هيمنت السياسة وحروبها على الكثير من دور العبادة في الدول العربية في الفترة الأخيرة ، ما دعا وزارات الأوقاف أو الوزارات المعنية بالمساجد في كل دولة لحث الأئمة والمشايخ والقائمين على المساجد على الابتعاد بالمسجد عن تلك الصراعات والاكتفاء بالدور التوعوي والدعوي لنشر سماحة الدين ووسطيته بعيدا عن الغلو والتفريط .

ففي تونس وعلى الرغم من الجهود الكبرى التي بذلتها وزارة الشؤون الدينية ولا تزال ، لكنها غير كافية لإبعاد مساجدها عن السياسة، خصوصا وأن الدلائل تشير وبقوة إلى أن المساعي لتحييد بيوت الله ظلت قاصرة وأن المنابر ستوظف في الحملات الانتخابية.

وفقا للخبراء التونسيين فقد قد يعسر الآن –لضيق الوقت - اتخاذ القرارات الكفيلة بإبعاد كل دور العبادة عن التوظيف الانتخابي وتغيير كل الأئمة الخطباء المعروفين بالانتماءات الحزبية لكن بالإمكان إنهاء تكليف بعضهم إن كانت لديهم التكاليف القانونية وتعويضهم بالمحايدين احتياطا ودرءا لكل الشبهات وضمان تكافئ الفرص الانتخابية .

 وبالإمكان أيضا أن تصدر الحكومة القرارات الكفيلة بمنع الوجوه المعروفة من الخطابة في عيد الأضحى داخل المساجد أو خارجها .، كما يمكن مطالبتهم بالتوقيع على ميثاق شرف يلتزمون عبره بالحيادية المطلقة ، ومطالبة الأئمة الخطباء بأداء القسم في بيوت الله وأمام المصلين يكون نصه متضمنا إقرارا بأنهم سيبعدون أنفسهم ومنابرهم وخطبهم عن كل سقوط في الانتمائية الحزبية الضيقة ..