إلقاء السلام حين دخول المسجد ، وأداء تحيّة المسجد
ينبغي لمن دخل مسجدا أن يصلي ركعتين، أو أكثر إن شاء، أول ما يدخل المسجد، وهما الركعتان المعروفتان بتحية المسجد؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : (إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ) رواه البخاري (1167) ومسلم (714) .
ولا تعارض بين إلقاء السلام حين دخول المسجد ، وأداء تحيّة المسجد ، فبإمكان الداخل أن يسلم على من لقيه حين الدخول ، ثم يشرع في أداء تحية المسجد .
وليعلم أن تحية المسجد معلقة بالجلوس ، فلا مانع من أن يتأخر فيها بعض الوقت ، إن اشتغل ببعض حاجته ، ما دام لم يجلس .
وأما تحية المسلم : فمعلقة بملاقاته ؛ فمتى لقيه سلم عليه :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِذَا لَقِيَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ فَإِنْ حَالَتْ بَيْنَهُمَا شَجَرَةٌ أَوْ جِدَارٌ أَوْ حَجَرٌ ثُمَّ لَقِيَهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ أَيْضًا ) رواه أبو داود (5200) وصححه الألباني .
وعن الطُّفَيْل بن أُبَيِّ بن كعبٍ : " أنَّه كَانَ يأتي عبد الله بن عمر ، فيغدو مَعَهُ إِلَى السُّوقِ، قَالَ : فإذَا غَدَوْنَا إِلَى السُّوقِ ، لَمْ يَمُرَّ عَبدُ الله عَلَى سَقَّاطٍ ، وَلاَ صَاحِبِ بَيْعَةٍ ، وَلاَ مِسْكِينٍ ، وَلاَ أحَدٍ إِلاَّ سَلَّمَ عَلَيْهِ ، قَالَ الطُّفَيْلُ : فَجِئْتُ عبد الله بنَ عُمَرَ يَوْماً، فَاسْتَتْبَعَنِي إِلَى السُّوقِ ، فَقُلْتُ لَهُ : مَا تَصْنَعُ بالسُّوقِ ، وَأنْتَ لا تَقِفُ عَلَى البَيْعِ ، وَلاَ تَسْأَلُ عَنِ السِّلَعِ ، وَلاَ تَسُومُ بِهَا ، وَلاَ تَجْلِسُ في مَجَالِسِ السُّوقِ ؟ وَأقُولُ : اجْلِسْ بِنَا هاهُنَا نَتَحَدَّث ، فَقَالَ : يَا أَبَا بَطْنٍ - وَكَانَ الطفَيْلُ ذَا بَطْنٍ - إنَّمَا نَغْدُو مِنْ أجْلِ السَّلاَمِ ، فنُسَلِّمُ عَلَى مَنْ لَقيْنَاهُ . رواه مالك في المُوطَّأ (2763) وصحح النووي إسناده في " رياض الصالحين" .
فإن كانت جماعة المسجد ، أو من يريد السلام عليه ، في ناحية من المسجد ، فله أن يبدأ فيصلي أولا ، ثم يذهب إليهم ، فيسلم عليهم ، إن شاء :
فعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - في حديثِ المسِيءِ صلاته : أنّه جَاءَ فَصَلَّى ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلاَمَ ، فَقَالَ : ( ارْجِعْ فَصَلِّ فَإنَّكَ لَمْ تُصَلِّ ) فَرَجَعَ فَصَلَّى ، ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ . متفقٌ عَلَيْهِ .
التعليقات