أذن وصلى وحده في المسجد ؛ فهل يكتب له أجر الجماعة
صلاة الجماعة في المسجد فرض واجب على كل قادر يسمع النداء بالصلاة . وينبغي أن يكون المؤمن أحرص على الصلاة بصفة عامة ، وصلاة الجماعة بصفة خاصة في تلك البلاد التي تعيشون فيها ، ففي المسجد ، ومع جماعة المصلين يعيش المسلم وقتا مناسبا من يومه ، في بيئة إسلامية ، يجتمع فيها مع إخوانه على الطاعة ، وينبغي لهم أيضا أن يتواصوا بأمر دينهم ، ويتعاونوا عليه , فهو أبعد لهم عن الذوبان في المجتمع الغربي ، والانجراف مع تيار الفتن .
ولا شك أن حرصك على عمارة هذا البيت من بيوت الله أمر عظيم ، وقربة جليلة أثنى الله على فاعلها ، فقال : (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ) التوبة/18 ؛ فاحرص على دوام ذلك ، واحرص على أن يظل هذا المسجد معمورا دائما ؛ مع مراعاة استدامة نصح الجماعة المسلمة التي معك في هذا البلد ليقوموا بما يجب عليهم من الصلاة في المسجد ، وذلك ببيان أن صلاة الجماعة واجبة ، وأن تأدية الصلاة في المساجد عنوان الإيمان ، والتخلف عنها عنوان النفاق .
وعسى أن يكتب لك أجر الجماعة ولو صليت منفردا ؛ لأنك اتقيت الله ما استطعت وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر وناديت بالصلاة ثم صليت ، وقد روى البخاري (4423) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَعَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ فَدَنَا مِنْ الْمَدِينَةِ فَقَالَ : ( إِنَّ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ ) قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ ؟ قَالَ : ( وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ حَبَسَهُمْ الْعُذْرُ ) .
قال شيخ الإسلام رحمه الله :
" من نوى الخير وعمل منه مقدوره وعجز عن إكماله كان له أجر عامل " انتهى من "مجموع الفتاوى" (22 /243) .
قال شيخ الإسلام رحمه الله :
" من نوى الخير وعمل منه مقدوره وعجز عن إكماله كان له أجر عامل " انتهى من "مجموع الفتاوى" (22 /243) .
التعليقات