علم النفس والخطابة
شهدت السنوات الأخيرة طفرة في علم البحث والدراسات الإحصائية والسلوكية والنفس - حركية التي ترتبط بالإنسان وتوجهاته وميوله.
هذه الدراسات التخصصية صنفت لنا الناس بناء على شرائحهم الاجتماعية، وأنماط تفكيرهم، ومستويات عطائهم، وقابليتهم للتغيير والتحول فكرياً أو سياسياً أو اجتماعياً، أو نحو ذلك.
هذه الأمور هي خلاصة التخصصية في خطاب الناس بشكل واعٍ ومؤثر بناء على المعادلة الثلاثية الآتية:
فهناك الإنسان؛ المتسامح والعصبي، المتزمت والمنفتح، العالم والجاهل، الصغير والكبير، المرأة والطفل، السليم والمعاق والمريض ونحوها..
وهناك المكان؛ فالخطاب في جامعة أكاديمية يختلف عن خطبة الجمعة، والاجتماعات المؤسساتية واللقاءات العائلية والعشائرية ونحوها.
وهناك الظروف الخاصة وقت الخطاب، فالحديث مع الأطفال في وقت الحرب يختلف عنه في وقت السلم، والحديث مع المرأة في وقت الأزمات الاقتصادية يختلف عنه في أوقات الاستقرار والتنمية المجتمعية، والحديث مع العاطلين عن العمل من حيث الوقت يختلف عن الحديث مع المسؤولين الحكوميين.
الزمان هنا له أهميته والإنسان له طبيعته والظروف تحتم عليك لغة خطاب والمكان له دلالاته الواجبة، وعليك أن تصوغ معادلة نجاحك بين كل هذه التحديات.
التعليقات