إقامة صلاة الجمعة لمن خرجوا في رحلة أو نزهة
الجمعة واجبة على كل ذكر بالغ عاقل حر مقيم مستطيع، ومن كان كذلك فلا يجوز له أن يسافر ، أو يخرج من البلد بعد الزوال (وقت الظهر) .
ويكره له السفر قبل الزوال ، إلا إن كان سيصليها في بلدة أو قرية يمر عليها.
وإن كان السفر أو الخروج للنزهة ونحوها، قبل الزوال، وكان ذلك يؤدي إلى ضياع الجمعة : فمن أهل العلم من كره ذلك، ومنهم من أفتى بتحريمه.
جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" : "ما حكم خروج بعض الناس إلى البر أو البحر يوم الجمعة ، بدعوى أنهم لا يتوافر لهم وقت للرحلة إلا يوم الجمعة ؟
الجواب: " إذا تيسر لهم صلاة الجمعة في رحلتهم ، وحضروا صلاة الجمعة وأدوها : فلا حرج عليهم .
وإذا ترتب على رحلتهم فوات صلاة الجمعة بالنسبة لهم : فلا تجوز الرحلة ؛ لما يلزمها من تضييع الفريضة" انتهى من "فتاوى إسلامية" (1/673) .
ولا يصح أن يقيم الجمعة إلا أناس مستوطنون ، بمدينة أو قرية .
ولا يصح لأهل النزهة والرحلة إقامتها.
قال في "منار السبيل" (1/ 143) في شروط صحة الجمعة: "الثانى: (أن تكون بقرية، ولو من قصب) ؛ فأما أهل الخيام، وبيوت الشعر : فلا جمعة لهم؛ لأن ذلك لا يُنصب للاستيطان. وكانت قبائل العرب حول المدينة، فلم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بجمعة" انتهى.
وحيث إنكم غير مسافرين، فالجمعة في الأصل واجبة عليكم .
فإن كان بقربكم مدينة أو قرية بها جمعة مقامة، بحيث تسمعون النداء : لزمكم الحضور معهم.
وإن لم يكن : فإنكم تصلون ظهرا، ولا يصح أن تقيموا الجمعة.
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :"شباب خرجوا في رحلة إلى منطقة بعيدة ونزلوا في مكان بعيد من البلد ، لكنهم ما زالوا يسمعون الأذان بسبب وجود المكبرات ، فهل تلزمهم الجمعة والجماعة مع أهل ذلك البلد ؟
فأجاب :"لا تلزمهم ، يعني : إذا بعدوا عن البلد بحيث لا يسمعون صوت المؤذنين ، لولا وجود مكبر الصوت : فلا تلزمهم.
وأما إذا كانوا قريبين من البلد ، بحيث لو كان المؤذنون يؤذنون بغير مكبر لسمعوه : فإنه يلزمهم" انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (149/27) .
التعليقات