أسس وقواعد بناء الخطبة: صلب الموضوع

 صلب الموضوع: صلب الموضوع هو: المادة التي يبني عليها المتكلم حديثه.

متطلبات الموضوع: لكل مقام مقال، والاختيار المناسب للموضوع، وذلك من خلال ثلاثة أشياء:
الوضع والحال الذي يعيشه الناس: فلا يختار موضوع شجاعة في مقام تعزية، ولا يقدم موضوع عزة وإباء في حال صلح بين متخاصمين.
الجمهور المستمع: فلا يتناسب اختيار قواعد فلسفية مع عامة الناس وبسطائهم.
الوقت: على الخطيب أن يختار موضوعاً يناسب الوقت المحدد له، وإذا لم يختر موضوعاً يناسب وقته فسيقع في أمرين:
الأول: أن يهجم على وقت غيره؛ ليتمكن من أدائه تاما دون نقصان.
الثاني: أن يتقيد بالوقت المحدد له فيضطره إلى ترك بعض الفقرات المهمة فيخرج ناقصاً مبتوراً ولا يحقق حاجة المستمعين لخطبته.
إفراد الموضوع: فلا يجمع بين عدة مواضيع في وقت واحد.
التحضير: وتبدأ مراحل التحضير كالتالي:
تحديد الهدف من الخطاب.
العصف الذهني، بمعنى أن يجمع ويكتب كلما تصل إلى يده عن هذا الموضوع، سواء كانت له صلة بموضوعه أم لا، وهذه مرحلة ابتدائية، ثم يتم بعدها الترتيب واستبعاد الذي ليس له صلة بالموضوع.
استبعاد الأفكار غير المهمة.
حصر الأفكار في نقاط معينة.
ترتيب هذه الأفكار ومراجعتها وكتابتها وحفظها.
كتابة النقاط الرئيسية على بطاقات.
نصائح لجمع المعلومات:
لا بأس بالاستفادة من تجارب الآخرين.
نوّع المصادر وطالع الجرائد والمجلات التي قد تفيدك بالتحضير.
ركّز على أن تكون المعلومات جديدةً ومثيرةً، والأهم أن تكون صحيحة.
كُنْ مبدعاً في التحضير لتكون مبدعاً في الإلقاء.
التقسيم، والمراد به أن يقسم الخطيب موضوعه إلى عناصر رئيسية شاملة لجميع جوانب الموضوع، وأفضل رقم للتفصيل 3، لأن 2 قليل، و4 كثير.
ويشترط في التقسيم أن يكون شاملاً لجوانب الموضوع مرتباً متوازناً، بحيث لا تدخل فكرةٌ في أخرى، ولا تتقدم فقرة على الثانية، وإلا أدت إلى العشوائية والاختلال في الترتيب.
لا بأس بأن يذكر الخطيب بعد مقدمة الموضوع في صدر خطبته أقسام موضوعه مرتبةً بصورة موجزة كأن يقول: حديثنا اليوم عن أسباب انحراف الشباب وسينطوي الحديث على ثلاثة عناصر: (ضعف متابعة الوالدين، رفاق السوء، الفراغ والترَّف).
ويشترط أن يكون الربط جيداً بين فقرات الموضوع، وعندما ينتقل الخطيب من فقرة إلى أخرى.
التوضيح: إن من أهم ما في الموضوع هو الوضوح، فهو السبيل إلى فهم السامعين وادراكهم معانيه.
الدليل والاستشهاد: وهو أقوى عوامل الإقناع: يورد الأدلة والاستشهادات في مناسبتها وتدريجها تدريجياً تصاعدياً.
نصائح للاستشهاد:
الدقة والصحة وملاءمة الشاهد للموضوع.
مراعات التدريج في الاستشهاد والتدليل والانتقال.
