القيادة بالحب

عندما تكون قائدًا، فإن السلطة والمكانة تكونان إلى جوارك، ومع السلطة تأتي المسؤولية. لذا من المهم أن تدرك أن:
•القيادة الناجحة هي حسن قيادة الأفراد نحو العمل بإتقان والتأثير عليهم إيجابيًا لتحقيق الأهداف.
•القيادة تمتزج  بمجموعة من العواطف والأحاسيس، كونها تعتمد على محرك شخصي وإنساني، لذا فإن إنتاجية الموظف تكون عالية إذا أحب عمله بصدق، وتفاعل معه القائد في هذه المشاعر، وشجعه على الإبداع والتحسين والتطوير. 
•علاقات العمل  تختلف عن العلاقات الاجتماعية في اعتبار وضوح التوقعات فيما يُعدّ وما لا يُعدّ سلوكًا ملائمًا في العمل. وتوصيف الوظائف هو أساس تلك التوقعات، ولذا فإن أفضل الرؤساء هم من يتفهمون علاقات العمل تفهمًا جيدًا، وهؤلاء بالتالي هم من يتمكنون من إقامة علاقات وطيدة وطيبة مع جميع العاملين. 
ومن هذا المنطلق بدأت أغلب منظمات الأعمال العالمية تتجه نحو ممارسة القيادة بالحب والقيادة بالمرح، كاستراتيجيتين تعتمدان على رفع درجة الانتماء وحب المنظمة لدى العاملين، عن طريق الاهتمام بهم ورعايتهم وتهيئة أجواء المرح والمتعة والإبداع فى بيئة العمل للوصول إلى أفضل أداء. 
الحب هو مركز المشاعر النبيلة، والأداة الرئيسة للفلسفة الجديدة القائمة على «أن الإدارة الحنونة هي المدخل الصحيح لبناء منظمات أعمال متكاملة ومتوازنة ومرنة ذات مبادئ وأخلاق»، ولذلك تركز القيادة بالحب على الدور القيادي للعاملين ورفع مستوى مشاركتهم في التخطيط والتنفيذ والتقويم واتخاذ القرارات، وعلى البعد الاجتماعي والقيم الثقافية للمنظمات وأهميتها في صيانة رأس المال الاجتماعي.
رسالة المنظمة المدارة بالحب
إذا أردت أن تكون قائدًا حنونًا لمن تقود فكن قائدًا حنونًا لنفسك، وإذا أردت أن ترعى الآخرين فأحب نفسك.
جوهر رسالتنا العطاء الذي يرتقى بالعاملين معنا ويرتفع بأدائهم ويهذب سلوكهم ويزيد تفاعلهم. إن الحب في منظمتنا يتدفق في كل الاتجاهات وعلى كل المستويات، لا توقفه سدود ولا تحده حدود. 
ما هي الأركان الخمسة للقيادة بالحب؟ 
هناك خمسة أركان للقيادة بالحب هي:
أولًا: حب القائد لمنظمته: 
ومن أهم مظاهر هذا الحب معرفة رسالة المنظمة وفهمها، والإيمان بأهدافها وقيمها، وتعليم الآخرين عمق هذه الرسالة. ولابد أن يشارك العاملون قائدهم هذا الحب حتى يتولد لديهم التزام قوي بأداء رسالة المنظمة وتحقيق أهدافها على الوجه الأكمل.
حب المنظمة ونجاحها وجهان لعملة واحدة، والقائد المحب لمنظمته هو الذي يستطيع أن يضبط إيقاع هذا الحب ويترجمه إلى سلوك أخلاقي يرقى بأداء المنظمة. 
ثانيًا: حب القائد للعاملين معه: 
ومن أهم مظاهر هذا الحب رعاية العاملين واحترامهم، ومساعدتهم في الكشف عن قدراتهم وتنمية مهاراتهم وتمكينهم من إطلاق كامل طاقاتهم؛ لتأكيد ثقتهم بأنفسهم وحبهم واحترامهم لذاتهم.
جوهر رسالة القيادة بالحب هو العطاء الذي يرتقي بالعاملين ويرتفع بأدائهم ويهذب سلوكهم 
ويزيد تفاعلهم. ولطالما أن الحب غير مشروط والعطاء غير مؤقت والنمو غير محدود، فإن القيادة بالحب طريق للإبداع والابتكار، والإحساس المتوازن؛ لأن القائد لا يميز بين موظف وآخر، ولأن الحب المتوازن هو المصلحة العامة، والمصلحة العامة بالنسبة للقائد المحب هي قول وفعل وليست شعارًا لفرض سياسات أو تبرير نتائج. 


