د. محمد وهدان الاستاذ بجامعة الأزهر لـ" دليل المسجد": الإمام قدوة المسلمين شريطة إلمامه بكتاب الله وتفسيره وسنة نبيه
أئمة المساجد هم قدوة المسلمين ووقفته على منبر الرسول تكريم له
الإمام الناجح عالم بكتاب الله وتفسيره وبالسنة ومتابع لقضايا المجتمع
إمام المسجد دوره يتجاوز الدعوة إلي مجالات اجتماعية وإرشادية
خطبة الجمعة وسيلة إعلامية مهمة لكنها غير مستغلة
أكد الدكتور محمد وهدان، الداعية الإسلامي، والأستاذ بجامعة الأزهر، إن إمام وخطيب المسجد هو قدوة للناس فهو يقف علي منبر رسول الله صلي الله عليه وسلم، وهو مسئول عن رسالة إعلامية هامة اختص الله بها الدين الإسلامي، معتبراً دوره التربوي يماثل في الأهمية دوره الدعوي كإمام.
ولفت وهدان في حوار له مع موقع (دليل المسجد)، إلى أن دور إمام المسجد يتخطي مجال الدعوة إلي مجالات اجتماعية وإرشادية عديدة، تستهدف تقويم حياة الناس وتقريبهم إلي المولي عز وجل، مشيراً إلى ضرورة أن يكون الإمام عالماً بكتاب الله وتفسيره ومتابعا للقضايا المجتمعية، معتبراً أن الدور المجتمعي لابد ألا يطغى على الدور الدعوي للإمام، فإلى نص الحوار الكامل.
ما هي المقومات العلمية والأخلاقية لإمام المسجد لكي يكون فاعلا وناجحا؟
نجاح الخطيب يتمثل في توصيل رسالته الإعلامية للمجتمع، ويتحقق ذلك بأن يكون حافظًا لكتاب الله، فاهمًا لتفسيره، عالمًا بالأحاديث وقصص الصحاح، ومتابعًا لمشاكل المجتمع حتى يكون قادر علي المساهمة في حل مشاكلهم خاصة أن خطبة الجمعة وسيلة إعلامية ليست متوفرة في أي دين أو عقيدة أخري إلا الدين الإسلامي؛ وللأسف هي وسيلة غير مستغلة علي الإطلاق ولكن يستخدمها أعداء الدين لتأجيج الطائفية والفتن وهو أمر فوض ومخالف لشرع الله سبحانه وتعالي.
الإمامة من وظائف الدعوة إلي الله سبحانه وتعالي، والإمام هو الذي يسمعه جماعته في المسجد، فهو قدوتهم سواء بعلمه أو بخلقه، كيف يتحقق ذلك؟
أردد دائمًا أن المسجد بإمامه، لأن الإمام هو القدوة ويتحقق ذلك بفعله كل ما يرضي الله ويبعده عما نهي الله عنه، وأن يفعل ما يقول وألا يميل لتوجه وفكر معين، وكما قال الإمام ابن القيم عن الأئمة أنهم "أعلام الموقعين عن رب العالمين" .. ولذا يتوجب عليه أن يكون قدوة حسنة للمسلمين في كل سلوكياته.
كيف يتم اختيار إمام المسجد؟
حفظ القرآن الكريم يجب أن يكون شرطا لاختيار إمام المسجد؛ كما يجب التأكد من أن يكون الخطيب متحدث مقنع ويتسم بالتقوي والورع.
لما تراجعت أحوال الخطباء في الأعوام السابقة؟
دعنا في البداية نتحدث عما يحدث بمصر، فلقد أصاب الأزهر ما أصاب المجتمع، ويحاول حاليًا استعادة مكانته، فكلية الدعوة يدخلها الطالب الحاصل علي 90% بالإضافة إلي اجتيازه امتحان القرآن والسيرة، إلي جانب تخريج أئمة عارفين بلغات مختلفة ومنها الإنجليزية وغيرها، حتى يكونوا سفراء الإسلام في مختلف أنحاء العالم؛ وعلي الرغم من كل هذا أعتقد أن هناك أئمة أقل من المستوي المتوقع فيحاول الأزهر تحسين مستواهم بالدورات التدريبية وإذا ثبت فشلهم يتم تحويلهم إلي وظائف إدارية، وأتوقع أنه خلال ثلاثة سنوات سيحدث تحسن تام في مستوي أئمتنا.
