تعريف ليلة القدر
▪ قيل سميت بذلك من التقدير وهو مايكون من الأرزاق والآجال في السنة المقبلة وقيل سميت بذلك لأنها ليلة ذات شرف وقدر
فضل ليلة القدر
أولاً ليلة القدر العمل فيها خير من ألف شهر أي أكثر من ثلاث وثمانين سنة قال الله تعالى {*إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ *وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ *لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ } عن مجاهد رحمه الله قال : قوله تعالى ( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) قال: عملها وصيامها وقيامها خير من ألف شهر.وعن قتادة في قوله تعالى( خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) ليس فيها ليلة القدر.[ تفسير ابن كثير ]
ثانياً أن الملائكة تتنزل تلك الليلة قال الله تعالى (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا ) قال ابن كثير رحمه الله : أي : يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها ، والملائكة يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة
ثالثاً أن الله تعالى وصفها بأنها سلام حتى مطلع الفجر أي خالية من الشرور قال عز وجل {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} قال مجاهد رحمه الله : يعني أن ليلة القدر [ سالمة ] لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءا ولا أن يحدث فيها أذى .
رابعاً أن من قامها إيماناً وحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه لما روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (مَنْ يَقُمْ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) ومعنى ( إيمانا )أي تصديقاً بما وعد الله تعالى من والأجر الثواب وقوله ( إحتساباً ) أي إحتساب للأجر والثواب من الله تعالى وقد علق النبي صلى الله عليه وسلم هذا الفضل بهاذين الشرطين فمن أتمهما حصل على هذا الفضل العظيم
وقت ليلة القدر
▪ ليلة القدر في الليالي العشر الأوخر من رمضان وهي تتنقل في العشر الأواخر وفي الأوتار أحرى وأقرب لما روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( التَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ لَيْلَةَ القَدْرِ، في تَاسِعَةٍ تَبْقَى، في سَابِعَةٍ تَبْقَى، في خَامِسَةٍ تَبْقَى ) وعند ابن ماجه واللفظ له، وأحمد من حديث أبي سعيد الخدري قال (اعتَكَفنا معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ العَشرَ الأوسطَ من رمضانَ ، فقالَ : إنِّي أريتُ ليلةَ القَدرِ فأُنسيتُها ، فالتمِسوها في العَشرِ الأواخرِ ، في الوترِ )
علامات ليلة القدر
▪ من علامات ليلة القدر أنها بلجة أي ليلةٌ ذات النور وضياء لما جاء في مسند أحمد (إنَّ أَمارةَ ليلةِ القدرِ أنَّها صافيةٌ بلِجةٌ كأنَّ فيها قمَرًا ساطِعًا ) ومن علاماتها: أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع، صافية، لما جاء عند مسلم من حديث أبي بن كعب -رضي الله عنه- قال: (أخبرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أنها تطلع يومئذ لا شعاع لها).
مايشرع في ليلة القدر وكيف تدرك
▪ يشرع في ليلة القدر الإكثار من طاعة الله تعالى وعبادة من الصلاة وقرأة القرآن والذكر وغير ذلك لما ورى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت :(كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيَا لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ. ) قال النووي رحمه الله : وقولها (شد مئزره )كناية عن الاستعداد للعبادة والاجتهاد فيها زيادة على المعتاد ، ومعناه التشمير في العبادات .وقيل هو كناية عن اعتزال النساء وترك الجماع .ومعنى (أحيا الليل ) أي استغرقه بالسهر في الصلاة وغيرها وقولها : (وأيقظ أهله )أي : أيقظ أزواجه للقيام و رواه مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَجْتَهِدُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ، ما لا يَجْتَهِدُ في غيرِهِ. ) قال في مشكاة المصابيح أي يبالغ في طلب ليلة القدر فيها ، كذا قيل ، والأظهر أنه يجتهد في زيادة الطاعة والعبادة ( ما لا يجتهد في غيره ) أي في غير العشر ، رجاء أن يكون ليلة القدر فيه أو للاغتنام في أوقاته وتدرك ليلة القدر بقيام العشر الأوخر كاملتاً فمن قام العشر أدرك ليلة القدر وحصل على الثواب ولو لم يعلم متى هي ولاكن بشرط الإيمان والإحتساب كما تقدم.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد
|
التعليقات