قراءة القرآن أثناء الدرس في المسجد
ينبغي أن يحرص المسلم على حضور مجالس العلم المنعقدة في المسجد؛ لما ورد في ذلك من الفضل، ولما فيه من تعلم المسلم أحكام دينه التي يحتاج إليها ، حتى يعبد الله على بصيرة .
وقد روى (مسلم :2700) عن أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا حَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ".
فإذا انعقد مجلس من مجالس العلم في المسجد استحب لمن في المسجد أن يقبلوا عليه؛ لأن "فضل العلم خير من فضل العبادة"؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، فيما رواه (الطبراني في الأوسط :3960) وصححه الألباني في (صحيح الترغيب :68)
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- :"طلب العلم أفضل من العبادة، وأقول هذا تبعاً لقول السائل، وإلا فإن طلب العلم عبادة ومن أفضل العبادات، حتى قال إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله: العلم لا يعدله شيء لمن صحت نيته".
ومع فضل حضور مجلس العلم إلا أن حضور هذه المجالس ليس بواجب ، فمن ترك مجلس العلم وانشغل بقراءة القرآن فلا حرج عليه، ولا يمنع من ذلك انعقاد المجلس؛ فإن كثيرا من الناس من يمكنه تلاوة القرآن، ولا يشغله عن ذلك صوت الشيخ وهو يلقي درسه عبر الميكروفون .
فمن تنحى جانبا وانشغل بتلاوة القرآن وأمكنه ذلك دون أن يشوش عليه صوت الميكروفون فلا حرج عليه .
ومن لم يستطع فالأولى به أن يتوجه للدرس ويحضر مع الشيخ ليتعلم العلم، ولكن لا يجب عليه.
التعليقات