العشر الأواخر ( تعريفها - فضلها - مايشرع فيها )
تعريف العشر الأواخر:
هي آخر عشرة أيام من شهر رمضان.
فضل العشر الأوخر:
أولاً أن فيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر أي أكثر من 83 سنة قال الله تعالى {*إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ *وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ *لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ } قال السعدي رحمه الله : قوله تعالى { لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ } أي: تعادل من فضلها ألف شهر، فالعمل الذي يقع فيها، خير من العمل في ألف شهر [خالية منها]، وهذا مما تتحير فيه الألباب، وتندهش له العقول، حيث من تبارك وتعالى على هذه الأمة الضعيفة القوة والقوى، بليلة يكون العمل فيها يقابل ويزيد على ألف شهر، عمر رجل معمر عمرًا طويلًا، نيفًا وثمانين سنة. وليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان لما روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " التَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ لَيْلَةَ القَدْرِ، في تَاسِعَةٍ تَبْقَى، في سَابِعَةٍ تَبْقَى، في خَامِسَةٍ تَبْقَى" قوله (إلتمسوها) أي إطلبوها وتحروها.
▪ ثانياً أن القرآن العظيم نزل في العشر الأواخر في ليلة القدر قال عز وجل }حم *وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ *إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ{ قال ابن كثير رحمه :الله قوله تعالى }فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ{ أنزله في ليلة مباركة، وهي ليلة القدر، كما قال تعالى:}إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ{وكان ذلك في شهر رمضان ، كما قال تعالى : }شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ{.
مايشرع في العشر الأواخر:
أولاً الإجتهاد فيها بصلاة وقرأة القرآن والذكر وغير ذلك من طاعة الله –تعالى- لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد فيها مالا يجتهد في غيرهالما روى مسلم في صحيحه عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت:”كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَجْتَهِدُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ، ما لا يَجْتَهِدُ في غيرِهِ”.
وروى البخاري عن عائشة -رضي الله عنها- قالت:"كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيَا لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ".وقولها "وشد مئزره"، كناية عن الاستعداد للعبادة والاجتهاد فيها زيادة على المعتاد، ومعناه التشمير في العبادات.وقيل هو كناية عن اعتزال النساء وترك الجماع .ومعنى "أحيا الليل" أي استغرقه بالسهر في الصلاة وغيرها وقولها:"وأيقظ أهله"أي:أيقظ أزواجه للقيام.
ثانياً الإعتكاف فيها والإعتكاف لزوم المسجد لطاعة الله –تعالى-؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأوخر من رمضان حتى توفاه ربه تعالى، لما وروى البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت:"كانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِن رَمَضَانَ حتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ".
والإعتكاف هو لزوم المسجد والمكث فيه لطاعة الله تعالى وقته، قال ابن باز -رحمه الله- يدخل معتكفه فجر واحد وعشرين، وإذا بات تلك الليلة معتكفًا لا بأس.
فعلى المسلم الجِدّ والاجتهاد في عبادة الله تعالى وطاعته، وأن يقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم وألا يضيّع ساعات هذه الأيام والليالي الفاضله، في السهر واللهو وفي مالافائدة منه فإن المرء لا يدري لعله لا يدركها مرة أخرى.
التعليقات