كيف يقضي مسلمو فرنسا شهر رمضان
تسود في حي "باربيس" بباريس، على غرار الأحياء الشعبية الفرنسية، أجواء رمضانية بمناسبة هذا الشهر ترحل بك إلى الدول العربية والإسلامية لما تشهده من طقوس خاصة في رمضان.
ففي خضم زحام تختلط فيه جميع الجنسيات والأعمار، يعرض الباعة الحلويات ومستلزمات رمضان.
كما تعرض نساء فطائر على قارعة الطريق بأشكالها ونكهاتها المختلفة، فيما تجدد المحلات التجارية، التي تبيع خلال أشهر السنة مواد التغذية المستهلكة من قبل الجالية العربية والإسلامية، نفسها انسجاما مع هذا الشهر، حيث تعرض موادا لها علاقة برمضان من "شباكية" و"زلابية" وحلويات أخرى.
وظيفة المسجد خلال رمضان
قال أنور اكبيبش، نائب رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية ورئيس تجمع مسلمي فرنسا، في تصريح لفرانس 24 إن "المساجد الفرنسية تؤدي عموما وظفيتين في رمضان: اجتماعية وروحية".
وأضاف "يلتقي خلال هذه المناسبة مصلون من جميع الأعمار والطبقات الاجتماعية. ويشهد عددهم ارتفاعا ملموسا خلال هذا الشهر، حيث يقبلون على المساجد لأداء صلاة التراويح".
وعلق اكبيبش على هذه الأجواء على كونها "تقوي شعور الانتماء إلى نفس العائلة بالنسبة للمصلين. المسجد يتحول إلى فضاء للتناغم الاجتماعي ومد يد المساعدة للمحتاجين والفقراء والعزاب وكل الذين يبحثون عن الدفء الإنساني والأخوة الإسلامية خلال هذا الشهر المقدس".
وأكد أن "العديد من المساجد تنظم موائد إفطار جماعية بالمناسبة يتجمع حولها عند موعد الآذان العشرات إن لم نقل المئات من الصائمين. وهذا التقليد يتقوى ويعمم اليوم في مجموع المساجد الفرنسية".
ويوفر المال لموائد الإفطار في المساجد، حسب اكبيبش، "سواء عن طريق مساهمات المصلين حيث يتصدقون بوجبات جاهزة وحلويات وغيرها، أو عن طريق مساهمات بعض المحسنين بتقديم دعم مادي لأجل إفطار الصائم، أو أن المساجد تخصص جزءا من ميزانيتها لهذه الغاية".
وأضاف اكبيبش أن "المساجد تقوم كذلك بجمع الزكاة حتى أن العملية أصبحت تنجز بطريقة احترافية، ورصد أعداد المحتاجين وتوزيع هذه الأموال في عيد الفطر وقد تكون بعد ذلك على الفقراء. وللإشارة أن عدد الأسر التي تطلب الاستفادة منها تضاعف بشكل كبير مع الأزمة الاقتصادية الحالية.
التعليقات