طرق ووسائل موثقة لتفعيل دور المسجد
المساجد هي قبلة المسلمين في شتى أنحاء الأرض، أما في رمضان فهي ملاذ الصائمين الذين يعمرونها بقلوب تتوق للخير والصلاة وقراءة القرآن، والاستماع لدروس العلماء، وتجد السكينة والهدوء النفسي في السكون بين جنباتها خصوصا أوقات الاعتكاف.
وخلال تلك الفترة الروحانية يجب على إمام المسجد أن يستغل هذا الزخم الإيماني والروحاني ليبرز مواهبه الدعوية لجذب الصائمين للمسجد وتعليق قلوبهم به، للاستمرار بعد رمضان.
بفقه الدعوة وتجارب العلماء قديما لا يمكن للإمام بأي حال من الأحوال أداء مثل هذا الدور والنجاح فيه دون خطة للعمل، خصوصا خلال الشهر الكريم ؛ بهدف أن يتحول المسجد إلي مركز تنويري ينشر الثقافة الإسلامية ويصحح المفاهيم لمرتاديه, كما يجب على الإمام التنويع في الخطب اليومية والأسبوعية خلال الشهر واختيار موضوعات جذابة تتماشى والحالة العامة للحضور والبلاد بشكل عام، وكذلك عقد مسابقات دينية داخل المسجد.
ومن الأمور التي يجب أن تشملها الخطة الشهرية للإمام خلال رمضان هو القيام بعمل 30 خطبة يوميا خلال أيام الشهر الكريم, مع الحرص على تنوع مضمونها وتشابك موضوعاتها، كما يجب أن يحرص الإمام علي عقد احتفال يوم ليلة القدر لتوزيع الجوائز علي الفائزين وحفظة القرآن.
وفي رمضان يجب أن يحرص الإمام على تناول قضايا رمضانية, وأن يكون الإمام إماما للجميع ويخاطب جميع الفئات, وعليه أن يتناول القضايا الخاصة بأحكام الصيام, وعليه أيضا أن يخاطب جميع أفراد الأسرة بعدم الإسراف في رمضان, والحرص علي صلة الأرحام والتصدق على الفقراء والمحتاجين, وأن يعرض يوميا في الدروس الدينية سيرة أحد الصحابة أو التابعين, وأن يستشهد بمواقف في التاريخ الإسلامي لحث الناس على التصدق والعفو وقيام الليل.
مقترحات تطبيقية
ومن خلال المتابعة المستمرة لأداء الأئمة والدعاة داخل المسجد على الإمام أن يجهز للبرنامج الدعوي الشهري له خلال رمضان بداية من شهر شعبان، على أن يكون مستعدا بشكل كامل له، ومن الممكن أن يستصحب نية الدعوة وهداية أهل الحي طوال شهر رمضان المبارك، كما يمكن للإمام أن يعمل على التفاعل وإظهار الاهتمام بهذا الشهر وإشعار جماعة المسجد بهذا النشاط.
ومن الموضوعات الهامة التي يجب تجهيزها قبيل شهر رمضان تلك المتعلقة بالاستعداد للشهر الكريم، وكيفية استغلال رمضان بالذكر والدعاة وعمل الخيرات، وكسب حسنات أكثر في رمضان، والمسجد وآدابه، و بيان فضل وثواب ما يخص رمضان من هذه الطاعات، وتنفيذ مشروع إفطار صائم للوافدين من جماعة المسجد ولو كان العدد قليل، واستضافة أحد طلبة العلم يتحدث عن حال النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان، وتوزيع كتيبات دعوية، ودعوة أهل الحي للمشاركة في مشروع إفطار صائم لصالح المؤسسات الإسلامية الخيرية، وإهداء السواك لجماعة المسجد. مع بيان فضل السواك في خاطره بعد الصلاة ففي ذلك أحياء لهذه السنة المحمدية.
التطيب بالمسجد
ومن المهام المنسوبة لإمام المسجد والتي لا يجب إغفالها هي الاهتمام بالرائحة الطيبة في المسجد من خلال وضع البخور.
ومن المتوقع من الإمام إقامة ثلاثة مسابقات تفاعلية للربط بين المصلين والمسجد، مع توزيعها واحدة في كل عشر أيام من الشهر، كل مسابقة تعالج مشكلة متفشية في المجتمع، مع رصد جوائز قيمة لتلك المسابقات الثلاث، وتفقد جماعة المسجد والسؤال عن الغائب والاطمئنان عليه، وإقامة إفطار جماعي في المسجد ولو مرة واحدة لزيادة الترابط والألفة بين أهل الحي.
كما يجب على الإمام الاهتمام في خطته الشهرية بمحفزات العمل الخيري خلال رمضان بتوزيع السلع والزكاة على المحتاجين.
فقديما كان رمضان يعد بداية انطلاقة نحو الخير والتوبة والعمل الصالح، وكانت يومياته تمتلئ بالجلسات الأخوية بعد صلاة التراويح (الإمام وجماعته)، فهي فرصة للتلاقي والتواصي، ودعوة أهل الحي للاعتكاف ولو ليوم واحد لأحياء هذه السنة المباركة، ومحاولة عمل رحلة عمرة جماعية لبعض جماعة المسجد إن أمكن ذلك، كما يمكن أن يعلن إمام المسجد لأهل الحي من أول يوم من رمضان عن رصد جوائز لأحسن عشرة صغار يحافظن على صلاة الجماعة وصلاة التراويح، ويمكن تعليق لوحة يومية تحت مسمى "فائدة اليوم" طوال شهر رمضان، ويمكن تنفيذ مشروع دعوي أو إغاثي باسم جماعة المسجد في إحدى الجمعيات الدعوية أو الخيرية، واقترح "مشروع كفالة يتيم لمدة سنة كاملة مع بيان فضل كفالة الأيتام وأنه رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة".
التعليقات