وأنت مُعافًى في أهلِك، وكان على وشك أن يُقتلَ صلبًا، فقال: "والله ما أحبُّ أن أكون في أهلي وولدي، وعند عافيةُ الدنيا ونعيمُها، ويُصابُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بشوكةٍ".
التي ذاقَت حلاوةَ الإيمان بلَغَها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد قُتِل في أُحُد، فانطلَقَت إلى ساحة المعركة، فإذا أبوها مقتول، وأخوها مقتول، وابنُها مقتول، وزوجُها مقتول، فقالت: ما فعلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فلما وقعَت عينُها على شخصِ النبي - صلى الله عليه وسلم -، اطمأنَّت وقالت: يا رسول الله! كلُّ مُصيبةٍ بعدَكَ جلَل.
الذي يذوقُ طعمَ الإيمان لو تُقطِّعُه إربًا إربًا لا يتزحزَح عن دينِه. وضَعُوا على صدر بلالٍ - رضي الله عنه - صخرةً ليكفُر، فكان يقول: "أحدٌ أحد، فردٌ صمد".
هرقلُ ملكُ الرُّوم الذي عاصَرَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، سألَ أبا سُفيان: هل يرتدُّ أحدٌ منهم سخطةً لدينه؟ فقال: لا، فقال هرقلُ: كذلك الإيمانُ إذا خالطَت حلاوتُه بشاشةَ القلوب.
إذا ذاقَ المُسلمُ حلاوةَ الإيمان غدَا إنسانًا آخر، لحياتِه طعمٌ آخر، يَبنِيها على العطاء، يسعَدُ بما يُعطِي لا بما يأخُذ، يُقدِّمُ الخيرَ للآخرين.
ومن علامات حلاوة الإيمان: أتن يعتقِدَ المؤمنُ من سُويدَاء قلبِه أن الأرزاقَ بيدِ الله، وأن ما بسطَه الله على عبدٍ لم يكُن لأحدٍ أن يمنعَه، وأن نفسًا لا تموت حتى تستوفِيَ رِزقَها وأجلَها، قال الله تعالى: ({مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}) [النحل: 97].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفرُ الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي أنعمَ علينا بنعمةِ الإسلام، أحمدُه - سبحانه - وأشكرُه على التمام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الفضل والإنعام، وأشهد أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه خيرُ من صلَّى وحجَّ وقام، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبِه القادة الأعلام.
أما بعد:
فأُوصِيكم ونفسي بتقوى الله.
حلاوةُ الإيمان - عباد الله - تُضفِي على العبادات لذَّة. قال أحدُهم: "كل ملذوذٍ إنما له لذَّةٌ واحدةٌ إلا العبادة، فإن لها ثلاث لذَّات؛ إذا كنتَ فيها، وإذا تذكَّرتَها، وإذا أُعطيتَ أجرَها".
في الصلاة لذَّةٌ حين يُؤدِّيها المُسلمُ بخشوعٍ وحُضورِ قلبٍ، فتغدُو قُرَّة عينِه، ونعيمَ رُوحِه، وجنَّةَ قلبِه ومُستراحَه في الدنيا، فما يزالُ في ضيقٍ حتى يدخُلَ فيها، ولذلك قال إمامُ المُتقين - صلى الله عليه وسلم -: «أرِحنا بها يا بلال».
ولقِيام الليل عند الصحابة والسَّلَف منزلةٌ عظيمةٌ ولذَّةٌ لا تُبارَى. يقولُ أحدُهم: "والله لولا قيامُ الليل ما أحببتُ البقاءَ في الدنيا، والله إن أهلَ الليل في ليلِهم مع الله ألذُّ من أهل اللهو في لهوِهم".
والصيام يتلذَّذُ به السلَفُ والصالحُون أيَّما لذَّة. أما الحجُّ فإن لذَّتَه تدفعُ أصحابَه إلى ركوبِ المطايا وتجشُّم المشاقِّ حنينًا إلى البيت العتيق وشوقًا إليه.
ولذِكر الله لذَّةٌ وأيُّ لذَّة! قال الله تعالى: ({أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}) [الرعد: 28].
ولقراءة القرآن وتلاوتِه لذَّة، يقول عُثمانُ بن عفَّان - رضي الله عنه -: "لو طهُرت قلوبُكم ما شبِعَت من كلام الله - عز وجل -".
قال الله تعالى: ({وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا}) [الإسراء: 19].
ألا وصلُّوا - عباد الله - على رسول الهُدى؛ فقد أمرَكم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ )[الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ على محمدٍ وأزواجِه وذريَّته، كما صلَّيتَ على إبراهيم، وبارِك على محمدٍ وأزواجِه وذريَّته، كما باركتَ على إبراهيم، إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم عن خلفائِه الأربعة الراشِدين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن الآلِ والصَّحبِ الكِرام، وعنَّا معهُم بعفوِك وكرمِك ومنِّك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمُسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمُسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمُسلمين، وأذِلَّ الكفرَ والكافِرين، ودمِّر اللهم أعداءَك أعداءَ الدين، واجعل اللهم هذا البلدَ آمنًا مُطمئنًّا وسائر بلاد المسلمين.
اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسُوءٍ فأشغِله بنفسِه، واجعل تدبيرَه تدميرَه يا سميعَ الدعاء، اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسُوءٍ فأشغِله بنفسِه، واجعل تدبيرَه تدميرَه يا سميعَ الدعاء، اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسُوءٍ فأشغِله بنفسِه، واجعل تدبيرَه تدميرَه يا سميعَ الدعاء.
اللهم انصُر وأنجِ المستضعَفين من المسلمين في كل مكان، اللهم إنهم جِياعٌ فأطعِمهم، وحُفاةٌ فاحمِلهم، وعُراةٌ فاكسُهم، ومظلومون فانتصِر لهم، ومظلومون فانتصِر لهم، ومظلومون فانتصِر لهم.
اللهم ألِّف بين قلوبِ المُسلمين، ووحِّد صفوفَهم، واجمَع كلمتَهم على الحقِّ يا رب العالمين.
اللهم مُنزِل الكتاب، مُجرِيَ السحاب، هازِمَ الأحزاب، اهزِم أعداءَك أعداءَ الدين وانصُر المسلمين عليهم يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألُك الجنةَ وما قرَّب إليها من قولٍ وعمل، ونعوذُ بك من النار وما قرَّب إليها من قولٍ وعمل.
اللهم أصلِح لنا دينَنا الذي هو عصمةُ أمرِنا، وأصلِح لنا دُنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلِح لنا آخرتَنا التي فيها معادُنا، واجعل الحياةَ زيادةً لنا في كل خيرٍ، والموتَ راحةً لنا من كل شرٍّ يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألُك الهُدى والتُّقَى والعفاف والغِنَى، اللهم إنا نسألُك فواتِح الخير وخواتِمَه وجوامِعَه، وأولَه وآخره، وظاهرَه وباطنَه، ونسألُك الدرجاتِ العُلى من الجنةِ يا رب العالمين.
اللهم ابسُط علينا من بركاتك ورحمتِك وفضلِك ورِزقِك، اللهم إنا نعوذُ بك من زوال نعمتِك، وتحوُّل عافيتِك، وفُجاءة نقمتِك، وجميع سخَطِك.
اللهم إنا نسألُك الثباتَ في الأمر، والعزيمةَ على الرُّشد، والغنيمةَ من كل برٍّ، والفوزَ بالجنة، والنجاةَ من النار.
اللهم أعِنَّا ولا تُعِن علينا، وانصُرنا ولا تنصُر علينا، وامكُر لنا ولا تمكُر علينا، واهدِنا ويسِّر الهُدى لنا، وانصُرنا على من بغَى علينا.
اللهم اجعلنا لك ذاكِرين، لك شاكِرين، لك مُخبتين، لك أوَّاهين مُنيبين.
اللهم تقبَّل توبتَنا، واغسِل حوبتَنا، وثبِّت حُجَّتنا، وسدِّد ألسِنَتنا، واسلُل سخيمةَ قلوبِنا.
اللهم احفَظ حُجَّاج بيتِك الحرام، اللهم جنِّبهم الشُّرور والآثام، اللهم رُدَّهم إلى ديارهم سالِمين غانِمين مقبُولين يا رب العالمين.
اللهم اجعله حجًّا مبرورًا، وسعيًا مشكورًا، وذنبًا مغفورًا، وعملاً صالحًا مُتقبَّلاً مبرورًا يا أرحم الراحمين.
اللهم فرِّج همومَنا، ونفِّس كروبَنا، وارحَم موتانا، برحمتِك يا أرحم الراحمين.
اللهم إنا نسألُك يا الله بأنك أنت الله الواحد الأحد الصمد الذي لم يلِد ولم يُولَد ولم يكُن له كُفُوًا أحد، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم سُقيا رحمةٍ لا سُقيا عذابٍ ولا بلاءٍ ولا هدمٍ ولا غرق، اللهم سُقيا رحمةٍ لا سُقيا عذابٍ ولا بلاءٍ ولا هدمٍ ولا غرق، اللهم سُقيا رحمةٍ لا سُقيا عذابٍ ولا بلاءٍ ولا هدمٍ ولا غرق، برحمتِك يا أرحم الراحمين.
اللهم وفِّق إمامنا ووليَّ أمرنا لما تُحبُّ وترضى، اللهم وفِّقه لهُداك، واجعل عملَه في رِضاك يا رب العالمين، ووفِّق نائبَه لما تحبُّ وترضى يا أرحم الراحمين.
اللهم وفِّق جميع وُلاة أمور المسلمين للعمل بكتابِك، وتحكيم شرعِك يا رب العالمين.
(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر: 10]، (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف: 23]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].
(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل: 90].
فاذكروا اللهَ يذكُركم، واشكُروه على نعمِه يزِدكم، ولذِكرُ الله أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنَعون.
التعليقات