اتسم العهد السوفيتي بالتضييق على المساجد والمسلمين في كافة الدول المكونة للاتحاد السوفيتي السابق، لكن بعد انهياره، شيدت العديد من المساجد، وتم إعادة فتح عدد كبير من المساجد، التي أغلقتها السلطات السوفيتية، خاصة مع تزايد أعداد المسلمين الذي يربو على 30 مليون مسلم، طبقاً لآخر الاحصاءات الرسمية.

وفي الوقت الحالي يوجد في روسيا أكثر من 8 آلاف مسجد، ويوجد في العاصمة موسكو نحو خمسة مساجد فقط.

أنشطة متنوعة:

ولم يقتصر دور المساجد في روسيا على إقامة الصلاة، لكنه شهد تطوراً كبيراً، بفضل الصحوة الدينية التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة، ورغبة من المسلمين في ممارسة عباداتهم على النحو الصحيح.

وتشهد مساجد روسيا صوراً عديدة من الأنشطة الاجتماعية والتوعوية والتربوية والدينية، وكذلك الصحية بالتعاون مع الهيئات الصحية في الدولة الروسية، كما تحرص المساجد على إقامة مناسبات أسبوعية تخصص للندوات والمحاضرات، لتوعية المسلمين بكل ما يتصل بدينهم، وتبصيرهم بتعاليم دينهم الإسلامي الحنيف.

ليس هذا فحسب، بل تقيم مساجد العاصمة موسكو خاصة، دورات لتعليم اللغة الروسية، للمهاجرين المسلمين، حتى يستطيعوا التكيف مع الحياة، وذلك في إطار اتفاقية تفاهم بين المجلس الروحي لمسلمي العاصمة الروسية وإدارة الهجرة والجوازات الفيدرالية.

وفي نفس الإطار، وضعت مساجد موسكو مؤخراً، برنامجاً ثقافياً غني وثري مكرس لمسلمي شبه جزيرة القرم، وتم تخصيص يوم لكل القوميات الإسلامية التي تعيش في العاصمة، فتم تخصيص يوم للأقليات المسلمة من أذربيجان ويوم داغستان وقيرغيزستان وعدد من الدول الأجنبية.

المركز الثقافي الإسلامي:

ويقول الشيخ عبدالجليل قاسم المشرف على المركز الثقافي الإسلامي في روسيا، الذي أنشأ عام 2008، أن المركز يقوم المركز بتنظيم العديد من الفعاليات الثقافية والدعوية والاجتماعية والرياضية وغيرها من الأنشطة التي تخص المرأة والطفل في المجتمع المسلم.

مشيراً إلى أن من أبرز الأنشطة حملة "نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم"، والتي تهدف إلى التعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم في المجتمع، وخاصة في ظل الحملة التشويهية التي يتعرض لها المسلمون.

وتابع قاسم " نحرص على إقامة الاحتفالات بالمناسبة الدينية كعيد الفطر وعيد الأضحى المبارك لتعزيز وتقوية الهوية الإسلامية في المجتمع، ويقوم المركز بالمسابقات النسائية ودروس اللغة العربية والدورات الشبابية، كما يحرص المركز على إقامة المشاريع الاجتماعية ككفالة الأيتام والدعاة ومشاريع إفطار الصائم في شهر رمضان المبارك ومشاريع الأضاحي إلى غير ذلك من الأنشطة التي تخدم المجتمع".