أكبر أقلية دينية في روسيا تعاني من تعنت السلطات

استكمالًا لموجة الاضطهاد التي يعاني منها المسلمون في مختلف أنحاء العالم، زادت ممارسات التضييق علي مسلمي روسيا من قبل السلطات التي تأبي الموافقة علي بناء مقابر شرعية لهم في حين تسمح ببناء مقابر للنصاري واليهود، وظهرت تلك المآسي بعد اتهام المسلمون ظلمًا من قبل المسئولين بتفجير مطار روسي عام 2011 علي خلفية التدخل الروسي في القوقاز.
وجاء في تقرير إعلامي أنه على الرغم من أن المسلمين في روسيا تجاوز عددهم الثلاثين مليون مسلم، أي حوالي 20 في المائة تقريبا من تعداد سكان روسيا، كما يشكلون أكبر أقلية دينية في البلاد، إلا إن ممارسات السلطات الروسية تجاه المسلمين هناك تنم عن اضطهاد شديد وتعصب ضد المسلمين.
ويتضح ذلك من خلال الممارسات التي تدل علي حجم الاضطهاد غير المبرر ضد المسلمين، ويكشف حجم العداء الروسي لهم.
وخلال الشهر الجاري رفضت السلطات الروسية تخصيص أرض في العاصمة لإنشاء مقابر منفصلة للمسلمين، حتى يتثنى للمسلمين هناك دفن موتاهم بطريقة شرعية.
وكان مجلس الإفتاء في روسيا قد ناشد عمدة العاصمة الروسية موسكو سيرغي سوبيانين السماح ببناء أول مقابر منفصلة للمسلمين في أحد الأحياء، والتي يتواجد بها مقابر لليهود والنصارى، حسب ماذكرته وسائل الإعلام الروسية.
وشكل مسلمو العاصمة وفدا برئاسة نائب رئيس الفتوى في روسيا طاهر جاليموف، وطلب الوفد من المحافظ السماح ببناء أول مقابر للمسلمين بمنطقة "دوموديدوفو"، مؤكدا على ضرورة أن يكون للمسلمين مقابر خاصة بهم.
يذكر أن وزارة الإعمار الروسية تشترط أن يحصل المسلمون على تصاريح من السلطات الروسية للسماح لهم ببناء مقابر خاصة، حيث يمثل ذلك عقبة أمام المسلمين، لتتعنت السلطات الروسية ورفضها إعطاء المسلمين التصاريح اللازمة لبناء تلك المقابر.
زيادة أعداد المسلمين
يأتي ذلك في الوقت الذي تشير فيه الدراسات والإحصاءات إلى تزايد أعداد المسلمين هناك، حيث أكد تقرير أعده مركز "ليفادا" للأبحاث في روسيا أن عدد المسلمين في تزايد مستمر، وبحسب تقرير المركز فإن نسبة المسلمين ارتفعت من 3% إلى 7% خلال السنوات الماضية.
وأشارت وسائل إعلام غربية أن روسيا تشهد حالة متزايدة من العنصرية والتطرف ضد المسلمين، وعللت المصادر الإعلامية هذه النظرة والكراهية في أعقاب تعرض أحد المطارات الروسية لعملية تفجير تحاول السلطات الروسية إلصاقها بالمسلمين وذلك خلال عام 2011، على خلفية التدخل الروسي في شمال القوقاز، كما ارتفعت الأصوات المطالبة بانسحاب القوات الروسية من شمال القوقاز ذي الأغلبية المسلمة، لمنع تأجيج الصراع بين روسيا والمسلمين في الداخل وفي القوقاز وعلى مستوى العالم.
وتجلت مظاهر العداء الروسي للإسلام حين طلب أحد المسئولين الروس، ويدعى ميخائل رميزوف، وهو مدير معهد الاستراتيجيات الوطنية بمواجهة الأصولية الإسلامية والإسلامي السياسي، حيث قال إنها تناقض الأيديولوجية الروسية، حسب تعبيره.
وزعم هذا المسئول الروسي أن المناطق ذات الكثافة الإسلامية تشكل خطرا على البلاد، وخاصة في ظل اندلاع ثورات الربيع العربي في العديد من البلدان العربية.
ويظهر ذلك العداء أيضًا في ما ذكرته صحيفة "أزفستيا" الروسية عام 2012، أن إحدى المدارس في منطقة ستافروبول جنوب روسيا والقريبة من منطقة القوقاز ذات الغالبية المسلمة، منعت عدد من الفتيات من حضور حصصهن المدرسية بسبب ارتدائهن الحجاب.
وأوضحت الصحيفة أن مديرة المدرسة منعت خمس من الفتيات من حضور الحصص الدراسية بسبب حجابهم بحجة أن قوانين المدرسة تمنع ارتداء ما وصفتها بالرموز الدينية، الأمر الذي دفع أولياء الأمور للتوجه إلى النيابة المحلية للاعتراض على هذه العنصرية وهذا الاضطهاد ضد بناتهن.
والغريب في الأمر أن وزارة التربية والتعليم في روسي أيدت إدارة المدرسة في هذه العنصرية، بزعم أن كل مؤسسة لها الحق في وضع قواعدها الخاصة بها.
التعليقات