مساجد غزة .. التاريخ شاهد على همجية إسرائيل ضد دور العبادة
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم الرابع والثلاثين على التوالي استهدافها للمواطنين العزل بغزة، والبنى التحتية حتى باتت أطلالها شاهدا على عنجهية وصلف الصهاينة، والصمت الدولي ، والتغييب العربي.
وكعادة دولة الكيان ، في تحديها للقانون والأعراف الدولية، استهدفت إلى جانب المدنيين العزل دور العبادة، فخلفت أكثر من 65 مسجدا مدمرا بالكامل، و150 أخرى انهار جزء منها ولم يتبقى منها إلى أطلال وشواهد لتفضح إزدواجية العالم ، الذي أقام الدنيا منذ عدة سنوات ولم يقعدها ، لأن حركة طالبان أقدمت على هدم، وتشويه تمثالين بوذيين فى منطقة «باميان» فى أفغانستان.
وعلى الرغم من تباكي سياسيو العالم وقتها حزنا على ما أسموه بوحشية جماعة طالبان، وتنديدا بعدوانهم على تراث الإنسانية، لم يتحرك جفن أي منهم ومساجد غزة تدمر وتراثها ينهب وأقصاها يدنس يوميا بأقدام جنود ومتطرفي دولة الكيان .
وفقا لرؤى المؤرخين فإن استهداف دولة الكيان لدور العبادة والمقدسات الدينية ليس بالأمر الجديد، فمنذ ما يقرب من ستة عقود، وإسرائيل تواصل استهداف المساجد والمقابر الإسلامية في فلسطين، بغية إزالة الملامح الإسلامية والعربية من البلاد، ومحو ذاكرتها.
فحسب الدراسات الكثيرة، التي قامت بها مؤسسة الأقصى لحماية المقدسات، فإن قوات الاحتلال الصهيوني هدمت آلاف المساجد، والمقابر الإسلامية منذ النكبة، كما حولت العشرات منها إلى كنس يهودية (معابد)، وملاهٍ ليلية ومطاعم وخمارات، ومنعت ترميم بعضها الآخر، والإبقاء عليها في حالة يرثى لها.
وبالعودة للبدايات نجد أن قوات الاحتلال الإسرائيلية قد ارتكبت جريمتها الأولى عام 1948( عام النكبة )، بأن هدمت ما يزيد عن 1200 مسجد، وجرفت مئات المقابر ووضعت القوانين، التي تحيل ملكية المقدسات الإسلامية إلى اليهود، وذلك بهدف إكمال مسلسل الإجرام بحق ما تبقى من مقدسات، ومعالم إسلامية، وتحت ستار قانون أملاك الغائبين، بدأت مؤسسة دائرة أراضي إسرائيل بوضع المخططات الرامية إلى تهميش الوجود الإسلامي، فقامت بتحويل مسجد قيساريا، ومسجد عسقلان، وعين حوض إلى خمارات، ووصل الحد بهذه المؤسسة أن تفتح المجال لتصوير فيلم للعراة، داخل المسجد الأحمر في صفد.
تراث يافا
ففي مدينة يافا، غطى العشب قرية عمقا المهجرة، في قضاء عكا والتي دمرت بيوتها ولم يبق فيها سوى مسجد متداع تمنع السلطات الإسرائيلية ترميمه.
وفي وسط مدينة طبريا تطل مئذنة مسجد السوق، أو المسجد العمري المبني في القرن الثامن عشر، والذي تردد عليه عشرات الآلاف من المصلين واعتلى منبره مئات الأئمة والعلماء، إلى أن أحكمت الصهيونية قبضتها عليه وتركته عرضة للانتهاك فأصبح مجمعا للقمامة وتحول بلدية المدينة دون صيانته.
وفي شمال مدينة طبريا تقع المقبرة الإسلامية الواسعة، قبل أن تقوم قوات الاحتلال بشق شارع بوسطها يقسمها إلى قسمين لتستبيح المراكب حرمتها منذ عقود.
وفي نفس المدينة حولت إسرائيل مصلى "الست سكينة" التاريخي المبني في العهد المملوكي، إلى كنيس باسم "قبر راحيل"، في إطار عملها الممنهج لتزييف التاريخ وقلب الحقائق وسرقة التراث.
