مسجد كامبريدج "صديق البيئة" والفتاة العشرينية المصابة بالسرطان
الإنسان هو خليفة الله على الأرض، والمساجد هي بيوت الله التي يعبد فيها ويذكر فيها اسمه، وعليها ألا تضر بالبيئة وتحافظ عليها .
من هذا المنطلق جاءت فكرة مشروع "مسجد كمبردج" الجديد، الصديق للبيئة .
يهدف مشروع "مسجد كمبردج" إلى إنشاء أول مسجد إيكولوجي في أوروبا، وتوفير مكان مستدام ومناسب للعبادة لأفراد الجالية المسلمة في مدينة كمبردج التاريخية، المعروفة بجامعتها المرموقة وأريافها الخلابة.
ومن المنتظر أن يسع المسجد ألف مصلّ، وسيحتضن مرافق كثيرة من صفوف دراسية ومطعم وموقف سيارات تحت أرضي وحدائق، وفقا لما أكدته صاحبة الفكرة وملهمة المشروع بركة خان، الشابة العشرينية المتعلمة، التي التحقت بجامعة كمبردج لتدرس العلوم السياسية والسوسيولوجيا قبل أن تكتشف أنها مصابة بمرض سرطان الرئة في مرحلة متقدمة.
وكانت فكرة المسجد قد راودت فتاة بريطانية مسلمة من أصل باكستاني حينما انضمت لجامعة كامبريدج قائلة : "تأثرت منذ انضمامي لجامعة كمبردج بالجالية المسلمة هناك إلى حد كبير، وبالأنشطة التي ينظمونها للتعريف بديننا الحنيف، حيث يجتمع أفراد الجالية لأداء صلوات الجماعة وحضور حلقات من الدروس الدينية وقراءة القرآن الكريم في مكان صغير مكتظ، سُخّر مسجدا. ومن هنا انطلقت فكرة إعمار مسجد جديد فسيح يسع جميع المقبلين على الصلاة".
ولا يتميز مشروع «مسجد كمبردج» بخاصيته الإيكولوجية فحسب، بل بهندسته المعمارية الفريدة من نوعها كذلك. حيث يسعى المهندس ماركس بارفيلد، مصمم "لندن آي" الأيقونية والحائز على جوائز عالمية، إلى دمج الخاصيات المعمارية القوطية البريطانية وتلك التي تميز الحضارة الإسلامية لتشييد مكان يجمع بين الثقافتين، ويعتمد في الوقت ذاته على سبل توليد الطاقة المستدامة.
ومن المتوقع أن تصل تكلفة المشروع إلى 18 مليون جنيه إسترليني ويعتمد فقط على التبرعات الفردية، إلى جانب تنظم مختلف الجهات أنشطة متنوعة للتعريف بالمشروع والتشجيع على المساهمة في تنفيذه. ولعل أهم هذه المبادرات مزاد الخط العربي الإسلامي الذي احتضنته جمعية «صندوق الأكاديميين المسلمين»، الذي دعمه عدد كبير من الخطاطين ذوي الصيت العالمي وتبرعوا بأعمالهم الفنية، لتتجاوز قيمتها مائة ألف جنيه إسترليني. على رأس هؤلاء الخطاطين علي عمر الرميص الليبي، ونبيل الشامي المغربي، ونوريا غارسيا الإسبانية وغيرهم.
التعليقات