إمام الحرم النبوي يلقي خطبة الجمعة في مسجد السرخسي في العاصمة القيرغيزية بيشكيك إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير: حذر من ترك المفروضات والتهاون في الواجبات والتفريط في مواقيت الصلوات، جاء ذلك في خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد السرخسي أحد أكبر المساجد في آسيا الوسطى في العاصمة القيرغيزية بيشكيك، وسط حضور جموع غفيرة من المصلين شهدت الصلاة والخطبة وتغطية إعلامية واسعة من القنوات الرسمية التي نقلت الخطبة، وعدد كبير من المسؤولين في الحكومة وسفراء الدول العربية والإسلامية المعتمدين لدى قيرغيزستان، وذلك ضمن برنامج زيارات أئمة الحرمين الشريفين الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالتنسيق مع سفارة خادم الحرمين الشريفين في قيرغيزستان.
وبين فضيلته أن الصلاة من أجل الطاعات وأشرف العبادات وهي عماد الدين وقوامه وقد فرض الله على العباد المحافظة والمداومة على الصلوات الخمس المفروضات المكتوبات المعهودات في اليوم والليلة بشروطها ومواقيتها وقد أجمع العلماء على أن الصلوات الخمس مؤقتات بمواقيت معلومة مخصوصة محدودة.
وأضاف أن مواقيت الصلوات من فرائضها وشرائطها وأنه لا تجزئ مسلماً صلاة فريضة قبل وقتها ولا يحل له تأخيرها عمداً عن وقتها لا يحل للمؤمن أن يحج في غير أشهر الحج ولا أن يقف في عرفة بعد وقته ولا أن يقيم الجمعة يوم السبت، فكذلك لا يحل أن يفرّط في مواقيت الصلوات المكتوبات، وقد توعد الله المصلين الذين يُخرجون الصلاة المكتوبة عن وقتها المقدَّر لها شرعًا فلا يصلونها إلا بعد خروج وقتها فقال عز وجل: ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾، وتلك حال المنافقين، وفسقة المسلمين الذين يصلون صلاة النهار بالليل، وصلاة الليل بالنهار، ويصلون وفق إرادتهم لا وفق شرط صحة عبادتهم، يفعلون ذلك تهاونا، وفسقًا ومجونا واستخفافًا بحقها.
وبين فضيلته أن من التفريط في المواقيت ترك صلاة الفجر حتى يخرج وقتها فلا يصليها إلا بعد طلوع الشمس ومَنْ أهل التفريط والإضاعة من يتعمد توقيت المنبه بعد طلوع الشمس ويعتاد ذلك غير مبال بصلاة الفجر ومن كانت هذه حالته الدائمة وعادته المستمرة فقد وقع في إثم التفريط، وقد يُعَدُّ في حكم العامد وأما من ثقل رأسه ونومه مع تحوطه وحرصه وجميل سعيه، وتعاطيه الأسباب المعتادة فلا إثم عليه لأنه لم يفرط وينبغي للمسلم أن يتخذ الأسباب التي تعينه على الاستيقاظ.
وينبغي للوالدين تعاهد البنين والبنات وأمرهم بأداء الفريضة في أوقاتها وإيقاظهم لصلاة الفجر على وجه يتمكنون فيه من الطهارة والوضوء، وأداء الصلاة كاملة قبل طلوع الشمس، ويؤمر الصبي بأداء المفروضة، وإن لم تجب عليه؛ ليعتاد ذلك ومن فاتته صلوات مفروضات ناسياً أو نائماً وجب عليه قضاؤها فيقضي النائم إذا استيقظ والناسي إذا ذكر.
وبين فضيلته أن المساجد بيوت الله وأحب البقاع إليه قد عمرها أهل الإيمان والصلاح بالطاعات والعبادات والتلاوات وصلوا الله فيها بالغُدوات والعشيات، ولا تلهينكم أموالكم ولا أولادكم ولا تنسينكم تجارتكم وبيوعكم، ولا تشغلنكم أسواقكم وحوانيتكم عن أداء الصلاة في مواقيتها، ولاتفوتكم مواطن الزلفى والتكريم والحسنات ولا تصدنكم الصوارف والملهيات عن مواضع الأجور والنفحات والبركات وشهود الصلوات الخمس مع الجماعة في المساجد فضيلة عظيمة وقربة جليلة.
وفي ختام الخطبة دعا فضيلته الله تعالى بأن يعز الإسلام والمسلمين، وأن يذل الشرك والمشركين ويدمر أعداء الدين، وأن يحفظ المملكة العربية السعودية والجمهورية القرغيزية وجميع بلاد المسلمين من كيد الكائدين وعدوان المعتدين وحقد الحاقدين وحسد الحاسدين وأن يحفظ قيرغيزستان وأهلها وأمنها واستقرارها وسلامها وأن يديم عليها نعمة الأمن والأمان والإيمان يا رب.
التعليقات