أطلال مساجد
وترصد الدراسات التاريخية المختلفة لقائمة من عشرات المساجد التي انتهكت سلطات الاحتلال الإسرائيلي حرماتها منذ النكبة، منها مسجد قرية الزيب قضاء عكا، والذي حولته إلى مخزن للأدوات الزراعية، ومسجد عين الزيتون في قضاء صفد، الذي حولته إلى حظيرة للأبقار، والمسجد الأحمر في صفد، الذي حولته إلى ملهى ليلي، والمسجد اليونسي، الذي حول إلى معرض تماثيل وصور، ومسجد القلعة في صفد الذي جعلته مقرا لمكاتب البلدية.
كما حولت المؤسسة الإسرائيلية للتراث، مسجد الخالصة قضاء صفد إلى متحف بلدي، ومسجد عين حوض قضاء حيفا، إلى مطعم وخمارة، والمسجد القديم في قيساريا قضاء حيفا أيضا، إلى مكتب لمهندسي شركة التطوير.
أما المسجد الجديد في قيساريا والمبني منذ عهد الخليفة عبد الملك بن مروان فتحول إلى مطعم وخمارة.
تهويد متعمد
ولم تتوقف قوات الاحتلال في نهجها لطمس الهوية الإسلامية لفلسطين عند هذا الحد من التهويد والطمس لدور العبادة، بل تخطت ذلك بكثير، حيث استعملت مسجد السكسك في يافا كمقهى للعب القمار وبيع الخمور، ومسجد مجدل عسقلان متحفا في أحد جزأيه ومطعما وخمارة في الجزء الآخر، في حين ما زال مسجد المالحة في القدس يستخدم لإحياء السهرات الليلية.
أما المساجد المحولة لكنس يهودية، فمنها المسجد اليعقوبي في صفد، ومسجد ياقوق قضاء طبريا، ومسجد العفولة، ومسجد كفريتا، ومسجد طيرة الكرمل، ومصلى أبي هريرة في قرية يبنى قضاء الرملة، بينما يقف مسجد قرية الكوفخة وحيدا بعد هدمها محاطا بالأسلاك الشائكة ويستخدمه رجل يهودي كمزرعة لمواشيه.
في حين نجد المسجد الكبير في مدينة بئر السبع، والمبني على الطراز المعماري التركي موصدا بعدما استخدم سنوات طويلة متحفا، وتقترح السلطات الإسرائيلية تحويله إلى مركز ثقافي شرط ألا تقام الصلاة فيه.
وفيما يلي قائمة بأسماء بعض المساجد والمصليات المحولة إلى غير أهدافها الطبيعية في فلسطين:
1. مسجد الزيب – قضاء عكا – ( أخزيف) مخزن للأدوات الزراعية لمتنـزه - أخزيف .
2. مسجد عين الزيتون – قضاء صفد – حظيرة للأبقار .
3. المسجد الأحمر – صفد – ملتقى للفنانين .
4. مسجد السوق – صفد- معرض تماثيل وصور .
5. مسجد القلعة – صفد – مكاتب لبلدية صفد .
6. مسجد الخالصة – ( كريات شمونة ) متحف بلدي .
7. مسجد عين حوض – قضاء حيفا- مطعم وخمارة .
8. المسجد القديم في قيساريا – ساحل حيفا – مكتب لمهندسي شركة التطوير .
9. المسجد الجديد في قيساريا – ساحل حيفا- مطعم وخمارة .
10. مسجد الحمة – هضبة الجولان – مغلق ويستعمل كمخزن للمطعم القريب وتخزن فيه الخمور ومعدات المطعم.
11.مسجد السكسك –يافا- الطابق الأرضي، مصنع بلاستيك، أما الطابق العلوي فهو مقهى للعب القمار وبيع الخمور.
12. مسجد الطابية – يافا- مغلق ويستخدمه أحد النصارى مسكنا له.
13. مسجد مجدل عسقلان – متحف وجزء منه – مطعم وخمارة .
14. مسجد المالحة – القدس – اقتطع أحد اليهود جزءا منه لبيته ، ويستعمل سقف المسجد لإحياء السهرات الليلة للجيران .
15. المسجد الكبير – بئر السبع – مهمل وكان قد حول في السابق إلى متحف .
16. المسجد الصغير – بئر السبع – دكان لشخص يهودي .