من الأسهل إلى الأصعب كما في نصوص تحريم الخمر.
شرح الكلمات الصعبة في الشاهد إن وجدت.
جدد في الاستشهاد ولا تكن نمطيا.
استعمل الشاهد في مكانه المناسب.
اذكر الشاهد مع مصدره أو من قاله ليكون أوثق عند المستمعين.
حاول أن تحفظ الشاهد ولا تقرأه قراءة.
كتابة الخطبة:
قد تضطر لكتابة كل الخطاب، خصوصاً عندما يكون الخطاب مهماً، وقد تستفيد منه في غير هذه الخطبة، وقد تجمع خطبك المكتوبة فتستفيد منها وتفيد بها غيرك.
نصائح لكتابة الخطبة:
اكتب بخط واضح وكبير، ولا تتغلب عليك السرعة فتكتب بخط غير واضح، مما يضطرك إلى الرجوع إلى المصادر لتبحث عن بعض الكلمات التي لم تحسن كتابتها في البداية ولا قراءتها فيما بعد.
رقّمِ الصفحات لكي لا تختلط الأوراق ببعضها.
اترك هامشاً في الورقة من أجل التعليق أو الشرح إن وجد فيما بعد.
احتفظ بالخطبة التي كتبتها.
لا تعتمد على ما كتبت في الإلقاء ولكن للحفظ فقط، فإذا احتجت للورقة فلتكن بطاقات صغيرة فقط لا الخطبة بأكملها.
راجع ما يلي بعد الكتِابة:
(المضمون، الأسلوب، التنظيم، اللغة العربية وقواعد النحو).
ملحوظة: بعض الخطباء يضع العنوان من البداية، وبعضهم يضعه فيما بعد التحضير والكتابة ليستلهمه من الخطبة التي حضّرها؛ ولكلِّ خطيبٍ أسلوبُه في ذلك.
ينبغي أن لا يكون العنوان طويلًا والأفضل ألا يزيد عن ثلاث كلمات، وينبغي ألا يكون مكرراً ومشهوراً، بل فيه إبداعٌ وحداثةٌ.
وإذا جعلت العنوان آخر ما تكتب فستجد اختياره سهلًا آنذاك.
يجب أن يكون فيه إشارةٌ للموضوع وليس رمزياً إلى حدٍّ لا يفُهم، فيه ترغيبٌ للموضوع وإثارةٌ للفضول.
ملاحظات حول التقسيم:
كثير الخطباء يفُضلون التقسيم الخطابي إلى ثلاث فقرات، لأن هذا العدد مقبول عند الناس فهو متوسط ليس قليلًا كواحد أو اثنين، وليس كثيراً كأربعة فما فوق، ولأن له أمثلة كثيرة في الأحاديث:
"ثلاثة من كن فيه......."
"ثلاثة حق على الله عونهم......."
"ثلاثة هَزلهُنَّ جد".......
ملاحظة: هذه الفقرات ليست قاعدة ملزمة لكل خطيب، وليست حتميةً يجب اتباعها بحذافيرها؛ وإنما: هي بمجموعها تؤمّن للخطيب الذي يتبعها كتابةَ خطبةٍ متكاملةٍ.
ينطلق من خلالها وينتفع بها الناس إن شاء الله -تعالى-.
أخيراً: إذا كنتَ تريد الحديث عن الساعة فحضِّر لعشر ساعات؛ كلما قصُرت الخطبة كانت المهمة أصعب.

التعليقات


`

اتصل بنا

الفرع الرئيسي

السعودية - الرياض

info@daleelalmasjed.com

رؤيتنا : إمام مسجد فاعل ومؤثر

رسالتنا: نقدم برامج تربوية تعيد للمسجد دوره الحقيقي وتسهم في رفع أداء أئمة المساجد حول العالم وتطويرهم ليقوموا بدورهم الريادي في تعليم الناس ودعوتهم على منهج أهل السنة والجماعة وفق خطة منهجية وأساليب مبتكرة.