خطيب المسجد النبوي يدعو للمسارعة في التوبة: تعفّفوا عن الحرام واقنعوا بالحلال وردّوا الحقوق
أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ صلاح البدير، أن الحياة الدنيا متاع وأطماع وزخرف متروك لا يغتر به إلا الحمقى، مستشهدا بقول الله جلّ وعزّ في الكافرين (غَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدوا عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ) كما قال تعالى (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأْبقَى).
وقال البدير، في خطبة الجمعة اليوم- نقلا عن وكالة الأنباء السعودية واس:" إن اللبيب لا ينخدع بالدنيا فهي كأحلام النوم أو كظل زائل فتمر مرّ السحاب و أن ما فيها ينقضي ويفنى وإن جمَّ عدَدُه وطالَ أمده .. وأن العاقل ذو الحزم من تأهب قبلَ نفوذ الأجل وتزود قبل بغتة الموت وبادر قبلَ فجأة الفوات وأن الجاهل المغرور نسي حمامه، وضيع أيامه وغفل عن تدبر العواقب و ألهاه التَّبارِي في الكَثْرَةِ والتَّباهِي .
جهولٌ ليس تنهاهُ النَّواهي ... ولا تلقاهُ إلاَّ وهو ساهِ يُسرُّ بيومِهِ لعبًا ولهوًا ... ولا يدري وفي غده الدواهي.
وأضاف: "إن المنايا توشك تسبق الوصايا، وأن الغافل يغادر دنياه وَقَدْ نعاه الناعون وهو يمنع الماعون ويحلّ الموت بناديه وداعيه يناديه وما أدّى حقًا ولا نشر عِلْمًا ولا أجْرى نَهْرًا ولا َحفَرَ بِئْرًا ولا غَرَسَ نَخْلًا ولاَ بنى مَسْجِدًا ولا وَّرث مصحفًا ولا أوقف وقفًا وذلك طيش الرأي وقصور التدبير فيامن بخل على نفسه".
ودعا الشيخ صلاح البدير ، المسلمين إلى تقديم العمل الصالح من مال وغيره ما ينفعهم عند المآل ، فعن عبدالله بن الشخير - رضي الله عنه - قالَ : أتَيْتُ النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يقرَأُ ( أَلْهَاكُمُ التّكَاثُرُ ) قال: (يقولُ ابنُ آدَمَ: مالي مالي، وهل لك مِن مالِك إلّا ما أكَلْتَ فأفنَيْتَ أو لبِسْتَ فأبلَيْتَ أو تصدّقْتَ فأمضَيْتَ).
وأوصى إمام وخطيب المسجد النبوي بعدم التفريط في أمر المولى عز وجل والمبادرة بالتوبة، وقال: "كن شفيقًا على نفسك خائفًا من عذابِ ربك واستدرك الفوائت وترفع عن الدنايا وصن النفس عن الخطايا وتعفف عن الحرام واقنع بالحلال وردّ الحقوق وأدّ الديون واندم على ما فات وأقلع قبل الفوات وأقبل قبل الممات وأقدم على مولاك وتقرب إلى من أوجدك وسواك واعتذر من ذنوبك وخطاياك والتائب من الذنب كمن لا ذنب له".
التعليقات