خطيب المسجد النبوي: نعمة الأمن بهجة الحياة وبها تتحقق المصالح والمنافع

 قال الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي، إمام وخطيب المسجد النبوي، إن نعمة الأمن هي بهجة الحياة وبها تتحقق المصالح للعباد والبلاد.

وأضاف «الحذيفي» خلال خطبة الجمعة من المسجد النبوي بالمدينة المنورة: أذكّركم بنعم الله سبحانه وتعالى عليكم، فتذكّر النعم يزيد الإيمان، ويغيظ الشيطان، ويوجب الشكر، والشكر يعصم من الكفر، قال تعالى(( فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) ، وقال سبحانه: ((وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)).
وأكد أن أعظم النعم الإيمان والتقوى واليقين ثم القرآن والعافية، فعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - : سلوا الله العفو والعافية فإن أحدكم لم يعظ بعد اليقين خيرًا من العافية . رواه الترمذي، منوهًا بأن نعمة الأمن نعمة عظمى يغفل عنها أكثر الناس، ولا يقومون بشكرها، ولا يتفكّرون في منافعها.
وتابع: ولا يحرص الأكثر من الناس على حفظ أسباب هذه النعمة من العمل بالطاعات ومجانبة المحرمات ، فهي بهجة الحياة، وحارس ما يخاف عليه الإنسان من الحرمات والمصالح، والمنافع والآمال، فالأمن أخو الإسلام وقرينه، وصاحب الإسلام في كل زمان ومكان، فحيثما حلّ الإسلام صحبه الأمن ولزمه .
وأوضح أن الأمن الذي يحبّه الله ويرضاه وشرّعه لنا هو الأمن على الدين، فلا يفتن مسلم في دينه ولا يغيّره، والأمن على الدماء فلا يعتدى عليها ولا تسفك وتضيع، والأمن على العقول من المسكرات والمخدرات ومسببات الأمراض، والأمن على الحرمات والأعراض فلا تنتهك ويعبث بها المفسدون والمجرمون، والأمن على الأموال فلا يعتدى عليها وتسلّط عليها أحد، والأمن كذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو حارس الدين وحماية المجتمع من الشرور.
ونبه إلى أن الأمن لا يتحقق إلا بتطبيق الدين الإسلامي العظيم لأنه من عند الله العليم الحكيم الرحمن الرحيم، وأما القوانين التي يضعها الناس بأهوائهم، فلا تحقق شيئًا من هذا كلّه، والحمد لله أن دستور بلادنا القرآن الكريم والسنة النبوية، وقد وعد الله بالأمن التام لمن لم يظلم نفسه بالشرك والكبائر والإصرار على الصغائر، قال الله تعالى (( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون)).
وأفاد بأن الأمن به يتّسع العمران، وتزدهر به الحياة، وتنتظم به التجارة، وتأمن معه السبل، ويتبادل معه الناس المصالح والمنافع في الأرض، وتنبسط معه الآمال التي تقوي العزائم، لنستبشر بالمستقبل، ومع الأمن يتعاون المجتمع ويتراحم ويتناصر، وبه تجتمع الكلمة وترتفع الفرقة، وتتيسّر الأرزاق، وأعظم منافع الدنيا ومرافق الحياة قوة الدين، فبالأمن تقام شعائر الإسلام، فتقام الصلوات جماعة، والجمع والأعياد، وتجبى الزكاة، ويقوم الحج، وتقام الحدود، وتحفظ الحقوق، ويكبت العدو، ويكفّ المفسد عن إفساده ".
وحذر من المعاصي ومحرم الشهوات، وظلم النفس وظلم الإنسان لأخيه الإنسان، إذ حرّم الله الظلم على نفسه وجعله بين العباد محرمًا ولو على غير المسلم، موصيًا بشكر الله على نعمة الأمن والاستقرار، فما نزلت النقم والعقوبات إلا بانفتاح أبواب الأهواء والشهوات، فلله سنن لا تتبدّل، يسير الكون عليها، فلا يشقى أحد بطاعة الله ولا يسعد بمعصيته أحد.

التعليقات


`

اتصل بنا

الفرع الرئيسي

السعودية - الرياض

info@daleelalmasjed.com

رؤيتنا : إمام مسجد فاعل ومؤثر

رسالتنا: نقدم برامج تربوية تعيد للمسجد دوره الحقيقي وتسهم في رفع أداء أئمة المساجد حول العالم وتطويرهم ليقوموا بدورهم الريادي في تعليم الناس ودعوتهم على منهج أهل السنة والجماعة وفق خطة منهجية وأساليب مبتكرة.