هل للإمام دور في التربية والتوجيه والإرشاد كتقويم أخطاء المصلين؟
للإمام كل الحق في تقويم المسلمين وضرب لنا الرسول صلي الله عليه وسلم المثل علي ذلك، حين جاء رجل يتخطي رقاب الناس ليصلي في الصف الأول فقال له النبي من فوق المنبر يا فلان "اجلس فقد آذَيْتَ وَآنَيْتَ " أي تخطيت رقاب الناس وأنيت أي جئت متأخرًا، وفي رواية أخري فرغ من الصلاة وقال له "ما منعك أن تجمع معنا" أي تأتي للصلاة مبكرًا فقال الرجل "يا رسول الله حرصت أن أجمع في المكان الذي تَري" فقال رسول الله "رأيتك تتخطي رقاب الناس وتؤذيهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذي الله" .
هل معالجة الإمام للمنكرات الظاهرة بالحي تدخل في شئون العامة أم من صميم مهام عمله الدعوي؟
هي بالطبع جزء من عمله وفي هذه الحالة يمكن أن يوجه لهم الحديث بطريقة غير مباشرة ودون ذكر أسماء، فعلي سبيل المثال إذا لاحظ فتاة لا ترتدي ملابس غير لائقة فليتحدث في خطبته عن الزي الإسلامي الشرعي، وهكذا من الموضوعات التي تخص حال المسلمين اليومي.
كيف يتعامل إمام المسجد مع المصلين الذين يصطحبون أطفالهم معهم إلى الصلاة؟
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "جنبوا صبيانكم المساجد"، ويقصد هنا الصغار والرضع ولكن عندما يكبر الطفل يجب أن يؤخذ إلى المسجد لكي يعتاد على الصلاة مبكرًا؛ كما أن الأطفال يبكون ويصيحون في الحرمين المكي والنبوي والأئمة يكملون صلاتهم دون أي مشكلة.
ما هي الأدوار الاجتماعية لإمام المسجد غير الأدوار الدعوية؟
دور الإمام لا يقف عند الأدوار الدعوية ولكن يتخطاها إلي الجوانب الاجتماعية المختلفة في المجتمع إعمالاً بقول رسول الله صلي الله عليه وسلم " كان الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه" وليس هنالك مانع أن يشارك الإمام في الأعمال الخيرية ولكن بشرط أن تكون هذه الأعمال تابعة لجهات رسمية حتى لا يشكك أحد في ذمة الإمام، وألا تجور هذه الأعمال علي وظيفته الأساسية، وأيضًا الإمام الذي لا يحيط عامًا بقضايا المجتمع ومشاكله فليبتعد عن الإمامة لأن متابعة شئون العباد جزء من وظيفته.
هل لجوء الإمام للاستعانة ببعض الدعاة لإلقاء الخطب بمسجده ينقص منه أم يزيد ارتباطه بالمسجد؟
اعتقد أنه لو استعان المسجد بخطيب كبير أو إمام مشهور وبه إمام صغير السن سيتعلم الصغير من الكبير، وأيضًا لنسمح للناس بالتغيير لأن التعود علي صنف واحد يسبب الملل ولكي يعرف المصلين الفرق بين إمامهم وبين الخطيب الآخر.
ما تعليقك على رفض بعض الأئمة تلك الفكرة حتى لا يقلل من مكانته أمام المتواجدين بالمسجد؟
هذه أنانية ويكون مثل هؤلاء الأئمة بعيدين عن منهج الله صلي الله عليه وسلم ويجب أن نقتضي برسول الله فمن يؤم الناس يجب أن يكون أكثرهم علمًا وفهمًا لكتاب الله.
كلمة أخيرة توجهها للقائمين على موقع "دليل السجد"؟
أشكر موقع (دليل المسجد) على دوره في خدمة الإسلام والمسلمين ونرجو الله أن يوفق القائمين علي هذا العمل، وفي الحقيقة لو كان لي دعوه مستجابة لادخرتها لكل العامين في الموقع، وأتمنى من الله سبحانه وتعالي أن يوفقكم لأنكم تحملون رسالة هامة وخاصةً إذا علمنا أن المنبر يحمل دور هام جدًا في خدمة المجتمع ولخدمة الإسلام والمسلمين ولو استقام حال مساجدنا لما تم استغلال المنابر لخدمة توجه معين ولنجح الخطيب في أداء دوره الديني والمجتمعي.
التعليقات