مساجد تحولت إلى كنس
ومنها المسجد اليعقوبي، ومصلى ياقوق، ومصلى الست سكينة في طبرية، ومصلى الشيخ دانيال، ومسجد العفولة، ومسجد كفريتا، ومسجد طيرة الكرمل، ومصلى الشيخ شحادة، الذي يزوره المتدينون اليهود بهدف تحويله إلى كنيس باسم( تسيون بن جدعون)، ومصلى سمعان – شمالي غرب قلقيلية-، تحاول جهات يهودية متطرفة تحويله إلى كنيس باسم شمعون، ومصلى النبي يامين – غربي قلقيلية –، محول إلى كنيس باسم بنيامين، والمسجد اليازوري، ومصلى أبي هريرة في قرية يبنى – قضاء الرملة –، محول إلى كنيس باسم الراب جمليئيل، ومسجد النبي روبين – قضاء الرملة – هناك محاولات متواصلة لتحويله إلى كنيس باسم ( رؤوبين بن يعقوب، ومصلى الغرباوي، غربي قرية المدية حول إلى كنيس باسم متتياهو، ومسجد وادي حنين قضاء الرملة حول إلى كنيس باسم غولات يسرائيل، ومسجد قرية العباسية، ومسجد النبي صمويل – القدس –، تحول الطابق السفلي منه إلى كنيس، ومسجد حارة الجورة، والمئات غيرها من المساجد التي يصعب رصدها تحولت إلى كنس يهودية.
مساجد هدمت أو مهملة
تجدر الإشارة هنا إلى أن الهدم تقوم به جهات يهودية رسمية وغير رسمية، والإغلاق تمارسه دائرة أراضي " إسرائيل " ومن هذه المساجد ما يلي :
1. مسجد أم الفرج – قضاء عكا- هدم في تاريخ 4/12/1997.
2. مسجد وادي الحوارث – قضاء طولكرم – (قرب الخضيرة) هدم في 3/2/2000م.
3. مسجد صرفند – هدم في عام 2000 .
4. مسجد السويقة – صفد – هدم المسجد وبقيت المئذنة .
5. مصلى الخضر – مهمل .
6. المسجد الزيداني في طبريا – مغلق ومهمل.
7. مسجد البحر في طبريا – مغلق ومهمل ، تم إحراقه في يوم 6/2/2000م، على يد متطرفين يهود.
8. مسجد حطين – قضاء طبرية- ( كفار زيتيم) مغلق .
9. مسجد عمقة – قضاء عكا – مغلق ومهمل وهو آيل للانهيار .
10. مصلى الشيخ محمد كويكات – بيت هعيمق – مهمل .
11. مسجد النبي يوشع – مهمل .
12. مسجدان في خان جب – مهملان .
13. مسجد السميرية – قضاء عكا – مغلق ومهمل .
14. مسجد المنشية مغلق ومهمل .
15. حيفا المسجد الصغير مغلق ومهمل .
16. مسجد اللجون – قضاء جنين- مغلق ومهمل .
17. مسجد معلول- قضاء الناصرة – مهدوم قسم كبير منه وما تبقى سوى القليل .
18. مصلى طيرة الكرمل- قضاء حيفا- مهمل .
19. مسجد اجزم – ساحل حيفا- مغلق من قبل دائرة أراضي اسرائيل ويمنع الاقتراب منه والمخالف يهدد بالسجن .
20. مصلى الشيخ علي – جبع- ساحل حيفا- مهمل .
21. مسجد أم العلق – مهدمة جميع أجزائه .
22. مصلى الشيخ محمد الحلو – الخضيرة ، مهمل .
23. مصلى جمال الدين آقوش – جنوبي بئر السكة ، مهمل .
24. مصلى الصادق– قضاء الرملة، مغلق ومهمل .
25. مصلى النبي يحيى – قضاء الرملة، مهمل .
26. مصلى سراقة غربي قلقيلية – مهمل .
27. مسجد مسكة – مهدوم جزء كبير منه ولا يسمح بترميمه.
28. مصلى محمد العجمي – اليازور – مهمل .
29. مصلى أحمد إقبال أسدود – قضاء غزة – مهمل .
30. مسجد أسدود – قضاء غزة – هدم بعض أجزائه وهو مهمل .
31. مسجد الشيخ عوض – قضاء غزة – مغلق ومهمل .
32. مصلى تميم الداري- بيت جبريل- قضاء الخليل مهمل وقد اعتدي عليه بالحرق في عام 1995م .
33. مسجد زكريا – قرية زكريا قضاء الخليل مغلق ومهمل .
34. مسجد في دير الشيخ- جبال القدس – مهمل .
35. مسجد عين كارم – مهمل ويستعمل وكرا لمتعاطي المخدرات وأعمال الرذيلة .
36. مسجد لفتا – القدس – مهمل .
37. مصلى المجيرمي – الطنطورة – ساحل حيفا – مهمل .
38. مصلى محمد العجمي – المجدل – طبرية، مهمل .
39. مسجد بيت محسير – القدس – مهمل
التعليقات