ثالثًا: حب القائد لعملاء المنظمة:
إن حب العملاء وخدمتهم بصدق من أهم ركائز وأسباب ازدهار الأعمال؛ لأن ذلك يُترجَم إلى كفاءة في الأداء وأدب في اللقاء، وينطوي هذا الحب على ركيزتين أساسيتين هما:
1- إذا أحببت من تقوم بخدمته، فبالتأكيد ستقدِّم له خدمة متميزة.
2- إننا جميعًا عملاء لخدمة معينة أو منتج ما. 
وبذلك فحب العميل قيمة عليا من قيم العمل، وأحد عناصر الضمير المؤسسي، ومبدأ ومنطق تؤكده الفطرة. 
رابعًا: حب القائد لمجتمعه:
لا تنفصل أية منظمة عن المجتمع الذي يحتضن نشاطها، وبالتالي فحب المنظمة الحقيقي للمجتمع هو أقصر الطرق لتحقيق الربح، ومن هذا الربح يمكن أن تُعبِّر المنظمة عن المزيد من حبها لمجتمعها، فتحافظ على البيئة، وتفكر في مستقبل المجتمع ككل. والقيادة بالحب تعتبر خدمة المجتمع المحيط بها وثروته الطبيعية من أهم مسؤولياتها ووسائلها للنهوض بحياة العاملين والعملاء وأسرهم؛ لأن المنظمات القوية لا يمكن أن توجد وتنمو في مجتمعات ضعيفة أو مريضة.
ولذلك تساهم منظمات الحب بالجهد والمال في تحسين أحوال مجتمعها، وتشجع العاملين على التطوع لخدمة مجتمعهم، وتقع على قيادة هذه المنظمات مسؤولية المشاركة في التخطيط لمستقبل المجتمع. 
خامسًا: حب القائد لنفسه: 
ويقصد به الحب الأخلاقي الذي يخلو من الأنانية وحب التملك والسيطرة، وهذا بحد ذاته وسيلة مهمة إلى حب ورعاية الآخرين. والقائد المحب لنفسه يكون واقعيًا في توقعاته؛ لأن الواقعية والتوقعات المنطقية تعتبر من أهم أساليب حب النفس. فالقائد المحب لنفسه يدرك أن التعرف على الواقع وفهم متناقضاته يحميه من مشاعر الندم والاستياء والغضب التي قد تصيبه عندما يقابله الآخرون بالتجاهل وسوء التقدير والإنكار. 
لاشك أن الإنسان الذي يحب ويحترم ذاته لا يصعب عليه قيادة نفسه، كما لا يجد صعوبة في قيادة الآخرين ورعايتهم.
يمكن الحكم على حب القائد وحنوه من:
• رعاية الجميع وتوفير فرص التعلم لهم.
• انسجام  القرارات مع منطق القواعد والسياسات.
• استناد السياسات إلى المبادئ والأخلاق.
• تطبيق اللوائح  والقوانين دون تمييز أو عنصرية.
• عدم كسر القواعد إلا  في حالات نادرة ولظروف استثنائية.
• عدم استغلال المرونة كذريعة للاستثناء والتمييز.
أنت قائد محب وحنون إذا:
• عرفت أهداف العاملين وساعدتهم على تحقيقها.
• قدّرت جهودهم واعترفت بإنجازاتهم أمام الآخرين.
• استمعت إليهم بعقلك وقلبك معًا.
• نقدتهم نقدًا بناء وزودتهم بالتغذية المرتدة المناسبة.
• عاملتهم بعدل ومساواة دون تمييز أو تعصب.
• شاركتهم المعلومات الهامة.
• وازنت بين مستقبلهم ومستقبل منظمتهم.
 

صفاء الحضيف

التعليقات


`

اتصل بنا

الفرع الرئيسي

السعودية - الرياض

info@daleelalmasjed.com

رؤيتنا : إمام مسجد فاعل ومؤثر

رسالتنا: نقدم برامج تربوية تعيد للمسجد دوره الحقيقي وتسهم في رفع أداء أئمة المساجد حول العالم وتطويرهم ليقوموا بدورهم الريادي في تعليم الناس ودعوتهم على منهج أهل السنة والجماعة وفق خطة منهجية وأساليب مبتكرة.